كيف تعكر قناة أردوغان «المجنونة» صفو بحيرات إسطنبول وتهدد حياة السكان؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 4:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف تعكر قناة أردوغان «المجنونة» صفو بحيرات إسطنبول وتهدد حياة السكان؟

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 10:13 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 10:13 م

يتزين غرب إسطنبول في الخط المائل الواقع بين بحري مرمرة والبحر الأسود بحلة طبيعية خلابة من الغابات والمزارع والأهوار والمواقع الأثرية، وكذلك بحيرة تيركوس العذبة وحوض سولدير كوجك جكمجة الذي يعد موطنًا لهجرة الطيور، كما أنه مورد الشرب لسكان إسطنبول، والتي يُعكر صفوها مشروع قناة إسطنبول الذي ينفذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتكلفة 12.6 مليار دولار والذي قال عنه عام 2011 إنه «فكرة مجنونة».

وتقول صحيفة «الجارديان» البريطانية إن المشروع عبارة عن قناة ملاحية غرب إسطنبول بطول 44 كيلو متر من شأنها تخفيف العبء الملاحي عن مضيق البوسفور، وأن ذلك المشروع نال موافقة وزارة البيئة منذ شهر رغم ما يدور حوله من جدل بيئي.

ويقول معارضو المشروع بما فيهم عمدة إسطنبول إن المشروع يفسد التوازن البيئي بين بحري مرمرة والبحر الأسود.

ويقول سيفاهير أخسليك، رئيس غرفة اتحاد مهندسي ومصممي مدينة إسطنبول، إن هناك مشكلة وهي أن بحر مرمرة لديه نسبة ملوحة أعلى من البحر الأسود الذي سيتصل به، كما أن البحر الأسود يحوي كثيرا من الكائنات العضوية التي لم يعتدها النظام البيئي ببحر مرمرة والذي ستنتقل إليه مياه البحر الأسود حال حفر القناة.

وأضاف أخسليك إنه بسبب ارتفاع مستوى البحر الأسود 50 سنتيمتر عن مرمرة فإن النتيجة ستكون تغير مستوى الملوحة والنظام البيئي في مرمرة وتدهوره تبعا لذلك، مشيرًا إلى أن الكائنات العضوية التي ستغزو مرمرة ستستهلك كافة الأكسجين المذاب فيه ما سيكون لديه أثرين أولهما القضاء على الكائنات المحلية بمرمرة وثانيهما نشوء كميات كبيرة من البكتيريا الخلوية بعد نفاد الأكسجين وتلك البكتيريا تطلق كميات هائلة من غاز الكبريت الذي ستفوح رائحته الشبيهة بالبيض الفاسد عبر مدينة أسطنبول.

ويتوقع علماء البحار إنه في خلال 30 عاما من إنشاء القناة سينعدم أي مستوى للأكسجين من بحر مرمرة، وبالتوازي مع مشكلة الإضرار بالبيئة فلمشروع أردوغان أثره على حياة سكان إسطنبول إذ إن القناة المرتقبة ستتقاطع مع بحيرة تيركوس وحوض سولدير كوجك جكمجة اللذين كانا مورد مياه أهالي المدينة منذ الإمبراطورية البيزنطية.

ويقول أخسليك إنه لا يوجد مورد مياه قريب بالجانب الأوروبي من تركيا بديلا عن البحيرتين إلا أن يتم الاستعانة بضخ مياه نهر سكاريا من الجانب الآسيوي من تركيا وهو بعيد عن إسطنبول كما إن تكلفة نقل مياهه ستكون باهظة ماديا وصحيا لأن تلك المياه ستعبر عبر العاصمة أنقرة ومناطقها الصناعية الملوثة.

ومن جانب آخر تهدد القناة المنتظرة بحيرة كوجك جمجة المالحة والتي تعد مهبطا للطيور المهاجرة من أبرزها العقبان الإمبراطورية وطيور النحام ومالك الحزين الرمادى.

وقالت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان في تقرير نهائي إن المشروع لا يحتوي أي تهديدات للبيئة أو غيرها وعرضت وزارة البيئة التركية الأمر للمناقشة العامة قبل أن تحسمه بالموافقة يناير الماضي رغم توقيع 70 ألف شخص على عريضة لرفض المشروع.

وعارض المشروع عمدة بلدية إسطنبول إكرام مامأوغلو وطالب بإيقاف المشروع فورا.

ويقول جوركان أوكجان مدير هيئة التعمير والإنشاء باسطنبول، إن الحكومة تتجاهل أي معارضة للمشروع سواء من مسؤولين حكوميين أو جمعيات أهلية، مضيفا أن الحكومة تعتمد على فروض واستبيانات مغلوطة لدعم تنفيذ المشروع، موضحًا أن شمالي المدينة هو المتنفس لأهلها والذي سيتلاشى مع بدء المشروع.

ومن جانبها استنكرت منظمة السلام الأخضر العالمية على لسان مسؤولها بدول حوض المتوسط دينس بايروم المشروع بقوله إن مدينة مهمة وشهيرة مثل إسطنبول ستلقى في هوة كارثة بسبب ذلك المشروع.

ويقول أردوغان، إنه لا يوجد بديل عن المشروع لاحتواء قدر التلوث الذي تحدثه سفن النفط التي تمر عبر البسفور إذ يشغل ذلك الممر سنويا نحو 48 ألف سفينة.

ويرد أخسليك على تلك الإدعاءات بأن عدد ناقلات النفط التي تعبر البسفور انخفض بـ10% خلال الـ10 سنين الماضية، نظرًا لأن أنابيب نقل الوقود بدأت تحل حول العالم محل ناقلات النفط.

وأما عن إدعاء الحكومة بأن القناة الجديدة بشأنها السيطرة على الحوادث الملاحية، أكد جركون بصفته مديرا للتعمير والإنشاء بالمدينة، أن عدد حوادث السفن تناقص كثيرا بالسنين الماضية ولا داعي لخطة لاحتوائه.

ويضيف أخسليك، أن السبب الحقيقي وراء حفر القناة هو رغبة الحكومة بالتمهيد لبناء مدينة جديدة شمال أسطنبول وهي الفكرة التي لا تلقى ترحيبا بسبب أنها ستدمر المساحات الطبيعية هناك.

ويضيف جركون أن بناء مدينة شمال أسطنبول بشأنه المساهمة بتغيير المناخ إذ أن وجود مدينة صناعية سيؤدي لارتفاع درجة الحرارة وتغير مستوى الرطوبة وكذلك معدلات الرياح وهذا في عدة سنوات فقط.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك