طارق عبدالعزيز: منطق «أكل العيش» لا يصلح مع الفن - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طارق عبدالعزيز: منطق «أكل العيش» لا يصلح مع الفن

حوار ــ سارة القصاص:
نشر في: الجمعة 20 يوليه 2018 - 9:32 ص | آخر تحديث: الجمعة 20 يوليه 2018 - 9:32 ص

• أتعامل مع أعمالى باعتبارها «صدقة جارية» أتمنى أن يفتخر بها أبنائى
• علاقتى بالمنتجين محدودة.. والبطولة المطلقة لا تشغلنى
بدور ليس رئيسيا، ومشاهد معدودة، استطاع الفنان طارق عبدالعزيز أن يخطف الأنظار بتجسيده شخصية «سيد» فى مسلسل «رحيم»، الذى تعيد عرضه حاليا عدة قنوات، من بطولة ياسر جلال ونور.
«الشروق» التقت الفنان طارق عبدالعزيز، لتسأله عن تجربته فى رمضان، ولماذا هو مقل فى أعماله، وكيف يفكر لنفسه، وهل يرى أن البطولة المطلقة تأخرت؟
يقول طارق عبدالعزيز: منذ فترة طويلة لم أنجذب لدور بهذه الطريقة التى تحمست فيها لشخصية «سيد» فى مسلسل «رحيم»، وعندما رشحنى المخرج محمد سلامة، كنت خائفا أن يكره الجمهور الشخصية، لأن جانب الشر بها كان واضحا جدا، ولكن فى الحلقات الأخيرة حدث تحول وبدأ الجمهور بمشاهدة جانب آخر للشخصية بعد موت الولد الذى قام بتربيته خلال أحداث المسلسل.

* بدور ليس رئيسيا استطعت أن تلفت الانتباه.. هل هذا دليل على أن النجاح ليس بمساحة الشخصية؟
ــ النجاح ليس له علاقة بمساحة الدور وعدد المشاهد، و«عمره ما كان بالشبر»، فالتميز يأتى من طريقة خلق الشخصية وتقديمها، ورغم أن مشاركاتى بسيطة فى الأعمال عبر مشوارى الفنى، ولكنى استمتعت بها ونجحت من خلالها، فالبطولة لا تهمنى فى شيء، لأننى أخذت عهدا على نفسى بعدم تقديم أعمال لا تناسبنى، حتى لو كان فيها نجومية صارخة، ولا أخفى على أحد أننى أرفض أعمالا من الممكن أن تساعدنى على تصدر الأفيش، وأكون رقم 1 داخل العمل.

* هل عدم وجودك بكثافة على الشاشة.. كسل منك؟
ــ لا طبعا، لأن متعتى هى داخل اللوكيشن، وأنا بذاكر وأجسد الشخصية، لكنى لا أوافق على جميع الادوار التى تعرض على، فقط أختار ما يناسبنى ويضيف لى، فعندما أمثل دورا جيدا أكون غاية فى السعادة، إنما فكرة «أكل العيش» تصلح للبيزنس وليس للفن، فضلا أن علاقتى بالمنتجين محدودة، ولا أطلب من أحد ترشيحى لأى عمل.

* هل تشعر بأنك مظلوم؟
ــ لأن هذه هى اختياراتى لا أشعر بالظلم، فأنا لا أريد تقديم أى عمل مقابل الانتشار أو أكل العيش، ولكن أريد تقديم أعمال عندما يشاهدها الجمهور، يشعر أننى أضفت وامتعته بشخصية جديدة، فعلى سبيل المثال العام الماضى قدمت مسلسل «الحالة ج» الذى ظلم فى المشاهدة، رغم أن السيناريو كان غاية فى الروعة واستمتعت به، فى النهاية «رزقك هيجيلك» فى الوقت المناسب.

* ما هو رهان طارق عبدالعزيز؟
ــ قناعتى أن الممثل الذى يمتلك الفكر الجيد والمنطق فيما يريد تقديمه، سيصل للناس مهما طالت السنين، مع تراكم الشغل سينجح فى إيصال مشروعه الخاص للجمهور، فالتمثيل بالنسبة لى أن يصدقنى المشاهد ولا يشعر أننى أمثل، وقدوتى الفنان أحمد زكى لأنه تلقائى وقدم أعمالا مختلفة.
وهنا أتذكر جملة كان يرددها الفنان الراحل عبدالله غيث، «فن بدون رسالة ليس فنا»، وأنا أريد أن أترك لأولادى فنا يفتخرون به، لأن ربنا هيحاسبنا على أعمالنا، وهى بمثابة صدقة جارية فى حياتنا.

* كيف ترى تصعيد ياسر جلال وطارق لطفى للبطولة المطلقة بعد كل هذه السنوات؟
ــ ياسر جلال وطارق لطفى، قدما خلال مشوارهما أعمالا جيدة وأدوارا مهمة، وعندما أصبح لدينا منتج يعمل بروح فنية، وحب حقيقى للفن والمغامرة، ولا يستسهل ليضمن النجاح، استطاع ياسر وطارق أن يثبتا أنفسهما كأبطال.
ولكن فى النهاية أريد أن أوضح أن البطولة المطلقة ليست كل شيء، فالبطولة تكمن فى الشخصية التى يقدمها الممثل، يمكن لدور صغير أن يلفت الأنظار أكثر من البطل.
وخلال مسلسل «رحيم» جمعتنى مباراة فنية رائعة مع أبناء جيلى ياسر جلال ومحمد رياض، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى نمثل سويا.

* ما هى ردود الأفعال التى تلقيتها بعد عرض مسلسل «رحيم»؟
ــ «أنت جاحد»، هذا التعليق كان يصلنى على الدور وعلى أدائى، فتلقائية «سيد» جعلت الجمهور يتفاعل معه، وكان التحدى أن أتحكم فى انفعالات الشخصية حتى لا تخرج بصورة مبالغ فيها، وتلقيت مكالمات تهنئة من عدد الفنانين منهم المخرج بيتر ميمى والنجم محمود حميدة، والفنانة هالة فاخر.
وعندما قدمت شخصية «سيد» حرصت على أن تكون بشكل خاص لها، وعندما امتلكتها بدأت التفاصيل تظهر تدريجيا، وأصبحت هذه اللمسات توضع بشكل تلقائى بمساعدة المخرج محمد سلامة، الذى كان المسلسل أول تجاربه الإخراجية، ولكنه أثبت جدارته واستمتعت بالعمل معه.

* لماذا قررت الدفاع عن الفنان محمد رمضان بعد تعرضه للهجوم مؤخرا؟
ــ لأنه لا أحد يحق له تقييم محمد رمضان سوى الجمهور، ما يفعله هو مشروعه الخاص، وكل إنسان له نظريته، ونجاح محمد رمضان يتحدد مع الوقت، فهو له كامل الحرية فيما يقدم، كل ممثل يختار شريحة الجمهور التى يريد أن يخاطبها وهو اختار شريحة عريضة، هو يقول إنه رقم واحد وهذا رأيه فى نفسه، فلا يحق التدخل فى تجربته وهو فى النهاية من يتحمل كل توابعها.

* تقول إن الفنان يختار جمهوره.. فما هو جمهور طارق عبدالعزيز؟
ــ أكيد اخترت جمهورى، أحب أن يشاهد الفن الذى أقدمه الجمهور الواعى المثقف المتذوق للفنون، والذى يستطيع تقييمى واحترامى، وبالمناسبة لا يفرق معى حجم هذه الشريحة.

* كيف ترى الدراما التليفزيونية.. هل تمشى على الطريق الصحيح؟
ــ زخم الأحداث وتلاحقها بعد ثورة يناير 2011، خلق خبرات وتجارب أفضل فى الكتابة، كما تحسن الانتاج.
فرأيى الشخصى، أن الدراما فى الفترة الأخيرة، اختلفت للأفضل، وتتقدم خطوة بخطوة، وهناك تطور ملحوظ وموضوعات درامية قوية يتم تقديمها، فرمضان الماضى على سبيل المثال، كان هناك عدد من المسلسلات المتميزة، منها «عوالم خفية، بالحجم العائلي، كلبش» الذى أرى أنه مسلسل متكامل، و«أرض النفاق».

* وقفت على مسرح الجامعة لسنوات.. ألم تشتق إليه؟
ــ وحشنى جدا، لكن لأنى أعطى لكل عمل أقدمه كل وقتى، وأقدم عملا واحدا فى السنة وليس عملين، عادة عندما يعرض على مسرح أكون مرتبطا بأعمال آخرى، والمسرح يحتاج تفرغا كاملا لذلك اعتذر.
لكن عندما تأتينى مسرحية لا أستطيع رفضها سأتفرغ من أجلها، فمن قبل تفرغت لفيلم «اشتباك» لأكثر من عامين، لأنى كنت أرى أنه تجربة مهمة ومختلفة تماما، وبالفعل أحدث حالة فنية، وحقق الكثير من الجوائز.

* ما رأيك فى تجربة مسرح مصر؟
ــ لا أنكر أن أشرف عبدالباقى أخرج مواهب من هذه التجربة مثل مصطفى خاطر، ولكنه يبقى تجربة خاصة ذاتية ليس لها علاقة بالمسرح، أنا لا أشاهد شخصيات درامية فهم سيطروا بذاتهم على الناس، لكن المسرح عبارة عن قصص وشخصيات.

* ماذا عن مشاركتك فى فيلم «جريمة الإيموبيليا»؟
ــ الفيلم لا يزال فى مرحلة المونتاج، وموضوعه يتحدث عن مشاكل الميديا وكيف تلعب دورا فى تفجير الأحداث،
وأجسد فيه دور صاحب دار نشر يدخل دهاليز هذا العالم، ومن المقرر أن يعرض فى عدد من المهرجانات.
والفيلم من إخراج خالد الحجر، ويشارك فى بطولته عدد من الممثلين، منهم، ناهد السباعى وهانى عادل.

* ما الذى تفتقده أو تحتاجه السينما المصرية لتكون أفضل؟
ــ السينما تطورت فى السنوات الأخيرة، أنا متفائل حتى فى أصعب الظروف، ولكننا نحتاج إلى انتاج فنى مختلف يطرح الموضوعات بشكل جرىء، فمحمد حفظى على سبيل المثال قدم سينما مستقلة ذهب للفن وسلك طريقا مختلفا، ولم يهمه المكسب المادى واستطاع أن يلفت الأنظار، هو واحد من العظماء الذين قدموا أفلاما مهمة فى السينما من وجهة نظرى.

* اذا كانت تعجبك أفلام حفظى.. فكيف ترى سينما السبكى؟
ــ هناك أفلام جيدة قدمها السبكى، وآخرها «حرب كرموز». أنا لا أرفض العمل معهم، وبالفعل قدمت معهم من قبل فى فيلم «ساعة ونصف»، ولا يوجد مانع فى تكرار التجربة إن عرضت على تجربة جيدة.

* بمناسبة «حرب كرموز».. هل الجمهور أصبح يفضل الأكشن على الكوميديا؟
كل نوع له جمهوره، والأكشن فن شيق، وخاصة إذا صنع بشكل جيد ومنطقى ويخدم الدراما، وأعتقد أن ذلك أصبح متحققا فى مصر خلال الفترة الأخيرة، مثل مسلسل «رحيم»، الذى قدم أكشن لا يعتمد على فكرة البطل الخارق فقط.

* ما الكوميديا التى تحب أن تقدمها؟
ــ أنا لا أحب الاستسهال فى تقديم الكوميديا، وخاصة التى تقوم على الافيهات ولا يكون لها علاقة بالموضوع، لأنها بمرور الزمن لا تعيش، فالمواقف الكوميدية يمكن أن تخلق من أصعب المواقف المبنية على دراما والشخصيات، لذلك أفضل الكوميديا التى يقدمها الفنان محمد هنيدى لأن بها موضوعا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك