تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.
•••••••
قرر مجلس الوزراء المصري في الأول من أغسطس عام 1917 العمل على خفض الإنارة في جميع أنحاء مصر، ومن ثم «إغلاق المطاعم والقهوات في العاشرة مساء، وإقفال السينماتوغراف والتياترات ومحلات الملاهي في الساعة الحادية عشر مساء»؛ بناء على توصية لجنة الوقود؛ بهدف الاقتصاد في الفحم والوقود، وأصدرت وزارة الداخلية قرارًا بتوقيع وكيلها جعفر والي باشا، بتفعيل قرار مجلس الوزراء المبلغ للجهات بدور عمومي بتاريخ 11 أغسطس.
ولكن جريدة «البصير» في يوم 22 مارس 1919 نشرت خبر، وتلتها عدة صحف في ذلك، يفيد بـ«إباحة السهر إلى منتصف الليل»، وجاء فيه: «أصدرت وزارة الداخلية قرار بتوقيع صاحب السعادة وكيلها جعفر باشا والي وهذا نصه: بالنسبة لما تقرر من تخفيض الإنارة في القطر المصري بناء على توصية لجنة الوقود اقتصادا للفحم والوقود بالكيفية الموضحة بقرار مجلس الوزراء الصادر في أول أغسطس سنة 1917 والمبلغ للجهات بدور عمومي بتاريخ 11 منه.
واللافت للنظر أن التراجع عن هذا القرار كان في يوم 10 مارس 1919 أي بعد يوم من اشتعال التظاهرات في مصر على خلفية نفي سعد زغلول ورفاقه، كما جاء في الخبر: «قد أشارت اللجنة السابق ذكرها فيما ورد منها لوزارة الداخلية بتاريخ 10 مارس الحاضر بإمكان الاستغناء الآن عن بعض القيود التي قررت لهذا الغرض.
وبناء على ذلك رأى رفع القيود الآتي بيانها وهي:
(1) إغلاق المظاعم والقهوات في الساعة العاشرة مساء.
(2) إقفال السينماتوغرافات ومحلات الملاهي في الساعة الحادية عشر مساء.
(3) منع الأنوار في خارج أو في مدخل المظاعم والقهوات.
هذا مع الاستمرار على تنفيذ باقي القيود الخاصة بالإنارة والموضحة في القرار المشار إليه لحين صدور أوامر أخرى، وقد أبلغ هذا القرار إلى الجهات الإدارية للسير على مقتضاه».
غدا حلقة جديدة....