تحت سماء صافية، وأمام إحدى أشهر كنائس العاصمة النمساوية فيينا، تتراقص أجساد وأقدام الرجال والنساء، بتناسق وتناغم، لترسم لوحة "تانجو" رائعة في الهواء الطلق.
تلك اللوحة الفنية، يعاد رسمها كل يوم أحد، طوال فصل الصيف، في ميدان مواجه لكنيسة "كارلس بلاتز" الشهيرة في وسط فيينا، على يد فتاة خمرية اللون، تعود أصولها لإقليم الباسك في إسبانيا، تدعى إلياء جونزاليس.
جونزاليس الذى نما حبها لرقصة "تانجو" متأثرة بأبويها اللذين طالما شاهدتهما في طفولتها يرقصان، تنظم مساء كل يوم أحد، بين الساعة السابعة والعاشرة، فاعلية لرقصة "تانجو" مستخدمة جهاز حاسوب صغير ومكبر صوت، وحلبة رقص مصنوعة من الجلود، في ميدان كارلس بلاتز، أشهر ميادين فيينا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت جونزاليس في تصريحات لصحيفة "دير ستاندرد" النمساوية (ليبرالية): "أحب الأجواء في كارلس بلاتز.. وفي الهواء الطلق، يكون التانغو أجمل".
وتابعت "أنظم منذ 6 سنوات، فاعلية تانجو في كارلس بلاتز"، مضيفة "يمكن لأي شخص أن يشارك في الفاعلية مقابل دفع 8 يورو (164 جنيها تقريبا)".
ومضت قائلة "أنسب وقت للرقص، يكون مع دخول الليل، وإضاءة مصابيح كنيسة كارلس بلاتز، وقتها يعتلى القمر قبة الكنيسة"، مضيفة "هذه تعويذة.. أجواء جميلة لا تتواجد في مكان آخر".
ويشارك عدد كبير من الرجال والنساء في الفاعلية التي تنظمها جونزاليس، وتجتذب عدداً كبيراً من المشاهدين من جنسيات مختلفة، تتعلق عيونهم بأقدام الرجال والنساء التي تتحرك بشكل متناغم على ألحان جميلة.
ووفق الصحيفة ذاتها، تعد فيينا من أكثر المدن الصديقة لـ"تانجو" في أوروبا، منذ أن بدأ سكان المدينة الاهتمام بالرقصة في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وتعود جذور رقصة "تانجو" والموسيقي المصاحبة لها، إلى مدينة بيونس أيرس، عاصمة الارجنتين. وظهرت الرقصة التي ذاع صيتها عالميا، في أواخر القرن التاسع عشر بين الطبقات الدنيا في المدينة الأرجنتينية.