رغم الخطف والقتل والتحذيرات.. ليبيا ما زالت حلم الفقراء - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رغم الخطف والقتل والتحذيرات.. ليبيا ما زالت حلم الفقراء

كتب ــ ماهر عبدالصبور:
نشر في: الأحد 18 فبراير 2018 - 9:46 ص | آخر تحديث: الأحد 18 فبراير 2018 - 9:46 ص

• رسلان: السفر إلى طرابلس «حياتى».. ولو عشنا هنا مثل أبائنا ألف سنة فلن نحقق شيئا
• أستاذ فى علم الاجتماع: النجاح الاجتماعى الذى يظهره المهاجر سبب رغبة الشباب
• مجدى: الأراضى الليبية قِبلة الحالمين بالثراء وإثبات الذات
يصر العديد من الشباب فى مصر وبخاصة فى الصعيد على الهجرة إلى ليبيا أملا فى العثور على فرصة عمل تمكنه من العيش الكريم والهروب من الأزمة الاقتصادية، أو أن يكون من أصحاب الفرص الذهبية الذين يتمكنون من الهجرة إلى دولة أوروبية، عبر الأراضى الليبية، رغم تحذيرات وزارة الخارجية من خطورة السفر إلى ليبيا، وعمليات القتل والاختطاف التى يواجهها الشباب المصرى هناك.

محمد رسلان شاب مصرى من قرية الديك مركز أبوقرقاص فى محافظة المنيا حاصل على بكالوريوس علوم ضرب بتحذيرات وزارة الخارجية عرض الحائط ولم ترهبه صور قتل الإرهابيين لأبناء قريته ولا شكل النعوش وهى عائدة بجثامين جيرانه، يؤكد دوما أن السفر هو سبيله للحياة، وأن بقاءه فى مصر فى ظل الأزمات الحالية هو امرمسحيل تماما بالنسبة لي.

يقول محمد فى حديثه مع «الشروق»: «أنا حاصل على كلية علوم، ولم أجد وظيفة حتى بالإعدادية، واحترفت قيادة سيارات الأجرة، وعندما فكرت فى السير قانونا وحمل رخصة قيادة، وذهبت للسجل المدنى لتغيير المهنة من حاصل على بكالوريوس علوم لسائق، غرمونى مبلغ 50 جنيها تدفع فوريا، بحجة أن السائق ارقى من المؤهل، وما كنتش عامل حسابى».

وتابع رسلان: «دفعها لى أحد الموجودين، أو بمعنى أدق شحذتها، ولحظتها علمت أنه لو كنت قررت مرة واحدة السفر لليبيا، فالآن أنا أقررها ألف مرة»، مضيفا: «أنا وشقيقى الأكبر وليد، اتفقنا وتجهزنا للهروب لليبيا»، متابعا: «السفر إلى ليبيا هو حياتى، وأنا بحسب الأيام هنا بالثوانى، أنا وشقيقى الأكبر».

وأكمل محمد فى حضور شقيقه وليد: «فى ليبيا بينك وبين السواحل الأوروبية ساعات قليلة، والعمل هناك ليس بالصعب، فنحن لا نذهب لنجلس على مكاتب ونأمر، بل معظم الهاربين من الفقر والجوع يعملون فى مهن بسيطة تحتاج لطاقة ومجهود وصبر، ولا يقبل عليها غيرنا، ولكنها مجزية».

وأردف: «لا تتعجب من صراحتى، فليس بعد الفقر ذنب، ولا يجتمع الجوع والتفكير معا، وأنا مسافر ومعظم أصدقائى فى ليبيا هاجروا وتزوجوا الآن من فرنسيات ويعيشون فى فرنسا واستثمروا فى مصر وحققوا ذاتهم بمعنى الكلمة، فلو عشنا هنا مثل آبائنا ألف سنة، فلن نحقق شيئا، ولن نتزوج، بل سنكون عالة على أسرتنا».

وعن كيفية الخروج من مصر والوصول إلى ليبيا يقول: «فى السابق حاولنا السفر وأوقفنا التجنيد، وبعد الحصول على إذن السفر، فوجئنا بتعليمات بعدم وجود رحلات أو سفر من مصر لليبيا، وبسبب ذلك سنحاول السفر إلى السودان أو تونس أو الأردن، ومنها لليبيا»، مكملا: «السودان ستكون أول محطة للهروب من هنا ».

وعن ظاهرة السفر إلى ليبيا وإصرار الشباب على ذلك، يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا الدكتور محمد أبو القاسم، إن قضية الهروب للجحيم بليبيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالظروف الاقتصادية، وانتشار البطالة، بخاصة للحاصلين على مؤهلات جامعية، مشيرا إلى أن اختيار ليبيا تحديدا مرتبط بإمكانية الهروب منها إلى أوروبا.

وأردف: «صورة النجاح الاجتماعى الذى يظهره المهاجر عند عودته إلى بلده لقضاء العطلة وكلها مظاهر تغذيها وسائل الإعلام المرئية، والثورة الإعلامية التى يعرفها العالم، ومكنت الفقراء من اقتناء الهوائيات التى تمكنهم من العيش عبر مئات القنوات فى عالم سحرى يزرع فيهم الرغبة فى الهجرة».
واضاف أبو القاسم، أنه وفقًا لتقديرات وإحصاءات غربية، فقد بلغ عدد الذين وصلوا إلى شواطئ القارة الأوروبية من الدول العربية مئات الآلاف منذ بدايات عام 2011 وحتى منتصف عام 2014، مشيرا إلى أن النسبة الأكبر من المهاجرين غير الشرعيين المصريين تأتى من المحافظات الفقيرة، خصوصا المنيا والفيوم وبنى سويف وأسيوط.

وأشار إلى أن الإحصائية الأخيرة تؤكد ارتباط الهجرة الشرعية بتزايد معدلات الفقر والبطالة، مكملا: «الواقع يقول إن لدينا شباب ولّى وجهه شطر خارج البلاد، هربا من واقع مرير يراودهم، ليلقوا مصيرا ينتهى بالموت المحقق، أو طريق مظلم لا نور فيه».

وذكر الممثل القانونى للقبائل العربية بالمنيا مجدى رسلان أن معظم شباب قرى غرب المنيا يهاجرون إلى ليبيا دون الحصول عن طريق الهجرة غير الشرعية، هربا من الفقر والموت جوعا، متابعا: «ليبيا بها ميزة كبيرة حيث ينظر اليها كل الحالمين بالثراء واثبات الذات بأنها قبلتهم، وأنها بوابة أوروبا من ناحية شمال أفريقيا، حيث تمثل الحدود البحرية والبرية الليبية الممتدة على مساحة واسعة وقربها من الشواطئ الأوروبية خيارا مثاليا للمهربين والهاربين».

واستطرد: «خلال الصراع الذى انتهى بالإطاحة بالزعيم الليبى الراحل معمر القذافى، كان المهاجرون يتجهون إلى أماكن أخرى، لكنهم الآن عادوا إلى المناطق التى كانوا موجودين بها فى السابق، وليعلم الجميع أن معظم أجزاء ليبيا تشهد هدوءا لكنه مؤقت، وإن الدولة هناك عاجزة عن بسط سيطرتها، وملاحقة عصابات التهريب».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك