موسم أفلام صيف 2021 ليس الأفضل.. والوضع لم يَعُدْ لما قبل «كورونا» - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رغم ملايين الإيرادات.. النقاد وصناع السينما:

موسم أفلام صيف 2021 ليس الأفضل.. والوضع لم يَعُدْ لما قبل «كورونا»

تحقيق- إيناس عبدالله
نشر في: السبت 18 سبتمبر 2021 - 9:47 م | آخر تحديث: السبت 18 سبتمبر 2021 - 9:47 م

ماجدة موريس: الطموحات وحدها لا تكفى لتحقيق إنجازات.. و«موسى» خير دليل
خيرية البشلاوى: الجمهور تغير وأصبح لديه درجة وعى كبيرة.. ومتفائلة بعودة محمد أمين
طارق الشناوى: هناك أفلام تمتعت بحرفية شديدة مثل «العارف» و«النمس والإنس»
محسن علم الدين: حفلات «الميد نايت» أنعشت شباك التذاكر.. ومصلحة الضرائب هى الجهة الوحيدة التى لديها الإيرادات الحقيقية

مع بدء العد التنازلى لانتهاء موسم أفلام صيف 2021، الموسم الأقوى فى السينما المصرية، سألت «الشروق» عددا من النقاد وصناع السينما، عن رأيهم فى مستوى الأفلام المشاركة فى هذا الموسم، وعما إذا كانت السينما المصرية تشهد مرحلة جديدة، فى ظل تنوع الأفلام واختلافها، وتباهى صناعها بتحقيق إيرادات غير مسبوقة، تعيدنا لزمن ما قبل «كورونا»، كما حدث مع الفنان تامر حسنى، بطل ومؤلف فيلم «مش أنا» الذى أعلن أن ايرادات فيلمه داخل مصر وخارجها تجاوزت الربع مليار جنيه، أما الفنان محمد هنيدى فأعلن أن فيلمه «النمس والإنس» فحقق إيرادات تقدر بنحو 50 مليون جنيها داخل مصر... المفاجأة أن النقاد لم يجدوا فى هذه «الأرقام» دافعا قويا لمنح موسم «أفلام الصيف» تقديرا كبيرا، واتفقوا جميعا، على أنه رغم الأرقام التى يتباهى بها صناع هذه الأفلام، فإن موسم أفلام صيف 2021 ليس الأفضل!
البداية كانت مع الناقدة ماجدة موريس التى قالت: بلغة الأرقام، موسم أفلام صيف هذا العام، أفضل من الموسم الماضى، الذى تضرر ضررا بالغا بسبب جائحة «كورونا»، لكن أعترض على التسويق له باعتباره الأفضل فى السنوات الأخيرة، فهناك مواسم أفضل منه كثيرا، وحققت المعادلة الصعبة حيث شاهدنا أفلاما قوية، ونجحت فى تحقيق أرباح هائلة.
واشارت «موريس»: هناك ظواهر عديدة شهدها هذا الموسم، منها مشاركة أول فيلم «روبوت» فى الوطن العربى وهو «موسى» وهى خطوة تحسب بكل تأكيد للمخرج بيتر ميمى، لكن الطموحات وحدها لا تكفى لتحيقق إنجازات، فالتجربة كنت ناقصة، وينقصها اهم عنصر، وهو «السيناريو» حيث اعتمد بيتر على نفسه فى التأليف، وكان عليه ان يسند المهمة لمتخصص، فقد اهتم بالتكنيك وبكل شىء فى العمل على حساب النص.
وتابعت: من الأشياء الملفتة أيضا فى هذا الموسم، عودة التعاون بين شريف عرفة ومحمد هنيدى فى «النمس والإنس» والحق يقال إن تواجد شريف عرفة فى أى موسم يحقق له ثقلا كبيرا واهمية، لكن على الرغم من أن هناك منافسة بين أكثر من نجم، فإن السينما لا تزال تعانى من أزمة، والإنتاج لا يرقى لطموحاتنا، ولا يعبر عن حجم المبدعين فى بلدنا، وما زال نجومنا المخرجون الكبار يجلسون فى بيوتهم بلا عمل أمثال داود عبدالسيد، وخيرى بشارة، وعليه فلا يمكننى أن أمنح هذا الموسم نسبة نجاح كبيرة، وأرى انه نجح بنسبة 50%.
وقالت الناقدة خيرية البشلاوى:
لابد أن يعى صناع السينما أن الاستسهال و«التفاهة» لم يعد لهما مكان عند الجمهور، الذى أصبح على درجة وعى رائعة، لابد أن يدركها القائمون على المجال جيدا، فالجمهور الذى أصبح يمتلك السينما بين يديه من خلال منصات عديدة تعرض له العديد من الأفلام، من شتى البلاد، ومتنوعة ومختلفة، وتتمتع بمستوى رائع، لن يقبل بأقل من هذا، وأصبح المناخ العام عموما يميل نحو الجدية، والبعد عن الابتذال، وفى ظل جائحة «كورونا» وخوف الناس على حياتهم، لابد أن يجدوا دافعا قويا للنزول من بيوتهم، والمغامرة لمشاهدة أفلام تحترم عقلهم، وتقدم لهم المتعة والفن، وعليه فهناك تحديات كبيرة امام صناع السينما بلا شك.
واكملت «البشلاوى»: لا أنكر أن هذا الموسم مبشر للغاية، خاصة فيما يتعلق باختيار الموضوعات، وطريقة التناول، ولذا فإننا شاهدنا كيف قدم لنا المخرج بيتر ميمى فيلم «موسى» وهو تجربة مختلفة وجديدة عن السينما المصرية والعربية، على الرغم من إدراكه الشديد أن هذا العمل سيعرضه لمقارنة قاسية مع الأفلام العالمية التى دارت فى نفس الإطار، لكن كان لابد من عبور حاجز الخوف، وتقديم تجارب سينمائية خارج الصندوق، وسعدت كثيرا أن هذا الموسم شهد عودة المخرج محمد أمين الغائب عنا منذ أن قدم فيلم « فبراير الأسود» عام 2013، وتجربة فيلم «200 جنيه» جيدة للغاية، وهو يضم فى بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين، وكتبه المؤلف أحمد عبدالله، المتميز فى هذه النوعية من الأفلام التى تعتمد على البطولات الجماعية، ونجح محمد امين فى أخذنا فى جولة بين طبقات المجتمع المختلفة، ونماذج بشرية متنوعة. و«أمين» يعد واحدا من المخرجين الواعدين، وغيابه عن السينما كثيرا ليس امرا فى صالحنا جميعا، وابتعاد من هم مثله هو عيب كبير فى حق صناعة السينما فى مصر، وعليه فنحن لا نزال فى انتظار المزيد، كما وكيفا، فالمعروض لا يرضى طموحاتنا، ولا يعبر عنا كبلد قوى ملىء بالمواهب الحقيقية.
وتحدث الناقد طارق الشناوى:
الموسم عموما جيد، مقارنة بمواسم ما بعد «كورونا»، إلا أنه لم ينجح أن يعود بنا لأيام ما قبل هذه «الجائحة»، لكن المؤشرات إجمالا معقولة، فنحن أمام أفلام تستحق أن نقف عندها، مثل فيلم «العارف» بطولة أحمد عز، فالمخرج أحمد علاء الديب أكد قدرته على تقديم عمل سينمائى بتقنيات متقدمة، وحرفية عالية، ونجح ان يقدم لنا أجواء «ساسبنس» بشكل متقن الصنع، فيه ملامح العديد من الأفلام الاجنبية، وشاهدنا تقنيات لأول مرة تقدم بشكل مصرى، وعليه حقق درجة عالية من النجاح الجماهيرى والإيرادات تجاوزت المتوقع.
وتابع: فيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» بطولة كريم عبدالعزيز، تبدو فكرة مؤلفه أيمن وتار، حلوة وجاذبة، ولكن السيناريو لم يكن على قدر الفكرة، مثل فيلم « النوم فى العسل» الذى كان يتمتع بفانتازيا عالية، وكان على المخرج أحمد الجندى أن يتدخل لعمل حالة فانتازيا جيدة، وفى فيلم «مش أنا» كان لابد أن يكتفى بطله الفنان تامر حسنى بدور البطولة، دون إقحام نفسه فى مجال كتابة السيناريو، وهو ليس مجاله، خاصة أن تامر يعتبر المطرب الوحيد بعد عبدالحليم حافظ الذى نجح كممثل، وقادر أن يكون لديه رصيد سينمائى جيد وبحاجة أن يدعم نفسه بكاتب جيد، ومخرج متميز.
واستطرد الناقد طارق الشناوى: وتكرر الأمر مع فيلم «موسى» حيث مارس المخرج بيتر ميمى دورا ليس دوره، وتصدى لكتابة السيناريو، الذى خذله واعتبر النقطة الأضعف فى الفيلم، على الرغم من اننى سعيد بدخول السينما المصرية لجيل «زد»، وهو جيل الألفية الجديدة، الذى يحلم بالتقنيات الحديثة، وكنت أتمنى أن تكتمل التجربة بسيناريو جيد الصنع، فكنا بحاجة لمزيد من الخيال فى العمل، كما أن كريم محمود عبدالعزيز لم يكن اختيارا موفقا، على الرغم من أنه ممثل موهوب، لكنه غير جاذب للجمهور، وللأسف تم منحه كثيرا من الفرص ليكون نجم شباك، لكن لم يتحقق الأمر.
وتحدث الناقد طارق الشناوى عن فيلم «النمس والإنس»:
المخرج شريف عرفة يجيد قراءة الحياة الفنية بأدق تفاصيلها، والجمهور بكل أطيافه، والنجوم بعمق مواهبهم، وقادر على استخدام كل أسلحته فى العمل الفنى ليقدم لنا حالة من البهجة الفنية، ويستطيع أن يجعلنا كمتلقين متوحدين مع الشاشة، وهو ما حدث فى فيلم «النمس والإنس» حيث قدم لنا فيلما كوميديا جميلا، وقدم لنا محمد هنيدى وهو يشع فى الكادر فيضا من البهجة، وكل أبطال العمل كانوا متميزين للغاية، على الرغم من أن الوحيد من بينهم الذى سرق العين هو الفنان شريف دسوقى الذى ينتمى لقبيلة «الفطريين» الذين يبحث عنهم شريف عرفة.
وعن حقيقة الإيرادات التى أعلنها صناع الأفلام لهذا الموسم تحدث المنتج محسن علم الدين عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما:
الجهة الوحيدة التى لديها الأرقام الحقيقية التى حققها شباك التذاكر هى مصلحة الضرائب، من دونها هو كلام مرسل، لا يؤخذ به، فكل منتج، وصاحب فيلم، يريد أن يعلن للجميع أنه تفوق واكتسح، وحقق الملايين، وكلها امور تصب فى النهاية لترويج الفيلم، وترويج الأبطال لأنفسهم، لكن، كما قلت، هو مجرد كلام مرسل لا دليل عليه، لكن هذا لا ينفى حقيقة أن عودة حفلات» الميد نايت» أنعشت شباك التذاكر بشكل كبير، ومتوقع ان ترتفع الإيرادات هذا الموسم مقارنة بمواسم ما بعد «كورونا» فى ظل اتخاذ الدولة حزمة من الإجراءات الإحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا» والتى كان منها الاكتفاء بـ50% فقط، من سعة قاعة العرض، ثم زيادة النسبة لتكون 75% أخيرا، وإلغاء حفلات الميد نايت، التى كانت تشهد زحاما رهيبا، وبالتالى بعد تغير الإجراءت، ودفع العجلة للأمام قليلا، وتعطش الناس لمشاهدة الأفلام بدور العرض، انعكس كل هذا ايجابيا على شباك التذاكر، وانتعشت الإيرادات، لكن لا يمكن القول أبدا أن الحياة عادت لما كانت عليه قبل الجائحة، فهذه مبالغة غير منطقية.
وعن دور غرفة الصناعة فى هذه القضية قال: على الرغم من أن كل أصحاب دور العرض والمنتجين والموزعين هم أعضاء الغرفة، لكن لا يمكن أن نتصدى لهذا الأمر، ونعلن بيانا متضمنا إيرادات الأفلام لأكثر من سبب، أهمها أنه هذا الموضوع ليس من مهام عملنا بالغرفة، وإن حدث فأغلب الظن سيكون بشكل ودى، أن نطلب من كل صاحب فيلم ان يعلمنا بإيراداته، وحينها سوف يقول لنا أرقاما غير دقيقة، فكما ذكرت سابقا، كل صاحب فيلم يريد ان يروج لفيلمه أنه الأحسن، والشىء الوحيد الذى يمكن أن نفعله، أن نخاطب مصلحة الضرائب لمنحنا نسخة من الإيرادات، وهذا الأمر قد لا يأتى بنتيجة مرضية، فربما ترفض مصلحة الضرائب منحنا هذه النسخة، وبالتالى حتى نجد طريقة للحصول على الأرقام الحقيقية، فيجب أن نتعامل مع الإيرادات التى نسمع عنها، باعتبارها وسيلة للدعاية لا أكثر، فى ظل سيطرة مواقع التواصل الإجتماعى على الساحة حاليا، وسهولة أن يكون لكل فيلم مجموعة من المروجين، يقومون بالترويج له على هذا المواقع، وتنصيب الفيلم فى المقدمة على حساب أفلام أخرى، قد تكون أفضل منه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك