أبو الغار: ذكاء سعد زغلول جعله يدرك أن أمريكا ليست «ويلسون» فقط - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبو الغار: ذكاء سعد زغلول جعله يدرك أن أمريكا ليست «ويلسون» فقط

تصوير- زياد أحمد:
تصوير- زياد أحمد:
كتبت- شيماء شناوي:
نشر في: الإثنين 20 يناير 2020 - 11:34 ص | آخر تحديث: الإثنين 20 يناير 2020 - 11:34 ص

في أمسية ثقافية، جمعت رجال التاريخ والقانون والإعلام والدبلوماسية المصرية، والشخصيات العامة البارزة، ناقش الدكتور محمد أبو الغار، أحدث مؤلفاته كتاب «أمريكا وثورة 1919.. سراب وعد ويلسون»، الصادر حديثًا عن دار الشروق، وذلك مساء أمس الأحد، في مكتبة مصر العامة بالدقي.

أدار اللقاء السفير عبد الرؤوف الريدي، رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة، بحضور المؤرخ الكبير أحمد زكريا الشلق، السفير رخا أحمد حسن، عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، المهندس إبراهيم يونس وزير الدولة للإنتاج الحربي السابق، السفير محمد توفيق، عادل أمين بشاي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، السفير حمدي فتح الله، السفير محمد عبد المنعم الشاذلي، السفير شكري فؤاد، الإعلامي حافظ المرازي، الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار الأسبق، محمد كمال أستاذ العلوم السياسية، السفيرة هاجر الإسلامبولي، النائب عبد الحميد كمال، المحامي محمد عبد العزيز، المهندس أسامة المليجي، الدكتورة هدى رؤوف، خبير العلاقات الدولية، الدكتور أحمد عبد السلام، وعدد من المثقفين والشخصيات العامة.

وخلال كلمته، قدم أبو الغار للحاضرين، عرضًا سريعًا للأوضاع السياسية للعالم قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية، موضحًا الدور الأمريكي في حسم الحرب لصالح الحلفاء، بسبب تدخلها العسكري في عام 1917، أي بعد 3 سنوات من اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن أمريكا قدمت مليون و200 ألف مقاتل، وبنهاية الحرب كان في أوروبا 2 مليون جندي أمريكي، قُتل منهم مائة و16000 ألف عسكري، وأصيب 32200، وهو الأمر الذي جعل لأمريكا رأيًا مؤثرًا بعد نهاية الحرب.

وعن دور الرئيس الأمريكي ويلسون، قال أبو الغار، إن العالم كان سعيدا وخاصة الشعوب المحتلة في أفريقيا وآسيا، بخطابه في 8 يناير 1918 أمام الكونجرس وإعلانه مبادئه الأربعة عشر، والتي تتلخص في إقرار سلام دائم وعادل في العالم وخفض التسلح وحق تقرير المصير للشعوب وتحرير البلاد المحتلة مع حرية التجارة والملاحة في العالم، وحرية الصحافة وغيرها، وهو ما دعا سعد زغلول، للسفر مع الوفد المصري إلى باريس للمطالبة بإلغاء الحماية واستقلال مصر في مؤتمر فرساي، لكنه فوجئ بأن مؤتمر الصلح وافق- بقيادة ويلسون-، على استمرار الحماية البريطانية على مصر.

ولافت أبو الغار، إلى أن القرار تضمن عبارة تشير إلى أن هذه الموافقة مبدائية، يمكن تغييرها لاحقًا، مؤكدًا أن الرئيس "ويلسون" كان جادًا في دعوته التحررية لكنه لم يكن يقصد شعوب أفريقيا بل كان يقصد أصحاب البشرة البيضاء، فويلسون نفسه كان متعاطفًا مع جماعة «الكلو كلاس كلان» الشديدة التعصب للبيض والتى كانت تقتل الملونين.

وأكد أبو الغار أن ذكاء سعد زغلول جعله يدرك أن أمريكا ليست الرئيس ويلسون فقط، بل هناك الكونجرس والصحافة والشعب، ولهذا عمل على استقطاب السياسيين ورجال الصحافة الفرنسية والأمريكية لدعم القضية المصرية، والتي أبدت تعاطفًا مع القضية، وشبهت ما فعله الإنجليز بما فعله الألمان والأتراك فى ضربهم للمدنيين.

كما أرسل سعد زغلول خطاب طويل إلى الكونجرس، يقول فيه "إن الكونجرس المنتخب ديمقراطيًا يجب أن يؤيد حق الشعوب في الحكم الديمقراطي وحق تقرير المصير"، وهو الصعيد الذى حقق فيه نجاحًا كبيرًا، حيث أيد أعضاء الكونجرس مطالب سعد زغلول ورُشحوا للوفد المصري بباريس المحامي "فولك"، ليكون محامياً للمسألة المصرية، وهو الأمر الذي ينفى أن يكون محمود باشا إلى أمريكا، هو من كلف المحامي "فولك" للدفاع عن القضية المصرية، فالوثائق تؤكد وصوله باريس في شهر أكتوبر 1919، بينما دافع «فولك»، عن القضية المصرية وقدم مذكرته إلى لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ فى أغسطس 2019.

ولفت إلى أن الدكتور حافظ عفيفى، هو من تحدث مع السيناتور «ولش»، وطلب منه توكيل محامٍ متميز للدفاع عن وجهة نظر مصر، وهو الذى اختار «فولك»، الذي قبل الدفاع عن المسألة المصرية، مقابل تقاضى 100000 جنيه مصرى شهريًا، «5000 دولار»، ليبدأ «فولك»، بتنظيم حملة دعاية عن طريق الصحف؛ لتمهيد الرأى العام للتعاطف مع القضية المصرية، وطرح تفاصيل القضية أمام لجنة الشئون الخارجية الأمريكية، كما مثل مصر فى جلسات الاستماع بمجلس الشيوخ، والتى قدم فيها دفاعًا قويًا، ونقل «أبو الغار» نصه بالكامل فى الكتاب.

ومن المواقف الطريفة التي عرضها أبو الغار، أثناء المناقشة وأوردها بكتابه، هو موقف زوجة المحامي فولك، التي حضرت بعد وفاته إلى مصر عام 1926، ورفعت قضية ضد حزب الوفد، مطالبة بباقي أتعاب زوجها، حيث عثرت على ورقتين وقع عليها محمد محمود باشا، الأولى أن حزب الوفد وسعد زغلول مدين لفولك بدفع مرتب 11 شهر، والورقة الأخرى بأن مصر ستدفع مائة ألف جنيه، في حال الحصول على الاستقلال، وقد قضت المحكمة بحصول زوجته على مبلغ الـ11 شهر، لكنها لم تكسب قضية مائة ألف جنيه، حيث لم تنال مصر الاستقلال بشكل حقيقي، مع وجود الجنود الإنجليز في شوارع القاهرة.

واختتم أبو الغار كلمته بعرض ما تم تحقيقه من مطالب ثورة 1919، والتي عددها في نقاط جاء فيها: "رفعت الحماية على مصر وأصبحت دولة لها وزارة خارجية وتمثيل دبلوماسي، حصولها على استقلال جزئي بسبب وجود الجنود الإنجليز في مصر، تحقق دستور متميز، الإنسلاخ من الأمبراطورية العثمانية، وترسيخ فكرة القومية المصرية والبعد عن القومية الإسلامية، تحقيق المواطنة في الدستور والقانون وعلى أرض الواقع، تحقيق جزء كبير من حرية المرأة، قيام نهضة مصرية خالصة في (الموسيقى، والغناء، والفن والأدب، والسينما، والصحافة، والفن التشكيلي)، تحقيق فكرة الدولة المدنية التي يحكمها الدستور وليس الدين، ترسيخ مبادئ الديمقراطية وتكوين الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات والعمل الأهلي، إنشاء برلمان مصري له سلطة تشريعية، البدء في اتفاقية لإلغاء الامتيازات الأجنبية التي ألغيت عام 1937، وألغي الجانب القضائي منها عام 1949".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك