استعجلت نيابة العياط برئاسة المستشار عمرو الفقي، تحريات المباحث حول واقعة قتل سائق سيارة ميكروباص على يد طفلة بعد محاولته التعدي عليها جنسيا بمنطقة جبلية بدائرة مركز شرطة العياط.

وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات، إن النيابة وجهت تهمتي القتل وحيازة سلاح أبيض للطفلة وهما أعلى التهم في القضية لحين انتهاء التحقيقات.

وأضافت المصادر أن النيابة العامة بالعياط تجري تحقيقات موسعة في القضية لحين الانتهاء منها وكشف ملابساتها كاملة، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يتم إحالة الطفلة لنيابة الأحداث ولكن بعد الانتهاء من التحقيقات في جريمة القتل ومعرفة مدى تورط الطفلة وباقي المتهمين في القضية من عدمه، وبيان ما إذا كان القتل بدافع الدفاع عن النفس أو وجود دافع آخر والتأكد من أن السلاح الأبيض الموجود في الجريمة هو بالفعل خاص بالقتيل من عدمه.

وأشارت المصادر إلى أن النيابة اتخذت عدة إجراءات خلال التحقيقات مع المتهمة أبرزها إرسال السلاح المستخدم في الجريمة للمعمل الجنائي ومعاينة الجثة قبل التصريح بتشريحها من قبل خبراء المعمل والمختصين بالطب الشرعي لإعداد تقرير حول الطعنات الموجودة بجسد المجني عليه ومطابقتها بسلاح الجريمة المتحفظ عليه.

وخلال جلسة التحقيق واجهت النيابة الطفلة بالاتهامات السابقة وأكدت المتهمة في أقوالها أنها كانت في حالة دفاع عن النفس وأن المجني عليه حاول التعدي عليها جنسيا نافية أن يكون السلاح المضبوط خاصًا بها، مؤكدة أنه كان سلاح خاص بالمجني عليه واستخدمه في تهديدها بالقتل حال عدم خضوعها لرغبته.

وأضافت المتهمة أنها تمكنت من الحصول على السلاح من المجني عليه وبادرته بتسديد الطعنات في جسده، مشيرة إلى أن حالة هستيرية انتابتها ودفعتها لتسديد المزيد من الطعنات للمجني عليه للتأكد من التخلص منه والهروب من تعديه عليها.

وأكدت المتهمة أقوالها أمام النيابة بأن الجريمة وقعت بعد مقابلة رتبتها مع صديقها المحبوس على ذمة القضية والذي اصطحب صديقه معه لمنطقة حديقة الحيوان بالجيزة، وأثناء المقابلة بدأت في البحث عن صديقها بعد اختفاءه بالزحام، إلا أنها لم تجده في الوقت الذي رن هاتفها المحمول باسم صديقها وبالرد عليه وجدت شخصا آخر يخبرها بالعثور على الهاتف المحمول وأنه بمنطقة العياط وعليها الحضور لاستلامه.

وأشارت المتهمة في تأكيد على روايتها، أنها توجهت لتجد المجني عليه في سيارة ميكروباص يخبرها بحضور شخص آخر والحصول على الهاتف المحمول وطلب منها توصيلها لمكان توجهها بالطريق الصحراوي وبالفعل وافقت واستقلت السيارة معه لحين وصولهما للمنطقة الجبلية بالعياط، وهناك حاول التعدي عليها جنسيا تحت تهديد السلاح مستخدما السلاح المتحفظ عليه في الجريمة حسب رواية المتهمة.

وتابعت أنها انقضت على المجني عليه حتى ترك السلاح من يده وتحصلت عليه ثم اندفعت مسددة له مجموعة من الطعنات التي تفادى بعضها المجني عليه وحاول الفتك بها مرة أخرى إلا أنها بادرته بمجموعة أخرى من الطعنات خر على إثرها قتيلا.

وبالقبض على المتهمين الآخرين صديق الطفلة وصديقه اللذان كانا معها في الموعد أكدا عدم علمهما بالواقعة أو وجود علاقة بينهما وبين المجني عليه، إلا أن التحريات أثبتت وجود رابط بينهما فأمرت النيابة بحبسهم جميعا على ذمة القضية والتجديد لهم 15 يوما لحين كشف باقي ملابسات الواقعة.

في السياق ذاته، قالت دينا المقدم، محامية المتهمة، إن تحريات المباحث أكدت أن القتل كان بغرض الدفاع عن النفس، وأن النيابة طلبت استدعاء اثنين من المزارعين استنجدت بهم الفتاة عقب الواقعة مباشرة.

وأضافت، ننتظر تقرير الطب الشرعي لاستكمال أوراق القضية، مشيرة إلى قيام النيابة بتوجيه أعلى تهمتين للطفلة بالقتل العمد وحيازة سلاح أبيض كان بسبب تعثر المعمل الجنائي من رفع بصمات القتيل من السلاح الأبيض، بسبب تسليم الفتاة السلاح عقب قتل المجني عليه إلى أجهزة الأمن وهو ما تسبب في طمس بصماتة بالكامل وظهر بصماتها فقط على السكين.

وأكدت المقدم أن المجني عليه سبق اتهامه في قضية تحرش من قبل وأنها بصدد اتخاذ اجراءات قانونية جديدة لكشف الحقيقة كاملة.