سقط 48 مشجعا.. شهود أول فاجعة في الكرة المصرية يتحدثون لـ«الشروق»: الصدفة أنقذتنا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سقط 48 مشجعا.. شهود أول فاجعة في الكرة المصرية يتحدثون لـ«الشروق»: الصدفة أنقذتنا

عبدالله قدري
نشر في: الثلاثاء 18 فبراير 2020 - 8:12 م | آخر تحديث: الثلاثاء 18 فبراير 2020 - 8:14 م

في الـ 17 فبراير من عام 1974، ذهب رفعت المرصفي رفقة أصدقائه إلى استاد حلمي زامورا لمشاهدة مباراة نادي الزمالك الودية مع فريق دوكلا براغ التشيكي، كانت الجماهير البيضاء محتشدة لمشاهدة فريقهم المفضل "قاهر الفرق الأجنبية"، وقبل بداية المباراة، تدافعت الجماهير البيضاء، فحدثت أول فاجعة في تاريخ الملاعب المصرية، بسقوط 48 مشجعا زملكاويا وإصابة المئات، في ذكرى لم ينساها المرصفي (66 عاما) وجماهير القلعة البيضاء.

وأحيا نادي الزمالك الذكرى الـ46 لوفاة 48 مشجعًا زملكاويًا بعبارات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب الحساب الرسمي للنادي الأبيض على موقع تويتر "تَحل اليوم الذكرى السادسة والأربعون على وفاة 48 مشجعا زملكاويا إثر التدافع والعدد الزائد في المباراة التي جمعت الزمالك بفريق دوكلا براغ التشيكي، سنظل نخلد ذكراكم دائمًا".

 

 

مشاهد هذه المباراة وما قبلها وبعدها، لم تسقط من ذاكرة رفعت المرصفي رغم مرور 46 عامًا، كان المرصفي عاشقا للزمالك منذ صغره، اتفق مع اثنين من أصدقائه للذهاب إلى ملعب حلمي زامور لمشاهدة المباراة من فوق المدرجات، "صباح يوم الفاجعة، ذهبت مع أصدقائي إلى نادي الزمالك، كنا مقيمين في شارع شبرا، وصلنا إلى شارع 26 يوليو، ثم وصلنا إلى نادي الزمالك سيرا على الأقدام"، يقول المرصفي لـ «الشروق».

وصل المرصفي إلى ملعب المباراة مبكرا، وجلس على المقاعد السفلية "لحسن الحظ" كما يقول، وكان الزحام في المدرجات شديدا حسبما يتذكر المرصفي: "أذكر أنه كان يفصلنا عن الملعب سور حديدي (بلدي) عبارة عن أسياخ من الحديد مترابطة بشكل ما مع بعضها البعض، وقبل أن تبدأ نزل فريق الزمالك التسخين، وخلال عملية التسخين وسعي الجماهير لمشاهدة الفريق حدثت المجزرة بعد أن سقطت الجماهير على الأسياخ الحديد الفاصلة".

ما إن وقعت الكارثة، فرت الجماهير البيضاء وخرجت من الأبواب القريبة من المدرجات السفلية، وألغيت المباراة، وتولت الإسعاف مهمة التعامل مع الضحايا، وعاد المرصفي إلى بيته سيرا على الأقدام لكنه لم يعلم حجم الفاجعة إلا من الصحف في اليوم التالي، "حجم الكارثة وما حدث بها والموتى والجرحى وخلافه فقد علمنا به في اليوم التالي من الصحف والأخبار".

نفس المشاهد عايشها عصام إسماعيل، أحد مشجعي الزمالك الذين حضروا الفاجعة، كان إسماعيل طالبا في مرحلة الثانوية العامة آنذاك، الآن تجاوز الستين من عمره، لكن شريط أحداث الفاجعة لم تتجاوز ذاكرته حتى الآن.

يتذكر إسماعيل كيف كانت المدرجات ممتلئة، قرابة 60 ألف متفرج احتشدوا لتشجيع الزمالك، بالرغم من أن المدرجات لا تسع أكثر من 35 ألفا، "الأبواب كانت موصدة، والتذاكر نفدت، وبالضغط فتحوا الأبواب للجماهير المندفعة بلا تذاكر وكان الملعب شبه ممتلئ ولم يكن يستطع أي أمن أن يتحكم في المباراة"، اندفعت الجماهير فوق بعضها وسقطوا على السور الحديدي، وتحرك إسماعيل خلف المرمى البعيد عن تدافع الجماهير، يقول لـ «الشروق».

تركت الحادثة أثرا في قلبي المرصفي وإسماعيل الذي كان حريصا على الابتعاد عن الزحام بعد ذلك، لكنه لم يبتعد عن تشجيع الفريق في المدرجات، إذ حضر مباراة اعتزال حسن شحاته ويكن حسين، أما المرصفي كان أشد حرصا من إسماعيل، إذ نأى صاحب الـ 66 عاما بنفسه عن حضور مباريات الزمالك في الاستاد، " لم أذهب بعد ذلك إلى مباريات الزمالك أو غير الزمالك، ذهبت فقط مرات قليلة لمباريات المنتخب".

توابع الفاجعة وأثرها لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تسببت في نقل مباريات كرة القدم من استاد حلمي زامور إلى استاد القاهرة، وهو ما أكد عليه المرصفي وإسماعيل في حديثهما: "تحولت بعد ذلك مباراة الزمالك لتلعب في استاد القاهرة بدلا من زامورا".

بعد فاجعة حلمي زامورا، تحدثت الصحف المصرية عن الحادثة، وعنونت الصحف الحادثة بـ "أسوأ حادث في تاريخ الكرة في مصر" يتذكر المرصفي ما حدث: "لم يكن هناك سوى الإذاعة والتليفزيون وبعض الصحف التي أشارت إلى الخطأ في ترك أبواب الملعب مفتوحة رغم امتلاء جنبات المدرجات بالكامل".

لكن الحادثة لم تنل اهتماما واسعا كما حدث مع فاجعتي بورسعيد والدفاع الجوي، وسقطت من ذاكرة جيل السبعينات والثمانينات، يفسر المرصفي ذلك بغياب "السوشيال ميديا" في ذلك الوقت و "وعدم وجود تجمعات جماهيرية لتحيي هذه الأحداث مثل هذه الأيام".

وبالرغم من مرور 46 عاما على فاجعة حلمي زمورا، لم تسقط أحداث المباراة وشواهدها من ذاكرة المرصفي وإسماعيل، اللذين كتبا على صفحة نادي الزمالك الرسمية نعيا لضحايا وذويهم، "رحم الله من رحل وهو يبحث عن متعة بمشاهدة فريقه".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك