أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان -اليوم الاثنين- إيطاليا بتوفير الإقامة المؤقتة لعشرة أطفال من الغجر "الروما" وآبائهم بعد إخلائهم القسري في وقت سابق من هذا الشهر.
وكانت الأسر من بين 450 شخصا من الغجر، معظمهم من أصل بوسني، طُردوا من مستوطنتهم في مصنع مهجور في بلدة جيوجليانو بالقرب من نابولي، وفقا لمنظمة معنية بحقوق الغجر.
وقالت المنظمة "Associazione 21 Luglio" إن الغجر الذين تم إخلاؤهم، ومن بينهم أكثر من 150 طفلا في سن 14 عاما فأقل، كانوا محاصرين في "حالة طوارئ إنسانية" بعد طردهم.
وطلب عدد قليل من أفراد المجموعة، بمن فيهم أمهات الأطفال العشرة، استصدار أمر عاجل من المحكمة التي تتخذ من ستراسبورج مقرا لها، لمطالبة إيطاليا بأن توفر لهم ولأسرهم إقامة ملائمة وتوقف أي عمليات إخلاء أخرى.
وسخِر نائب رئيس الوزراء الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني من قرار المحكمة في تعليق عبر تويتر.
وقال سالفيني في تغريدة على تويتر: "تريد المحكمة الأوروبية إلزامنا بإعطاء منازل للغجر؟ هاهاهاها!"، مضيفا أن هذا الأمر كان "سببا آخر" للتصويت لصالح حزب الرابطة في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ويعتبر العداء تجاه غجر الروما –والذين يتم اتهامهم بالسرقة وجرائم أخرى- شائعا في إيطاليا.
ودفعت الحوادث العنصرية ضد أبناء طائفة "الروما" في العاصمة الإيطالية روما في وقت سابق من هذا الشهر بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى الإعراب عن التضامن معهم، وقال لأبناء هذه الأقلية إنه يصلّي من أجلهم ويشعر بالقرب منهم.
وقالت "Associazione 21 Luglio" إن الأسر في جيوجليانو قد تم إخلاؤها على أساس أمر قضائي ينص "على الورق فقط" على أن السلطات المحلية يجب أن تساعدهم في العثور على سكن بديل.
ونظرا لما يتردد عن أنهم مُهددون بعواقب قانونية إذا لم يتركوا بلدة جيوجليانو، فقد طُرد الغجر مرة أخرى من مكان آخر حاولوا اللجوء إليه.
وقالت المنظمة إنهم الآن في منطقة صناعية مهجورة بدون كهرباء أو مياه شرب أو صرف صحي، واضطر الأطفال للتوقف عن الذهاب إلى المدرسة.
ويمكن للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان -ومقرها ستراسبورج- أن تأمر الدول باتخاذ تدابير عاجلة إذا كان الأشخاص الذين يتقدمون بدعاوى استئناف لديها يحتمل أن يتعرضوا لضرر لا رجعة فيه قبل أن تصدر المحكمة حكما كاملا، والذي قد يستغرق سنوات.