في اليوم العالمي له.. «أسوار خلايا النحل» للفصل بين الفيلة والبشر في كينيا - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في اليوم العالمي له.. «أسوار خلايا النحل» للفصل بين الفيلة والبشر في كينيا

محمد نصر
نشر في: الإثنين 20 مايو 2019 - 12:00 م | آخر تحديث: الإثنين 20 مايو 2019 - 12:32 م

تحت شعار «الحفاظ علي النحل»، أحيت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، الاثنين، اليوم العالمي للنحل 2019 في جميع البلدان بأنحاء إفريقيا.

ويساعد نحل العسل في حماية الحياة البرية، والزراعة، والغذاء، وأيضا كسب المال؛ حيث يساعد النحل وغيره من الملقحات العديد من النباتات على التكاثر، وتعتبر الملقحات عنصراً أساسياً في الحفاظ على التنوع الحيوي، وتعمل كحارس ضد المخاطر البيئية، ويدل وجودها على صحة النظام الإيكولوجي المحلي.

وتحظى إفريقيا بالعديد من الإمكانات التي تؤهلها للبدء في الاستثمار التجاري لنحل العسل، كوسيلة مستدامة وصناعة صديقة للبيئة تعمل على استعادة نماء الحياة البرية وحمايتها.

بحسب موقع، بي بي سي، فإن كينيا واحدة من الدول القليلة في إفريقيا - جنوب الصحراء الكبرى- التي تسعى لاستكشاف إمكاناتها الكاملة، في تربية النحل حيث يمكن أن تكون صناعة ناجحة تحفظ الموارد.

ففي الجزء الشمالي من كينيا، تستعد تريني كارتلاند لتوسيع نشاطها في صناعة عسل الأكاسيا (السنط) العضوي، وتقول إن المجتمعات المحلية كانت حريصة على العمل معها، حيث يبحث الكثير من الشباب عن بدائل لتربية الماشية، وهناك طلب مرتفع على العسل في كينيا، حيث تشبه الأسعار تلك الموجودة في أوروبا ويمكن لمربي النحل جني الأموال.

لا تطمح كارتلاند فقط للربح، إنها تهدف إلى استخدام أعمالها لإعادة تشجير الأراضي التي تدهورت بسبب الرعي، حيث إن المزيد من الأشجار تعني المزيد من الغذاء للنحل، وهذا يؤدي إلى حصاد غني للعسل، وبالتالي توفير حوافز مالية للحفاظ على النظام البيئي، وتضيف أنه عندما تتم تربية النحل بشكل صحيح، "ينتهي بك الأمر إلى استعادة البيئة".

تتمتع العديد من الدول الأفريقية بظروف مثالية للتربية التجارية للنحل، حيث تخلو من فصول الشتاء القاسية، هذه أماكن يمكن أن تزدهر فيها صناعة العسل المربحة من خلال التدريب المناسب والوصول إلى السوق بحسب كيث سميث من مؤسسة Bee Parks Trust غير الربحية الذي يؤكد أن "هناك مناطق عذراء وعضوية ومورقة"، ويقول "لا أحاول إضفاء طابع رومانسي، إنها الحقيقة فقط".

يمكن استخدام النحل لتخفيف الصراع بين البشر والحيوانات، حيث نجح استخدام "أسوار خلايا النحل" حول الحقول الزراعية في الأماكن التي يتعايش فيها الفيلة والبشر في التخفيف من حدة الصراع بين المزارعين والفيلة التي تدمر محاصيلهم، بحسب دراسة أجريت بكينيا برئاسة لوسي كينج، فعندما يقترب فيل من الحقول الزراعية المحاطة بخلايا النحل، فسوف ينزعج النحل، مما يدفع بالفيل إلى التراجع، وأشار كينج في الدراسة إلى أن "80٪ من الأفيال التي اقتربت من المزارع التجريبية بقيت بعيدا خارج المناطق المحمية بأسوار خلية النحل".

لا يستفيد مربوا النحل القرويون فقط من خدمات العسل والتلقيح، ولكن أيضا حماية محاصيلهم، وهذا ما يقلل بدوره من عمليات القتل الانتقامية للحيوانات البرية، إضافة إلى أن تربية النحل يمكن أن توفر بديلاً قانونيًا مستقرًا وآمنًا للدخل، بدلا من الصيد الجائر للحيوانات البرية.

إذا ما اعتبرنا أن تربية النحل تساعد في حماية مجموعات نحل العسل، وتوفير خدمات التلقيح الهامة، والمساعدة في استعادة نماء الحياة البرية وحمايتها، واعتبارها بمثابة عمل مربح ومستدام؛ فيبدو أننا عثرنا على صناعة واستثمار مثالي صديق للبيئة.

إلا أن العديد من العلماء لديهم مشاكل في اعتبار نحل العسل رمزًا للحفاظ على الحياة البرية والبيئة، تقول مانو سوندرز ، الباحثة بجامعة نيو إنجلاند، إستراليا: "أعتقد أنه من الصعب جدًا الادعاء بأن نحل العسل لديه قدرة الحفاظ على الحياة البرية والبيئة عالميا، فالملقحات البرية الأخرى (مثل أنواع النحل الأخرى، الذباب، الدبابير، الفراشات، والعث)، تعتمد على الحفاظ على موائل أكثر تنوعًا من نحل العسل المُدار".

يتفق جوناس جيلدمان من جامعة كامبريدج، مؤلف مشارك في بحث بعنوان "الحفاظ على نحل العسل لا يساعد الحياة البرية"، مع سوندرز، ويقول إن قلقه هو أن نحل العسل المدار ينافس الملقحات الأخرى ، مما يعرض الأنواع البرية للخطر.

إلا أن جيلدمان يقول إن هذا "قد يكون هذا صحيحًا في كل مكان باستثناء أفريقيا". ذلك لأن نحل العسل الإفريقي ونحل العسل في جنوب إفريقيا أصلي - على عكس نحل العسل في الأمريكتين أو أستراليا.

بالإضافة إلى الفوائد البيئية، فإن صناعة العسل في أفريقيا لديها عوائد اقتصادية كبيرة، وخلال مؤتمر أعمال الحفظ الافتتاحي الذي انعقد العام الماضي في العاصمة كيغالي برواندا، تم التأكيد على الحاجة الماسة للانتقال من سلسلة من المشاريع الخيرية إلى صناعة أخلاقية وتعاونية وذات تفكير تجاري.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك