للكاتبة الدكتورة عزة بدر، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك يوم الأحد الموافق 21 يناير الجاري، بقاعة الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية.
ترتبط دراسة المجلات الأدبية ارتباطًا وثيقًا بالأدب العربي وتطوره، ومن هنا تتميز دراسة المجلات الأدبية بخصوصية، فهي ليست تاريخًا صحفيًا لهذه المجلات في فترة معينة فحسب، بل تكمن أهميتها فيما تقدمه هذه المجلات الأدبية للحياة الفكرية والثقافية في مصر، إذ أن مظاهر نشاط هذه المجلات يشكل مقياسًا للتنوير الفكري، ومن خلالها يمكننا التعرف على التكوين الأولي لجملة من الآثار الأدبية، التي يتألف منها الأدب العربي المعاصر في أطوار تشكله وظروف نموه، وهي الحافظ الأمين لهذا التراث، ومن هنا كانت أهمية هذا الكتاب الذي يتناول فترة مهمة من تاريخ الصحافة الأدبية والأدب العربي في مصر من 1954 إلى 1981.
فالمجلات الأدبية بما تنشره من تراجم للأدباء وما تلقيه من ضوء على سيرة حياتهم وتجاربهم الإنسانية والإبداعية وتأثرهم بما حولهم، تساعد في دراسة الأدب والعمل الفني من حيث جمعه للقيم الموضوعية المرتبطة بمقتضيات العصر والتزامات الحياة والقيم الذاتية، التي تتصل أوثق الاتصال بالفرد نفسه، وهي بما توفره من مادة غزيرة في مجالات مثل: «مجال دراسة المؤلف، ودراسة العمل الأدبي، ودراسة الجمهور، وتسهيل إجراء الدراسة الاجتماعية للأيديولوجيات الأدبية التي قد تسود في مرحلة تاريخية دون الأخرى».
المجلات الأدبية هي بيئة فكرية تتصارع فيها الآراء والأفكار، وتصل بين المثقفين ومناحي اهتماماتهم، وتربط بين المتعلمين وما انقطع من مواصلة دراستهم وتقوم بدور التعريف والتثقيف لتتصل أسباب الناشئين بأمور الثقافة والفكر والأدب اتصال تفاعل وتأثر.