بمناسبة عيد الاستقلال التونسي الموافق اليوم الاثنين، انتقد حزب الخضر في البرلمان الألماني (بوندستاج) بشدة مسار الرئيس التونسي قيس سعيد.
وقال النائب البرلماني عن الحزب، توبياس باخرله، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين إن "مسار الحكم الذي يتجه بشكل متزايد نحو الاستبدادية والقومية في الآونة الأخيرة" مقلق للغاية، مضيفا أن سعيد أسكت أصوات المعارضة وأغلق مساحات المجتمع المدني وحرض المجتمع عبر خطابات كراهية ضد السود، وقال: "هذا أمر مرير، خاصة قبل التطورات المأمولة بعد الثورات العربية في بداية العقد الماضي".
وطالب باخرله الحكومة التونسية بأن "تحمي وتضمن حقوق الإنسان الأساسية لكل الناس في تونس"، مؤكدا ضرورة إطلاق سراح المعتقلين لأسباب سياسية، مثل الناشطة والشاعرة شيماء عيسى والصحفي نور الدين بوطار.
ويؤمّن الرئيس التونسي لنفسه المزيد من السلطة على حساب المؤسسات الديمقراطية الأخرى. وقام بحل البرلمان وأجرى انتخابات لبرلمان جديد بسلطات أقل بكثير. كما قدم رئيس الدولة دستورا جديدا يمكنّه من تعيين القضاة وإقالتهم من تلقاء نفسه. وصار سعيد أكثر صرامة مع خصومه السياسيين، واعتقل مؤخرا عشرات من منتقديه، بينهم سياسيون معارضون وقضاة وصحفيون. وتعاني حرية الصحافة التونسية - التي كانت ذات يوم رائدة في العالم العربي - منذ تولي سعيد السلطة.
كما تعرض رئيس الدولة التونسية لانتقادات بسبب خطاب حول اللاجئين، والذي اتهم فيه المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء بجلب العنف والجريمة إلى البلاد. وازدادت الأعمال العدائية والهجمات العنصرية ضد السود بشكل حاد منذ خطاب الرئيس. كما اعتقلت قوات الأمن المئات للتحقق مما إذا كانوا في البلاد بشكل قانوني.
وتراجع الرئيس مؤخرا عن موقفه في ضوء الانتقادات الشديدة، مجادلا بأن الصحفيين نقلوا كلماته خارج سياقها.