ترك تعلميه واشتغل حلاقا ثم دشن أكبر موقع تعليمي بسوريا.. قصة شاب تحدى الحرب والفشل - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترك تعلميه واشتغل حلاقا ثم دشن أكبر موقع تعليمي بسوريا.. قصة شاب تحدى الحرب والفشل

إلهام عبد العزيز
نشر في: الأربعاء 19 يناير 2022 - 10:40 ص | آخر تحديث: الأربعاء 19 يناير 2022 - 10:40 ص

يقال دائما إن الإنسان أقوى من الظروف فلا يجب أن نبرر الفشل بحجة الظروف، فالإنسان المتميز يخلق الشئ من العدم، ويذلل العقبات لصالحه.

ومن بين ركام الحرب، طالعتنا قصة الشاب السوري حسين شيخ حسن، الذي ترك الدراسة واتجه إلى العمل في صالون الحلاقة ولكن بعد سنوات تغيرت حياته.

وحاورت «الشروق»، حسين شيخ ليروي تفاصيل أكثر عن نقطة التحول من عامل في صالون حلاقة إلى حصوله علي المركز الأول علي الجامعة وصاحب أكبر منصة لتعليم اللغة الانجليزية بسوريا.

• البداية

يقول حسين شيخ: "انقطعت عن الدراسة في عام 2007، بعد حصولي علي الثانوية العامة، ورجعت كملت في 2014، اي فرق سبع سنوات، وفي هذه الفترة تزوجت في 2011، وكنت أعمل في صالون حلاقة، من صغري وهو تبع الأسرة، ووقت ما تركت الدراسة توجهت للحلاقة، وبدأت العمل بها".

• العودة للدراسة

وأكمل: "أثناء انقطاعي عن الدراسة كان دائما عندي شعور أن العمل في صالون الحلاقة هذا ليس مكاني، وهنا قررت العودة إلى الدراسة والتحقت بالجامعة الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، ودرست اللغة الإنجليزية بالتحديد، لأن والدي منذ صغري كان يجلب لي القصص باللغة الإنجليزية فتعلقت بها بشكل لا يوصف، وحتى عندما تركت الدراسة في الفتره من 2007، إلى 2009، تعلمت اللغة الانجليزية بالمركز الثقافي البريطاني، وكنت أتمنى السفر إلى بريطانيا ولكن تدهور الأوضاع في سوريا منعني من السفر".

وتابع: "حصلت على المركز الأول بالجامعة، ولكن في العام الأول والثاني الجامعي عانيت كثيراً بسبب ضعف مستواي باللغة الإنجليزية، ولكن اشتغلت علي نفسي كثيرا، خلال هذه الفتره كنت أجلس للدراسة في "سقيفة " وهي عبارة عن غرفة صغيرة ليس بها أي شئ من مقومات الحياة ولكن كان لدي نوع من التحدي والإصرار".

وعلى سبيل المثال وقت النزوح أثناء الأزمة السورية، كانت كل عائلتي موجودين في منزل واحد يجمع الأعمام والعمات، فلم يكن لدي مكان منعزل لأتفرغ لدراستي، واضطررت إلى الجلوس في السقيفة وهي عبارة عن مترين في ٣ أمتار.

وتابع أن الوضع العام بسوريا كان له تأثير بالغ، سواء سياسياً أو اجتماعيًا أو أمنيا بسبب سقوط القذائف علينا، وكان من الصعب علينا الخروج للجامعة، ولكن تحديت هذه الظروف، وكنت أذهب إلى الجامعة وأعود في الساعة الواحدة وأعمل باقي اليوم في صالون الحلاقة، حتي العاشرة مساءا، وكنت أعمل في فندق من العاشرة مساء وحتى الثامنة صباحا، عانيت أشد معاناة، كانت فترة صعبة جدا ووضع اقتصادي سيء وكنت مطالبا بمصاريف الجامعة والأسرة ولكن استطعت تجاوز هذه الصعوبات.

• تدشين المنصة

أما عن المنصة، فأوضح أن عليها أكثر من مليون متابع، فهي من أنشط وأكبر المنصات بالوطن العربي وسوريا وقمت بإعدادها في 2016، وكنت أرى أن الشكل النمطي غير محبوب اللي هو اتخرج وتشتغل مدرس لغة انجليزية، فحبيت أكون مميز، ومختلف عن الناس.

وعملت المنصة على كل مواقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك والانستجرام وتويتر، وتليجرام ويوتيوب، وكان هناك صعوبة في صناعة المحتوي، فكنت أقوم بتجهيزه بمفردي، وفي البداية تعرضت للانتقاد والهجوم ولكن استطعت الصمود أمام كل هذا.

وأصبح الكثير ينظرون إلى كأني ملهم بالنسبة لهم، فالفائده هي ماذا تقدم للمجتمع، وأود أن أوجه كلمة للشباب في مقتبل العمر، أنا كان عندي ٢٧ سنه عندما قررت العودة للجامعة، والكثير استهزأ بي ولم يتوقع أحد أن أحصل على المركز الأول علي الجامعة، ولكن الإصرار والعزيمة والتغلب علي الصعوبات والتغلب علي الوضع في سوريا.

واختتم: "وهنا نثبت أن الإنسان أقوى من الظروف فلا يجب أن نضع الظروف حجة للفشل، وما تعرضنا له في سوريا من أسوء الأوضاع في العالم، وهذا أعطى لنا دافع لنتعلم، فالانسان المتميز يخلق الشيء من العدم".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك