قطار تنمية الصعيد يصل سوهاج وقنا بمشروعات لجلب الاستثمارات - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قطار تنمية الصعيد يصل سوهاج وقنا بمشروعات لجلب الاستثمارات

أرشيفية
أرشيفية
شريف حربي
نشر في: الأحد 17 نوفمبر 2019 - 12:46 ص | آخر تحديث: الأحد 17 نوفمبر 2019 - 12:46 ص

انتعاش صناعة الألواح الشمسية بقنا.. وخطط لتطوير صناعة التلى بشندويل.. ونقادة تحلم بتصدير الفركة إلى أوروبا
وزير التنمية المحلية: رئاسة الجمهورية تتابع باستمرار تطورات العمل فى برنامج تنمية الصعيد
المستشار الاقتصادى لمحافظ سوهاج: محور جرجا سيستفيد منه 270 ألف نسمة بتكلفة قدرها 43 مليون جنيه

تسعى وزارة التنمية المحلية إلى وضع محافظتى سوهاج وقنا على طريق التنمية، من خلال سلسلة مشروعات تشمل البنية التحتية وإحياء الحرف التراثية القديمة، بجانب إنشاء المناطق الصناعية الكبرى التى توفر فرص عمل لشباب الصعيد، ضمن خطط برنامج تنمية صعيد مصر الممول جزئيا من البنك الدولى بقيمة 500 مليون دولار، ومساهمة من الحكومة المصرية بقيمة 457 مليون دولار.

وتتضمن مشروعات التنمية بالمحافظتين إحلال وتجديد وتوصيل شبكات المياه والصرف الصحى، علاوة على توصيل المياه النقية إلى المناطق المحرومة، بجانب تطوير الحرف اليدوية والتراثية، وإنشاء مناطق صناعية كبرى لتوسيع دائرة الاقتصاد الوطنى وجلب فرصة استثمارية للصعيد.

وفى هذا السياق، قال وزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوى، إن رئاسة الجمهورية تتابع دائما تطورات العمل فى برنامج تنمية صعيد مصر، حيث إن برنامج تنمية صعيد مصر والمشروعات المنبثقة عنه أحد مكونات برنامج الحكومة الحالى.

وأضاف شعراوى لـ«الشروق»، أن البرنامج قائم على فلسفة رئيسية ملخصها تحويل محافظات الصعيد إلى مناطق جاذبة للاستثمار وقادرة على إدارة التنمية وتقديم الخدمات وخلق فرص عمل للشباب، مؤكدا أن البرنامج يطبق التجربة فى محافظتى سوهاج وقنا ليبدأ تعميمها على باقى محافظات الصعيد وكافة المحافظات التى تشهد ظروفا تنموية مشابهة.

وأوضح أن الحكومة تعتبر التنفيذ الفعلى لبرنامج تنمية صعيد مصر فى قنا وسوهاج بدأ فى يناير 2018، فى حين أن الفترة الفعلية لتنفيذ المستهدف من البرنامج فى المحافظتين 21 شهرا، مشيرا إلى أن البرنامج كان يصنف على أنه غير مرض قبل ارتفاع تصنيفه مرة أخرى فى 2019، بحسب شهادة خبراء البنك الدولى.

وذكر أن هناك مشروعات ذات طبيعة اقتصادية تتمثل فى تطوير المناطق الأثرية لمحافظتى سوهاج وقنا لوضعها على خريطة السياحة العالمية ضمن مخطط البرنامج.

ميدانيا، رصدت «الشروق» عددا من المشروعات الجارى تنفيذها فى محافظتى قنا وسوهاج ضمن مخطط برنامج تنمية صعيد مصر، حيث تبين أن نسبة تنفيذ المشروعات تتراوح ما بين 65 إلى 100% خلال العام الثانى من انطلاق البرنامج.

وقال مدير وحدة تنفيذ برنامج تنمية صعيد مصر بقنا علاء شاكر، إن نسبة تنفيذ المشروع وصلت إلى 95%، موضحا أن التكلفة الفعلية للمشروع تبلغ 320 مليون جنيه من تمويل البرنامج، فى حين أن المكون المحلى للمشروع من الموارد المالية يبلغ 153 مليون جنيه، بينما قيمة المكون الأجنبى من البنك الدولى تصل إلى 167مليون جنيه.

وأوضح أن المشروع يتكون من 3 محطات رفع رباعية بطاقة استيعابية 40 ألف متر مكعب فى اليوم وبطول شبكات انحدار 28 كيلو، وسيستفيد من المشروع 120 ألف نسمة.

أما على المستوى الشعبى، يأمل الأهالى فى نجاح برنامج تنمية الصعيد لانتشالهم من الأمراض والروائح الكريهة التى تخلفها طرنشات الصرف الصحى، مؤكدين أن مشروع المحطة كان من الأولويات الملحة والضرورية للمواطنين بمدينة قفط وهو ما يحدث حاليا.

