الوقوف عند التعدد دون شرط إباحته أضاع حقوقًا وهدم بيوتًا

قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، إن على المؤمن أن يعلم أن الله سوى في إقامة العدل بين الأغنياء والفقراء، لافتا إلى خطر "العدل" في قضية تعدد الزوجات، وكيف أن مجرد الخوف من عدم تحقيقه يمنع المسلم شرعا من التعدد، كما تقول الآية الكريمة: ﴿فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة﴾.

وأضاف خلال الحلقة الرابعة والعشرين من برنامجه الرمضاني اليومي «الإمام الطيب» اليوم الأحد، أن الوقوف عند مثنى وثلاث ورباع دون الانتباه لشرط إباحة المثنى والثلاث والرباع، أضاع حقوقا وجلب مظالم وشرد أطفالا وهدم بيوتا كانت عامرة؟ وقد كان غياب العدل هو العامل المشترك في كل هذه المآسي.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن إن قيمة "العدل" من القيم التي نفتقدها في أحيان كثيرة بمجتمعاتنا في معاملاتنا وتصرفاتنا العادية، مبينًا أن العدل اسم من أسماء الله تعالى، وبه قامت السموات والأرض.

وذكر الإمام، أن أن صفة "العدل" ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من 20 آية، وهي من أوجب الصفات التزاما وتطبيقا في جميع مناحي الحياة؛ فهي معيار أو ميزان يزن الأمور كلها، والعدل يستلزم "الإنصاف"، كما يستلزم "المروءة والاستقامة" والترفع عن صغائر الأمور وسفسافها، مؤكدًا أن الله أمر عباده بالعدل أمرا صريحا في قوله تعالى:﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾.

وأوضح الإمام، أن العدل المذكور في الأية السابقة، هو الإنصاف بين الناس، والتعامل معهم باعتدال لا ميل فيه ولا عوج، وأن هذه الآية وصفت بأنها أجمع آية في كتاب الله تعالي للخير والشر، ومنها يتبين أن العدل أول الأركان في استقرار الحياة وانضباطها على شريعة الله، ومن هنا قيل: العدل أساس الملك.

وأكد شيخ الأزهر أن الله تعالى قد أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يلتزم بـ"العدل" في المعاملة بين الناس، وذلك في قوله تعالى: ﴿فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأُمرت لأعدل بينكم﴾.

وذكر الإمام، أن المتأمل في القرآن الكريم يجد الحرص الشديد على إقامة العدل في المواقف التي يصعب فيها عادة على المرء أن يلتزم بواجب العدل فيما يفعل أو يقول، مع الأعداء والأولياء على السواء، ومع القريب والبعيد على قدم المساواة، وبخاصة في باب الشهادة والقضاء، ويقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾.

وشدد الإمام الأكبر على ضرورة أن يلتزم المؤمن بقول الحق في هذه الدنيا، ولا يحابي فيها غنيا من أجل غناه، أو قريبا من أجل قرابته، ولا يجور فيها على فقير أو مسكين لفقره ومسكنته.

ويذاع برنامج "الإمام الطيب" يوميا على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية للإمام الأكبر على "فيسبوك" وقناته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.