جيهان أبو العلا تكتب: حادث المنيا ليس الأخير.. من الخمسة «ع» إلى الـ«ن» ولا عزاء للأطباء! - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جيهان أبو العلا تكتب: حادث المنيا ليس الأخير.. من الخمسة «ع» إلى الـ«ن» ولا عزاء للأطباء!

الدكتورة جيهان أبو العلا
الدكتورة جيهان أبو العلا

نشر في: الأحد 19 يناير 2020 - 6:19 م | آخر تحديث: الأحد 19 يناير 2020 - 6:19 م

(مين يجول يشحططوا البنات فى انصاص الليالى عشان ياجوا القاهرة دورة يوم ويرجعوا برضو فى الليل .. مش قادرين يبعتوا لهم النفر اللى يديهم المحاضرة عندينا بدل ما نلم بناتنا من ع الطريق اكده .. بتى شقى عمرى كله ثروتى اللى شقيت وصرفت عليها وبقت دكتورة كد الدنيا عروستى اللى مشتاجة فرحتها تتبهدل أكده عشان ايه ومين يجول اكده )
بعيون ونبرة كلها غضب انطلقت بهذه الكلمات الام الصعيدية المنياوية التى رسم الشقى والكفاح خريطته على وجهها ويديها وهى تقف بجوار ابنتها الطبيبة ايمان عاطف شفيق وفى حالة هيسترية ..بتى ضهرها وفخدها انكسروا..
عايزة حق بتى لاء حق بناتنا كلاتهم !
فى الطوارىء .. يقف ايمن, شاب اسمر بجوار سرير خطيبته جهاد الطبيبة المصابة المنقولة لتوها من مستشفى 15 مايو الى معهد ناصر باصابة فى الرجل ..امبارح كنا بنشترى فستان وبدلة الفرح .. اصل فرحنا بعد اسبوعين !
كلمة حزن أحيانًا لاتفى بالوصف ولا تقدرالإحساس .. اقترب منها لأربت على كتفها أنت كويسة يادكتورة ..فاذا بدموعها تنساب على خديها فيمد خطيبها يديه ليمسح على رأسها ..متخافيش هاتلبسى الفستان إن شاء الله .
تتوالى مشاهد اليوم العصيب أمامى ..
عشرات من الأهالى يقفون بعيون زائغة ما بين منتظرأمام العمليات أو أمام المشرحة أو فى الطوارىء !
فى العمليات أربعة والإسعاف قادمة بثلاثة ,ويتعجلون إجراءات الدفن لطبيبتين, ودعوات من الجميع امام حجرة العمليات للطبيبة الحامل التى فقدت جنينها وفقدت معه قدرتها على الحمل مرة أخرى وهى مازالت 26 سنة !
فيما كانت الطيبيات الناجيات يبكين زميلاتهن المتوفيات, فإحداهن عروسة رسم الحنة مازال فى يديها.. كما يقال دخلت دنيا منذ شهرين فقط قبل أن تتركها اليوم !
كل هذه المشاهد المأساوية السابقة بكل قتامتها أشبه بوحدات فسيفساء تتداخل مع غيرها من صور التردي والإهمال الإدارى وإنهيار مستوي التخطيط والخدمات في وزارة الصحة , بحيث تمثل معًا جدارية كبيرة للفشل الذي يضرب المنظومة الصحية بالكامل, الذى هو سبب زيادة العجز فى الأطباء وسبب الاستقالات المتزايدة والهروب للخارج الى مجتمعات تفتح ذراعيها ببيئة عمل آمنة وآدمية ..
فبعدما كان الأطباء يتيهون فخًرا بكليتهم ومهنتهم وحلم الخمسة عين الشهير المنسوب ليهم( عربية وعروسة وعيادة وعمارة وعزبة )!! لا أعرف بناءًا على ماذا الصراحة! على المرتب الذى لايزيد عن ٢٣٠٠ جنيه لطبيب التكليف أم الاستشاري الذى يقضى 30 سنة شغل ومرتبه 5الاف جنيه أم على النوبتجية 24 ساعة التي تتراوح بين ٢٥ و٤٠ جنيه حسب ساعاتها !! أم على المعاش المشروط بالتخلي عن ممارسة الطب كى يحصلوا عليه !!.
اعتقد أصبح طموح الأطباء الآن هو(النون )) نجينا منها على خير !!
.. نجينا من اعتداءات اثناء عملنا .. نجينا من نوبتجيات بتقصر اجلنا .. نجينا من عدوى بلا دواء ولا مقابل .. نجينا من أوامر غاشمة أهدرت دماءنا على الإسفلت !!.
حادث ميكروباص طبيبات المنيا ليس مجرد حادث مروري مأساوي لكنه حادث كاشف لمأساة اكبر ..وهى مأساة منظومة مهددة فى أهم عناصرها وهو الطبيب الفاعل الأول فى جملة ( منظومة ) فعلها محذوف ! وضميرها غائب ! ومنصوبة على أبواق التهديد والوعيد لكل من يبدى استياءه من أوامر عشوائية وتعسفية !
وأخيًرا يحسب للإهمال والعبث الإدارى أنه لا يميز.فقد ساوى بين صاحب الداء وحامل الدواء بين العليل والطبيب !!.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك