يمكن لمنشورات الفيسبوك، أن تنذر بخطر إصابة كاتبها بالاكتئاب قبل أشهر من تشخيصة بالمرض، وفقًا لدراسة أمريكية حديثة، استخدمت برنامج ذكاء اصطناعي.
ويعمل البرنامج على تحليل منشورات الفيسبوك، وفقًا لمحددات لغوية وعاطفية، تم تحديدها من منشورات أفراد تم تشخيصهم بالاكتئاب، وبعد ضبط خوارزمية البرنامج نجح في تشخيصهم بالمرض قبل 3 أشهر من موعد تشخيصهم بالطريقة الطبيعية، وعمل بشكل فعال على تحديد إشارات لإصابتهم خلال الشهور الستة السابقة على التشخيص الطبي.
ويعتقد الباحثون أن المعلومات الهائلة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تستخدم يومًا ما للمساعدة في الكشف المبكر وعلاج حالات الصحة النفسية، وخفض تأثير الاكتئاب على التعليم والعمل وعلاقات الأفراد.
ووفقًا لصحيفة «إندبندنت»، البريطانية، فإن علامات الإنذار المبكر بالبرنامج، تشمل إشارة الشخص إلى الشعور بالوحدة أو العزلة في منشوراته، بالإضافة إلى توقيت وطول المنشورات وزيادة استخدام ضمائر المتكلم مثل «أنا» والتي تشير إلى الانشغال بالذات في منشورات عامة.
ويقول أحد كبار مؤلفي الدراسة والمؤسس المشارك بمشروع الرفاه العالمي في جامعة بنسلفانيا، الدكتور يوهانس إيشستيدت، إن بيانات وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على علامات أقرب إلى الجينوم، وباستخدام طرق مماثلة بشكل مدهش لتلك المستخدمة في علم الجينوم، يمكن فحص هذه البيانات للعثور على علامات الاكتئاب.
واستخدم الباحثون منشورات لـ683 مستخدمًا لفيسبوك، وافقوا على مشاركة أرشيفهم الرقمي، وكان من بينهم 114 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب، لإعداد البرنامج وإدخال علامات التحذير من الاكتئاب.
ويقول الأستاذ المساعد في علوم الكمبيوتر والمحقق الرئيسي في الدراسة، الدكتور أندرو شوارتز، إن هناك تصورًا بأن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي ليس جيدًا للصحة النفسية، ولكن قد يتبين أنها أداة مهمة لتشخيص المرض ومراقبته ومعاملته في نهاية المطاف».