هل اعتدت على اصطحاب هاتفك الذكي طوال يومك أو عندما تجلس مع أطفالك وزوجتك أو مع العائلة؟ هل لك أن تتيخل الوضع الذي ستبدو عليه إذا أزلنا الهاتف من يدك وكنت على نفس الوضعية؟
ربما تكون تجربة مجنونة قليلا، لكنها توضح كيف أصبحت شاشات الهواتف تتملكنا أكثر من أي وقت مضى، حتى خلال صحبة الأصدقاء والعائلة، فإن النظر لفترة طويلة في الهاتف يبدو أمرا غير طبيعي بشكل ملفت.
وبحسب موقع "Quartz"، طرأ في ذهن المصور الأمريكي، إريك بيكرسجيل، التقاط سلسلة من الصور؛ لتذكيرنا بمدى غرابة واقع إدمان الهواتف، وذلك عن طريق تصوير الأشخاص وكأنهم يتصفحون هواتفهم، بينما تمت إزالتها من أيديهم، بحيث يظهر الناس محدقين في مساحة الفارغة بين أيديهم، في الوقت الذي تحيط بهم بيئة جميلة أو فرص للاتصال البشري العائلي أو مع الأصدقاء، في إشارة منه للتأثير السلبي الذي يحدثه إدمان الهاتف على العلاقات المجتمعية.
وأظهرت دراسة حديثة أجريت مؤخرا على مجموعة من مدمني الهواتف الذكية، بعض التأثيرات السلبية الجسدية والحسية التي طالتهم، كإجهاد العين وآلام الظهر والكتفين، بالإضافة لبعض مشكلات العمود الفقري، عوضا عن الأضرار التي أصابت أصابعهم نتيجة إدمانهم الرسائل النصية "ماسنجر - واتس آب"، أما عن المشكلات الحسية أو النفسية التي يسببها إدمان الهاتف، فتتمثل في الإصابة بأحد أنواع الخوف، الذي يدعى "الناموفوبيا"، وهو مرض نفسي يعرف بـ"الرهاب المصحوب بالقلق"، ويحتاج علاجه وقتا طويلا.
أيضا من ضمن أضرار إدمان الهواتف الشعور باليأس والاكتئاب، فمن خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة الغير، يندفع الإنسان إلى مرحلة عدم الرضى عن النفس، ويبدأ في مقارنة نفسه بالآخرين، كما يسبب التحدث لفترات طويلة في الهاتف الإضرار بالذراع، وخاصة منطقة الكوع.