في وقت أفادت فيه تقارير بعودة الهدوء إلى مدينة السويداء المضطربة، معقل الأقلية الدرزية في سوريا، برزت ادعاءات بوقوع أعمال عنف مروعة من جانب الأطراف المتحاربة خلال الأسبوع الماضي، ما أعاد للأذهان مشاهد دامية لهجمات استهدفت الطائفة العلوية، التي تمثل أقلية أخرى في سوريا، في وقت سابق هذا العام.
وشهدت السويداء، الواقعة في جنوبي سوريا، اشتباكات استمرت لأسبوع بين فصائل درزية وبدو من المسلمين السنة، أسفرت عن مقتل المئات، في واحدة من أكثر المواجهات دموية في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في ديسمبر الماضي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جهة تراقب مجريات الحرب، اليوم الأحد، بوقوع انتهاكات واسعة النطاق في مدينة السويداء، من بينها الإعدام الميداني لـ197 شخصا، غالبيتهم على يد قوات الحكومة والمقاتلين الموالين لها.
وأبلغ مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، بأن "أعمال العنف المروعة التي وقعت في السويداء شملت عمليات ذبح لأفراد من الطائفة الدرزية وإحراق منازلهم من جانب مقاتلين قدموا من خارج المحافظة."
وقال المرصد، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرا له ويعتمد على شبكة من المراسلين داخل سوريا، إنه استند إلى مقاطع فيديو وصور وتسجيلات صوتية توثق حسب ما تردد انتهاكات ارتكبها مقاتلون من كلا الجانبين، واعتبر أن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب. ولم يتسن التحقق من صحة هذه المواد من مصادر مستقلة.
ويرى رامي عبد الرحمن، أن الانتهاكات المزعومة الأخيرة تشبه الهجمات التي تم الإبلاغ عنها في المنطقة الساحلية بسوريا في شهر مارس، والتي استهدفت الأقلية العلوية، وهي الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن "هذه الفظائع لا تختلف عن تلك التي ارتكبت بحق الطائفة العلوية. لكن الدروز يمتلكون السلاح، بخلاف العلويين."
واتهم رامي عبد الرحمن وسائل الإعلام المرتبطة بالحكومة السورية بتأجيج التوترات الطائفية في كلتا الحالتين.
وتساءل الصحفي السوري ماهر أقرع، المقيم في سويسرا والباحث في خطاب الكراهية على الإنترنت، قائلا: "كيف انحدرنا إلى هذا المستوى من العنف الوحشي والإذلال؟"
وتابع أقرع متسائلا: "لماذا هذا القتل الهمجي، والتشويه، والإهانة لإنسانيتنا؟"، واصفا المجازر التي استهدفت عائلات درزية وبدوية بأنها "مروعة بحق."