• «الإفتاء»: نحتاج لقراءة التراث قراءة نقدية تستبعد ما لم يناسب عصرنا
استنكرت دار الإفتاء المصرية من ينادون بضرورة استبعاد التراث وهدمه بالكلية لتنجح عملية التجديد، معتبرة أن ذلك أمر غير صحيح.
وأضافت الدار -في بيان صحفي مدعوم بفيديو «موشن جرافيك»- أن التجديد ضروري للتنمية والتقدم، مؤكدة أن التراث ليس معصومًا ولا مقدسًا كأي نتاج بشري، ولكنه ليس سبب المشكلات الحضارية والفكرية التي تعانيها أمتنا الإسلامية، والقطيعة معه هي سبب هذه المشكلات.
وأشارت الدار في الفيديو، إلى "أننا نحتاج إلى قراءة التراث قراءة علمية نقدية، تعتمد على استبعاد ما لم يعد مناسبًا لعصرنا مع استبقاء الأسس والمناهج القابلة لاحتواء مستجدات العصر ومفرداته".
وشددت دار الإفتاء على أن الدعوة إلى هدم التراث تؤدي إلى القطيعة الحقيقية بيننا وبين الفهم الصحيح للدين الإسلامي، وبين تقدم حياتنا ورقيها.
ويقول مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، إن قضية تجديد الفكر والخطاب الدعوي "شديدة الأهمية وعظيمة الخطر"، وهي دور المؤسسات الدينية، على رأسها الأزهر الشريف تلك المؤسسةُ العريقةُ الكبيرةُ، التي نفخرُ بالتخرجِ فيها، مؤكدًا -في كلمة سابقة خلال مؤتمر الأزهر الأخير عن التجديد- أن أهم ما نحتاجُ إليه في تحريرِ معنى التجديد والاتفاقِ عليه في هذا الإطار، منهجيةُ التجديدِ التي تنتهجها المؤسساتُ الدينية لتجديد الخطاب الفكري والدعوي، وموقفُنا من قضايا التراث، وكيفيةُ الموازنةِ الدقيقة بين الثابت والمتغير.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أنَّ المنهجية العلمية الرصينة التي سار عليها التعليم في الأزهر الشريف، والتي تعتمد على مبدأ التوثيق والتدقيق والتكامل بين العلوم والمعارف، ونسبة ما في التراث للتراث، والتعاطي مع الواقع بفكر جديد وبأدوات مختلفة في ضوء إدراك المقاصد الشرعية المرعية، لَتُؤسِسُ بشكلٍ مؤكدٍ معالمَ خطابٍ فكري وديني متوازنٍ، يحفظُ الثوابتَ ويُراعي المتغيرات.