ويتضمن مخطط تنمية الصعيد إحياء الحرف التراثية بقرية نقادة، من خلال توصيل مرافق البنية التحتية من صرف صحى ومياه شرب ورصف طرق إلى الوحدات التى تقوم بتصنيع التكتلات الصناعية، حيث يوجد خطة لجعل نقادة قرية مصدرة للفركة «بكسر الفاء» وهى عبارة عن منسوجات مصنعة يدويا بمعدات النول من الخيوط القطنية والحريرية، مستهدفة أسواق أوروبا وإفريقيا، فخصصت المحافظة 42 فدانا لإنشاء فندق سياحى ومعارض لحرفة «الفركة» اليدوية لجذب السياحة، علاوة على أن هناك استشارى بالبرنامج يقوم بدارسة السوق المحلية والتحديات التى تواجه السوق الخارجية للتصدير.

ويقول محمد أحمد حسين، صاحب وحدة تصنيع «الفركة» بقرية نقادة، إن المنتج النهائى يحتاج إلى تطوير فى الجودة والخامات والتصميم وإلى تكلفة مالية عالية، نظرا لارتفاع أجر العامل وارتفاع الخامات، مشيرا إلى أن هناك تحديات فى التسويق والتى بدأ برنامج التنمية يساهم فى حل تلك الإشكالية.

وأضاف حسين لـ«الشروق»، أن برنامج تنمية صعيد مصر يشارك فى وضع استراتيجية تطوير وتسويق للنهوض بهذه الحرفة والتى تعمل المرأة المصرية بها بنسبة 99%، مضيفا أن البرنامج يساهم أيضا فى توصيل خدمات البنية التحتية من مياه شرب وصرف صحى إلى جميع الوحدات بالمحافظة التى تقوم بتصنيع تلك الحرفة اليدوية التراثية.

وتقول السيدة حمدان، صنايعية بالوحدة، إن مهنة «الفركة» توارثتها عن والدها، وهى مسلية للغاية لنا بديلا عن الجلوس فى المنزل، علاوة على أنها تساعدنا فى شراء مستلزمات المنزل.

وخلال تفقد المنطقة الصناعية لصناعة الألواح الشمسية فى قرية كلاحين بقنا، التقينا برئيس مجلس الإدارة، أحمد يسرى الأتربى، الذى أكد أن الفترة الحالية تشهد إقبالا غير مسبوق على الاستثمار بعد فترة توقف طويلة، مرجعا ذلك إلى قانون الاستثمار الجديد الذى ساهم فى تبسيط إجراءات المشروعات المنفذة والتى تخلف آلاف فرص العمل للشباب، موضحا أن هذا المشروع وفر 1200 فرصة عمل مباشرة.

وأوضح أن المنطقة تقوم بتصنيع 330 ألف لوح شمسى سنويا، ويتم تصدير ما بين 5 و10%، للخارج، ويصل سعر اللوح إلى 100 دولار، موضحا أن الآلات المستخدمة فى التصنيع هى التكنولوجيا الألمانية الحديثة.

وأشار إلى أن نسبة المكون المحلى فى صناعة اللوح الشمسى تتراوح ما بين 68 و72% وستصل إلى نسبة 100% فى 2020، مشيرا إلى أن هيئة الاستثمار خصصت له مساحة الأرض المقام عليها المنطقة بدون مقابل.

كما رصدت «الشروق» خلال الجولة المشروعات التنموية بمحافظة سوهاج، للنهوض بالبنية التحتية والمناطق الصناعية والحرف اليدوية.

وقال المستشار الاقتصادى لمحافظ سوهاج، الدكتور على مسعود، خلال تفقد مشروع محور جرجا، إن المحور يربط بين مركز جرجا بالظهير الصحراوى والطريق الزراعى والمنطقة الصناعية.

وأضاف مسعود لـ«الشروق»، أن الطريق سيربط أكثر من قرية وسيستفيد منه 270 ألف نسمة بطول 3 كيلو مترات، وبتكلفة 43 مليون جنيه، موضحا أن تنفيذ أعمال الطريق بدأت فى 9 ــ 7 ــ 2019، وتم الانتهاء من مراحل التخطيط والتمهيد والتغطية للطريق ومتبقى المرحلة الأخيرة من رصف طريق «الأسفلت» للمحور.

ومن جانبه، قال محمد هريدى، مدير المشروع، إن محور جرجا من المشروعات العملاقة التى يقوم بتمويلها برنامج تنمية صعيد مصر، والتى يترتب عليها جذب المستثمرين للمنطقة الصناعية المكونة من 178 مصنعا صغيرا، بقرية سعد أبو السعود.

وأضاف هريدى لـ«الشروق»، أن الطريق سيسهل عملية الانتقال ما بين القرى وبعضها، علاوة على الوصول إلى مصانع المنطقة الصناعية، والتى ستؤدى إلى تقليل معدل البطالة والمساهمة أيضا فى مواجهة العقبات التى تواجه المواطنين فى الانتقال إلى الوحدات الصحية والمدارس.

وخلال تفقد محطات توصيل مياه الشرب للقرى المحرومة ومن بينها، قرية سعد أبو السعود، بمحافظة سوهاج، قال سيد كامل، مدير مشروع إنشاء محطة مياه الشرب بسعد أبو السعود، إن المحطة سيستفيد منها قرية على البنا ونجع سعد ومناطق أخرى، بتكلفة 22 مليون جنيه، وبطول خطوط مياه 3600 متر، وبطاقة ضخ 200 لتر فى الثانية، ويصل قطر الخطوط 12 بوصة.

وأضاف كامل لـ«الشروق»، أن القرى عانت كثيرا من نقص مياه الشرب، موضحا أن المحطة كانت طاقة المياه الموجودة بها سابقا من خلال بئر واحدة فقط بطاقة ضخ 100 لتر فى الثانية، مما ترتب عليه معاناة شديدة للأهالى حتى تم إنشاء المحطة، والتى ستساهم أيضا فى وصول المياه إلى المنطقة الصناعية والمكونة من 178 مصنعا، والذى سيترتب عليه أيضا الحد من البطالة فى القرى المجاورة عقب تشغيل المصانع بالمنطقة.

وخلال تفقد محطة استكمال الصرف الصحى للمعالجة الثلاثية بقرية الهجارسة بمحافظة سوهاج، قال مستشار محافظ سوهاج، الدكتور على مسعود، إن المحطة يتم استكمالها بتكلفة مالية قدرها 38 مليون جنيه، وتم إنشاء 18 حوضا بها لتخزين مياه الصرف عقب معالجتها ثلاثيا، مضيفا أن سعة تخزين الأحواض 5000 متر مكعب.

وأضاف مسعود لـ«الشروق»، أن المحطة مقامة على مساحة 16 فدانا، علاوة أنه جار إنشاء مزرعة لزراعة جميع المحاصيل الزراعية على مساحة 42 فدانا، بتكلفة 26 مليون جنيه، من بينها زراعة أشجار الجاجوبا والتى يتم تسويقها للدول الأوروبية، مؤكدا أن برنامج التنمية شارك بكافة التكاليف المالية للمشروع.

من جانبه، قال استشارى المشروع، المهندس عبداللطيف محمد عطى، إن المشروع سيستفيد منه 500 ألف نسمة على مستوى 3 قرى من بينهم قرية أولاد غريب والكوامل بحرى، موضحا أن المشروع بدأ فى 18 يونيو 2019، وسينتهى فى 17 إبريل 2020.

وأضاف عطى لـ«الشروق»، أن بداية تنفيذ المزرعة للمشروع كانت فى 10ــ 7ــ 2019، وسيتم الانتهاء منها فى 9 مارس 2020، مضيفا أن هذا المشروع سيكون له أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية على المواطنين.

وأشار إلى أن قرى محافظة سوهاج عانت من عدم وجود محطات صرف صحى، ويعمل البرنامج عليها الآن، مشيرا إلى أنه تم وضع خطة لتنعم القرى بالصرف الصحى وستصل نسبة تغطية قرى سوهاج بمشروعات الصرف الصحى لـ70% مع نهاية البرنامج والمخطط لها عامان.

وخلال تفقد توصيل مياه الشرب لقرية العيساوية مركز أخميم، قال رئيس مدينة ومركز أخميم، عاطف الصمدى، إن تكلفة توصيل مياه الشرب للقرية بلغت 300 ألف جنيه من برنامج تنمية صعيد مصر، مؤكدا أن برنامج تنمية صعيد مصر يلعب دورا بارزا فى الوصول إلى أصغر القرى بالمراكز ومنح الحياة إلى المناطق المحرومة والمعدومة من الخدمات والمرافق.

وعلى مستوى الحرف التراثية، يحلم العاملون فى صناعة «التلى» بقرية شندويل، التى تشتهر بعمل النساء فى تصميم وتنفيذ العباءات يدويا، أن يشملهم تطوير برنامج تنمية الصعيد.

وقالت سماح أحمد، مديرة مشروع صناعة «التلى» بالقرية، إن برنامج تنمية صعيد مصر تعرف على احتياجاتهن من أجل توفيرها فى أقرب وقـت، علاوة على التوسع فى التسويق ووضع استراتيجية لتحقيق أهداف تطوير المشروعات الصغيرة.

وتابعت سماح لـ«الشروق» أن القائمين على تنفيذ برنامج صعيد مصر أعطى لهم الأمل مرة أخرى حتى تتحول قرية شندويل إلى قرية مصدرة للأعمال اليدوية والتى تشتهر بها القرية منذ 1300 عام، مشيرة إلى أن هناك جمعية تعاونية إنتاجية بالقرية تمثل الكيان القانونى لتبنى المشروعات الصغيرة بالقرية.

وتقول أمل حسن، رئيسة الجمعية التعاونية الإنتاجية بشندويل، إن الجمعية منذ نشأتها فى 2005 تنسق مع وزارة التضامن الاجتماعى لإنشاء معارض موسمية لتسويق المنتجات اليدوية التراثية لأهل القرية والتى تعانى من صعوبة فى فتح أسواق لعرض المنتجات وتطوير الحرفة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك