رغم كونها واحدة من أكبر مصدري التكنولوجيا الحديثة في العالم، إلاّ أن المعتقدات التقليدية في اليابان مازالت تحتل أولوية في مجتمعها الحديث الذي يوصف بأنه الأسرع إيقاعاً والأكثر إنجازاً على وجه الأرض.
اليابانيون مازالوا يؤمنون بالأرواح الشريرة، يحتفلون اليوم الموافق 17 يوليو من كل عام بالمهرجان السنوي "جيون" و الذي يعود تاريخه الى أكثر من 1000 عام، حيث يصلون فيه من أجل السلامة من تفشي الأمراض الوبائية.
ويعود سبب الاحتفال بالمهرجان إلى الفترة التي عانت فيها مدينة "كيوتو" اليابانية من وباء صيفي قاتل منذ 1100 عام، حيث طفحت مياه نهر ”كامو“، الذي يمتد عبر المدينة، وأصبحت المياه الراكدة مرتعاً خصبا للأمراض والأوبئة، وعليه سادت اعتقادات بين الناس بعد تكرار الأمر أن مثل هذه الكوارث الطبيعية المتكررة كانت لعنة من أرواح أولئك الذين عانوا من حوادث وفاة عنيفة مؤلمة، وأنه من الضروري بعث السكينة في تلك الأرواح.
ومن هنا نشأت الفكرة الأساسية لمهرجان "جيون" ذو الطقوس الدينية للتمكن من جلب السكينة لتلك الأرواح و تجنب الأذى.
تستمر الاحتفالات في اليابان بالمهرجان لمدة شهر ويحضره أكثر من مليون زائر كل عام للمشاهدة و التمتع بالأجواء الكرنافالية، باعتباره عتباره واحداً من أكثر المهرجانات شهرة وشعبية في اليابان.
أبرز مظاهر الاحتفال؛ ارتداء الفتيات زي "اليوكاتا"، الشعبي التقليدي، ويسرن به على الأقدام في جميع أنحاء المنطقة، حاملين المحافظ التقليدية وأوراق التشجية، وتتخلل المهرجان عروض احتفالية لعربات "ياماوهوكو" المحمولة من 14 إلى 16 يوليو، وتكون مصحوبة بعروض موسيقية تقليدية وفى يوم 17 من يوليو، تُعرض 33 عربة احتفالية محمولة فى الشوارع، كما يخصص أحد أيام المهرجان للاحتفال بالشاى تقاليد الشاى العريقة.
وتعد فقرة "شيجو" من التقاليد الرئيسية فى المهرجان؛ تشخص فيه الأبصار إلى طفلٍ معلّق بين السماء والأرض، موضوع على رأس قبّة محمولة فى الهواء، ولا يلامس الأرض طوال عرضه، ويتم اختياره بعناية كما يزين رأسه بتاج على شكل طائر الفينيق الذهبي.