تنظم دار الشروق، ندوة وحفل توقيع مناقشة كتاب «أمريكا وثورة 1919» للدكتور محمد أبو الغار، الصادر حديثًا عن دار الشروق، ضمن سلسلة مئوية ثورة 1919، التي طرحتها الدار في إطار الاحتفال بمئوية ثورة 1919، وذلك اليوم الأحد، في تمام الساعة الخامسة مساء، بمقر مكتبة مصر العامة بالدقي.

بأسلوب يمزج بين البساطة والتحليل العميق لفترة مهمة من تاريخ مصر الحديث، يكتب الدكتور محمد أبو الغار، سطور كتابه الأحدث «أمريكا وثورة 19»، الذي يدور حول علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بثورة 1919 أثناء اندلاعها، وتصرف أمريكا حيال تداعياتها، ومراحل تطور العلاقة مع مصر فى هذه الفترة، وعن موقف الرئيس الأمريكي ويلسون، وهي الأمور الغامضة فى تاريخنا المعاصر على الرغم من أهميتها.

والكتاب الصادر حديثًا عن دار الشروق، يضم عشرة فصول تحتوي على عدد من وثائق مكتبة الكونجرس الأمريكية، تُنشر لأول مرة فى العالم، وهى الوثائق المنتقاة من بين عشرات الآلاف من الصفحات الموجودة فى ملفات عام 1919 بالمكتبة، كما يضُم مناقشات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ نفسه فيما يخص المسألة المصرية، وهى الوثائق التي ترجمها الدكتور محمد أبو الغار بنفسه، بعدما اكتشف أنها لم تترجم من قبل إلى أي لغة.

البداية التي قادت الدكتور محمد أبو الغار، رائد أطفال الأنابيب فى مصر والشرق والأوسط، لتأليف كتابه؛ هى قراءته لكتاب المؤرخ الكبير وقطب الحزب الوطني عبدالرحمن الرافعي، عن ثورة 1919، بأجزائه المختلفة، حيث استرعى انتباهه حكاية من سطرين تروي أن الزعيم سعد زغلول قد أرسل محمد محمود باشا، من باريس إلى واشنطن؛ للدفاع عن موقف مصر فى مجلس الشيوخ الأمريكى، وأنه قد اتفق مع محام أمريكى للدفاع عن مصر وحقها في الاستقلال.

وعلى الرغم من أن «الرافعي» لم يعلق على نتائج هذا العمل وما حدث بدقة، ولم يجب عن أسئلة هل وصل فعلًا محمد محمود باشا ومحاميه إلى مجلس الشيوخ؟ وهل حدث نقاش؟ وهل صدر قرار؟ أو أى من الأمور المتعلقة بتلك الرحلة، إلا أن فضيلة الفضول كانت قد تملكت «أبو الغار» لمعرفة ماذا حدث؟ هل سافر محمد محمود باشا؟ هل كان للولايات المتحدة دور محتمل فى إيجاد حل للمسألة المصرية؟ وكيف حدث ذلك؟ فمن المعروف والمُوثق فى جميع المراجع التاريخية أن الرئيس الأمريكى «ويلسون» قد أيد رأى بريطانيا فى استمرار الحماية على مصر، ولماذا يؤيد الرئيس الأمريكى الحماية؟ وهو من أعلن حق الشعوب فى الاستقلال وتقرير مصيرها. وإذا كانت أمريكا قد باركت الحماية البريطانية على مصر، فلماذا رفع المصريون العلم الأمريكى أثناء ثورة 19 تحية لها، وهو أمر موثق فى الكتب التاريخية، وتؤكده صور المظاهرات؟ وغيرها من الأسئلة التى انشغل بها عقل «أبو الغار»، ودفعته فى طريق البحث والتقصي، وهى الرحلة الطويلة التي خاضها الدكتور أبوالغار، ويعرضها في هذا الكتاب بتسلسل شيق جذاب ممتع وكأنه عمل أدبي لا بحث سياسي تاريخي متميز.