في ذكرى رحيله.. مذكرات الكاتب علاء الديب تعبر عن «روائي مكتئب» - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيله.. مذكرات الكاتب علاء الديب تعبر عن «روائي مكتئب»

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الثلاثاء 18 فبراير 2020 - 12:05 م | آخر تحديث: الثلاثاء 18 فبراير 2020 - 12:05 م

في مثل هذا اليوم من عام 2016 رحل الكاتب المصري علاء الديب، وهو روائي حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 2001، ويجمع شهر فبراير بين تاريخي ميلاده ووفاته، فهو مواليد 4 فبراير عام 1939، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1960.

أصدر الأديب والروائى الكبير 5 روايات تعد علامات بارزة في مسيرة الرواية العربية "زهر الليمون"، و"أطفال بلا دموع"، و"قمر على المستنقع"، وعيون البنفسج، وأيام وردية، ومجموعتان قصصيتان، وله مجموعة من الترجمات، كما شارك في فيلم "ألمومياء" للمخرج شادي عبدالسلام بكتابة حوار العمل، وهو من أهم 100 فيلم في السينما المصرية.

وفي ضوء ذلك تقدم الشروق قراءة في مذكرات الراحل علاء الديب "وقفة قبل المنحدر.. من أوراق مثقف مصري 1952-1982"، والتي وصفها صاحبها في أولى صفحاته :"هذه أوراق حقيقية دم طازج ينزف من جرح جديد، كتابتها كانت بديلا عن الانتحار".

وفي مقدمة الكتاب تحدث الكاتب عن الطبقة التي ينتمي لها –الطبقة الوسطى- وملامحها ومدى حبه لها ونظرته للطبقات الأخرى، وعن أحلامه التي تتكسر بفعل الحياة والظروف ومسميات أخرى يرى أنها قاتل للأحلام.

لم يعتمد علاء الديب في مذاكرته على سرد نشأته والده ووالدته وأسرته، بل اهتم بأفكاره الداخلية ومشاكله وصراعاته الفكرية، وبدأ كل فصل بجملة شعرية أو نثرية لكاتب أو مثقف أو ثائر تعبر عن محتوى ما يحكي عنه، وجاءت كتابته كأنها سرد نثري يحكي فيه عن شخص آخر أحيانا وعن نفسه أحيانا أخرى.

ففي صفحات عنوانها "خيول الفجر" تحدث فيها عن أزمته كصحفي تعرض للإبعاد من العمل، وأصبح عاطلا في المنزل، ووصف مشاعره في هذه الفترة: "صرت صحفيا بلا عمل، صدر قرار بإبعادي عن المجلة التي أعمل بها، لسبب لا أعلمه، وكنت قد أبعدت قبل ذلك مرة، لأنني اتهمت بأنني عضو في مؤامرة لم أسمع عنها، ونزعت التجربة الأولى الأمن من روحي، جعلت الكتابة الأسبوعية في المجلة بلا أهمية، وبلا ضرورة، جعلتني أشعر أنني خادم لا أهمية له، يبقيه السيد في المنزل حتى لا يجوع أو حتى لا يسبب مشاكل، ويكفي أن يشار إلى بأصبح واحد فاختفى وأصبح دخانا".

وانتقل للحديث عن إيمانه ككاتب: "الإحساس الأساسي الذي يحفظ للكاتب كرامته هو إحساسه بالأهمية والحرية بأنه يكتب كلمات تخرج منه بلا حسام ولا محاسب سوى فنه وقدرته وموهبته، أما يقوم بالكتابة داخل قالب أن يكتب دون أن يتعدى الحدود، أو يتحول بالتأكيد إلى شيء آخر غير الكاتب الأجر الوحيد الذي يحصل عليه الكاتب هو أن يفرح وهو يرى كلماته، وقد تحولت إلى مخلوقات على الورق وكثيرا ما رأيت كلماتي تتحول إلى مخلوقات مشوهة وتسقك كأجنحة ناقصة النمو".

وفي سطور أخرى تحدث عن خبر استقباله لموت جمال عبدالناصر وهو في بعثة ترجمة في المجر، ويروي فيها كيف عرف الخبر وكيف شعر وقتها، وأن قلقه وخوفه كان كبيرا لم تستطع القرية التي يقيم فيها بكل جمالها وسحرها أن تبدده.

وتحت عنوان حريتي والقروش القليلة، يحكي تجربته للعمل في الخليج بأحد المؤسسات الصحفية، وعن مشاعره في البعد عن مصر، ووصف مشاعره الأولى في الميناء: "قرص الشمس المخنوق بالغبار لم يجعلني أصدق أنني في مكان واقعي، كنت وكأنني خرجت إلى حافة العالم أو إلى أو الجحيم، أين يا دنيا نسيم العصر في مصر ؟ وأين النيل؟".

ثم عاد للوراء لأيام الدراسة في كلية الحقوق والطلبة والأصدقاء والجلوس على المقاهي، وكان الكاتب صريحا في حديثه عن علاقاته النسائية ولكن بطريقة روائية سردية، وليس مجرد حكي، وانتقل للحديث عن بيان عزل الملك فاروق ونجاح الضباط الأحرار في السيطرة على الوضع، وتأثير ذلك على نفسه، والازدواجية في المشاعر وتذبذب موقفه حول ما حدث بعد عزل فاروق وشكل إدارة البلاد أكمل حديثه.

وينهي كلماته قائلا: "حركني لكتابة هذه الأوراق رواية صغيرة صدرت منذ أعوام في كوبا، هى ذكريات التخلف للكاتب أدموند ديزنوس، وأحسست بقرب شديد لهذا البطل، أحسست بوحدة التجربة وتماثل الظروف، جعلني هذا البطل أشعر بأن تخلف الواقع من حولي جسدا أصارعه في صباحي ومسائي وأن رؤيته ومعرفة أبعاده هو المحاولة الوحيدة التي يمكن أن تضع قدمي على طريق جديد".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك