الخوف والوحدة والشوق.. تعرف على تفاصيل طفولة وحياة أنيس منصور - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:10 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخوف والوحدة والشوق.. تعرف على تفاصيل طفولة وحياة أنيس منصور

أنيس منصور
أنيس منصور
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 - 7:18 م | آخر تحديث: الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 - 7:19 م

في 21 أكتوبر رحل الكاتب المصري أنيس منصور، بعد رحلة طويلة في عالم الصحافة والأدب، وترك خلفه عددًا كبيرًا من المؤلفات المتنوعة، سواء الفكرية أو الأعمال الأدبية، كما كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق لكلية الآداب في جامعة القاهرة، قسم الفلسفة، وعمل أستاذاً في القسم ذاته، في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرّغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم.

وفي ذكرى رحيله نقترب أكثر من مرحلة مبكرة من حياته، في محافظة الدقهلية حيث ولد، والتي سطر عنها الكثير في كتابه "البقية في حياتي لوحات تذاكرية على جدران الطفولة".

*أنيس منصور يلخص طفولته في سطرين

ومن العنوان، الذي يعتبر عتبة ومدخل إلى أي نص مكتوب، يأخذنا منصور في رحلة إلى عالمه الطفولي بتفاصيله، الذي استخدم فيه جملة نرددها جميعاً عند مواساة شخص لوفاة أحد يحبه، وكأنه يقدم العزاء لنفسه في طفولته التي رحلت، فالكتاب صادر عام 1991، أي كان عمره قد جاوز الستين حينها.

الصفحات الأولى تعبر وبقوة عما يحويه الكتاب، فهو يركز على 3 شخصيات رئيسية، هم والدته ثم والده ثم ذاته، وهم محور الذكريات، وعلى الهامش شخصيات أخرى، فيقول: "من الخوف من أمي والخوف عليها عرفت أبي ومن القلق على أبي والشوق إلى صوته الجميل يرتل القرآن ويتغنى بالشعر ويقلب الكتب بأصابعي عرفت نفسي".

فربما من هذه السطور القليلة تستطيع فهم كيف تمحورت حياة الطفل أنيس منصور قبل أن تكمل قراءة، الخوف تردد مرتين في أول الجملة، وتوسطت الأم الكلمتين، ثم الأب الذي ارتبط بالشوق أي أنه كان يغيب عنه لفترات، ثم حب الكتب الذي زُرع في نفسه على يد الوالد منذ الصِغر.

كما أننا نعرف عن طفولته الكثير بمجرد قراءة الصفحة الأولى، بعد أن يلخص وصفها في سطرين، قال فيهما: "صورة تذكارية لشلالات القلق والفزع وجنادل الأرق ووديان الفزع أعرفها وتعرفني بغير نهاية".

*الأم.. المنع من كل شيء

ارتبط حديث أنيس منصور، عن والدته دائماً بالقلق والخوف والضرب أو المنع من كل شيء يحاول أن يعرفه أو يقترب منه، من الأصدقاء والجيران واللعب والمعارف، وحتى من الكتب والقراءة، التي ذكر في أكثر من موضع أنها لا تحبها، وترى أنها تضيع العقل وتُذهب النظر وتبعد الإنسان عن من حوله وتجعله وحيدًا داخلها، وتمنعه من الناس بشكل عام، لأنهم أشرار سوف يتسببون له في آذى، هكذا سطرت والدته طفولته وحجبته عن كل شيء خارج باب الدار.

ولكنه في مواضع كثيرة وصف ملامحها وجمالها، ودموعها وحنانها وخوفها عليه بصورة مبالغ فيها لحد كبير، ويصفها قائلاً: "أمي كانت عصبية المزاج ومن السهل أن تغضب ومن السهل أن ترضى وفي كل الحالات تبكي بسهولة ولكن لم أفهم العلاقة بين حبها الشديد لي وضربها لي بيديها وبأي شيء قريب منها أنا فقط دون بقية إخوتي".

كان حضور الأب في صورة معنوية يتمثل في الكتب أو الصفات التي ورثها منه، مثل حب المعرفة، ولكن حضوره المعنوي الحقيقي لم يكن بصورة كبيرة، فغالباً ما يزور المنزل كل أسبوعين كما روى منصور، وذلك يبرر خوف المرأة الريفية –الأم- الذي برز داخل أكثر من موضع، فهي تركز على غلق الأبواب بأكثر من قفل وتخبيء المفتاح وتغلق الشبابيك جيداً وباب غرفة النوم.

ويصف "منصور"، خوفهم الدائم في مشهد قائلاً: "لا أذكر أنني وجدت باب بيتنا مفتوحاً ولا أذكر أن أحداً دق على الباب دون أن يسري الفزع بيننا، وقبل أن نذهب إلى فتح الباب نتساءل في صمت من يكون هذا هذه الدقات غريبة عنا، وبكثير من الحذر والخوف تفتح الباب".

لم تكن طفولته ممتلئة اللعب واللهو مع الصبية، من الأشياء الممنوعة أن يقترب من أحد أو يكون له صديق، فالأم كانت ترى أن جميع الصبية بدون أدب وأخلاق.

*الليل هو الخوف

غرست الأم في نفس صبيها الخوف كثيراً خاصة عند قدوم الليل، فكان يمثل له الخوف، فهو مصدر الأشباح واللصوص والصمت والظلام، جميعها أشياء سلبية ارتبطت به، وكانت والدته تقص عليه قصص المجرمين والذئاب.

ويقول منصور عن الليل: "كل شيء يتلاشى عند طلوع الفجر وشروق الشمس ويظل الانسان آمناً طول النهار حتى إذا جاء الليل فإنه الخوف والرعب ويصبح خيمة فوق القرية ويحاول أن يتسلل من ثقب الباب أو من تحت الباب أو النافذه، النهار للناس والليل لكل الوحوش والعفاريت"، لذلك كان الطفل طول الوقت يختبيء تحت لحافه صيفاً وشتاءً ولا يملك الشجاعة أن يخرج رأسه أبداً لينظر حوله مهما سمع من أصوات، ولا يجرأ أيضاً أن يسأل والدته".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك