عازف الترومبيت العالمى نسيم معلوف: حضورى للقاهرة حلم تأخر 40 عامًا.. ووجودى فى مصر عيد - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عازف الترومبيت العالمى نسيم معلوف: حضورى للقاهرة حلم تأخر 40 عامًا.. ووجودى فى مصر عيد

كتب ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 10:45 م | آخر تحديث: الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 10:45 م

على الموسيقيين العرب أن يعوا قيمة موسيقانا.. والغرب الآن يسعى للاستفادة من المقامات الشرقية
رفضت تسجيل اختراعى.. فالأهم عندى هو طريقة العزف.. وفرنسا أهم مدرسة فى الترومبيت


هناك نجوم وفنانون عالميون لا تتكرر كثيرا فرصة لقائهم، لأن تحركاتهم تكون محسوبة ووفقا لاجندة سنوية يتحرك من خلالها الفنان العالمى نسيم معوف عازف الترومبيت العربى أو البوق العربى، كما يحب هو أن يطلق عليه واحد من أهم عازفى الترومبيت فى العالم، وله مدرسة فى العزف، كما أنه قام بتطوير الترومبيت التقليدى «آلة نفخ نحاسية»، لكى يعزف الموسيقى العربية بحرية من خلال إضافة صمام رابع للآلة حتى يمكنه عزف الربع تون عليها وهو ربع المسافة بين النغمة والتى تليها، وهو أمر غير موجود إلا فى الموسيقى العربية، وبالتالى لا يوجد فى الموسيقى الغربية.. هذا الاختراع المزهل الذى أضافه «معلوف» سهَّل على عازفى الترومبيت عزف أى عمل عربى، على عكس الماضى، حيث كان يعانى كثيرا لكى يلعب اللحن. ورغم أن نسيم معلوف يتردد اسمه كثيرا فى قاعات الموسيقى على المستوى الدولى، كما أنه ألقى مئات المحاضرات فى فرنسا الدولة التى اقام بها اكثر من 30 سنة إلى جانب دول اوروبية وعربية، لكنه لم يحضر إلى مصر.. الأحد الماضى كانت دار الاوبرا على موعد مع حدث هام جديد الا وهو زيارة هذا الفنان العالمى بدعوة من الدكتور مجدى البغدادى عازف الترومبيت الشهير ورئيس البيت الفنى بالاوبرا. حيث قام معلوف بعمل ورشة عمل لفنانى الترومبيت فى مصر، وخلال الورشة استعرض كيف وصل إلى هذا الاختراع.

والجميل انه تحدث فى هذا المحور الهام من خلال بعض الحكايات التى جعلته يعمل على هذا الاختراع إلى جانب حكايات اخرى عن نبوغه ووصوله من فلاح فى الريف اللبنانى إلى واحد من اهم عازفى الترومبيت فى العالم.

نسيم هو والد الفنان العالمى إبراهيم معلوف

وقال معلوف عن زيارته لمصر: تعرفت على دكتورمجدى بغدادى منذ سنوات كنت اتمنى نشتغل سويا وكنت احلم بالقدوم لمصر وهو الحلم الذى تأخر 40 سنة وأتمنى ان تكون هناك زيارات اخرى. هذه المرة حضرت لمصر للاستماع إلى فريق النفيخة، وأنا منذ زمن طويل كما قلت أمنيتى الحضور والعمل هنا ونقل خبراتى للشباب ليس من اجل المال لكن من اجل لقاء الفنانين المصريين خاصة أننى لاحظت ان هناك عددا كبيرا من عازفى هذه الآله فى مصر، بينما فى لبنان لا يتعدون خمسة عازفين وفى سوريا ربما عشرة فقط، وعندما دشنت صفحتى على الفيس بوك وجدت ان عدد اصدقائى الاكثر من مصر وهذا شجعنى على قبول دعوة فريق النفيخة، وجودى فى مصر عيد انتم صنعتوا لى عيدا جديدا خاصا بى.
وعن اتجاهه للفن قال: كنت فلاحا صغيرا بالضيعة أتأمل من حولى، مصادفة التقيت بمجموعة فرنسيين تعلمت منهم على الترومبيت، ووجدته آله لا تغنى وانا كان عندى حلم، هو عزف المواويل والميجنا على هذه الآله، تركت الآلة، ورجعت على الفلاحة وحزنت كثيرا لدرحة ان أمى شعرت بهذا الامر ولأنها اشفقت على وجدتها تشترى لى عودا.
ذهبت إلى معهد الموسيقى فى بيروت «قالولى ماذا تريد؟ قلت اريد ان اكون عواد.. الاستاذ الذى كان يعلمنى نظريات موسيقية قال لى هتموت من الجوع لو لعبت عود، الموسيقى العربى «ماتأكلش عيش»، ابعد عن الشرقى ــ هكذا قال لى المدرس، عدت إلى الضيعة هناك وجدت آلة الترومبيت مصادفة أيضا أخذتها.
ذهبت بها إلى المدرس وقلت له انا عثرت على هذه «البيكلى» هكذا كنا نطلق عليها فى لبنان فى البداية، فرد المدرس هذا ترومبيت، عملت عليها والمدرس نصحنى بالاستمرار، وقال: لدينا اوركسترا فى بيروت يمكنك الالتحاق به، وبعد ذلك سافرت إلى فرنسا وهى بالمناسبة اهم مدرسة فى العزف على الترومبيت، الروس اشتهروا بالكمان والفرنسيون بالترومبيت، ذهبت إلى فرنسا ولم يكن معى أى اموال، علمونى خلال 11 سنة بشكل جيد، لكن الحمد لله لم أتغير كإنسان عربى على الاطلاق.
كانت الموسيقى العربية جزءا منى، ولذلك كان حلمى أنى أعزف بالترومبيت «الميجنا والمواويل» كنت اريد ان أغنى بالآله، وعلمت اننى لو اضفت بعض التغييرات على الترومبيت يمكننى عزف الموسيقى العربية والمقامات الشرقية والربع تون.
عرفت انهم قبل وضع المفاتيح على الترومبيت كانت مجرد بوق يصدر خمس نغمات فقط، وكان يعزف بها العسكريون فقط، وعندما شاهدت المفاتيح الثلاثة التى اضيفت من خلال شخص فرنسى اسمه جوزيف بارينيه علمت انه يمكننى ان اضيف مفتاحا رابعا خاصا بالربع تون والمقامات الشرقية.
ومن هنا جاءت الفكرة، وقمت بالذهاب لأحد الصناع فى بلدى وطلبت منه ان يضيف المفتاح الرابع، ونجح لكن الامر لم يكن لى جيد جدا، كما اريد فذهبت إلى معمل سربا فى باريس وطلبت التعديل، فطلب منى صاحب المعمل ان أعزف له مقطوعة عربى، وفوجئت به انه غير معجب، فحكيت له قصتى مع الجبنة الفرنسية، التى عندما أكلتها لأول مرة شعرت بقرف شديد وارسلت خطابا لامى اشكو فيها من هذا النوع ورائحتها الكريهة وبعد فترة عشقت هذا النوع من الجبنة، فقلت للرجل الاوروبى صانع الترومبيت بعد فترة سوف تعشق هذا النوع من العزف سوف يسكرك اكثر من النبيذ هذا النوع من الموسيقى من الصعب ان تجده، وبالفعل حدث الأمر.
وفى رسالة منه لشباب الموسيقيين العرب قال: أتمنى من شبابنا الموسيقى ألا يتغرب ويصبحوا «متغربينين».. موسيقانا لا مثيل لها بدليل ان الغرب الآن يعزفها ويتعلم المقامات الشرقية من اجل ان يثرى موسيقاهم، لأنهم وجدوا انفسهم الآن بلا جديد، لذلك على شبابنا أن يعى قيمة موسيقانا، لأنها موسيقى روحانية، الموسيقى الغربية فيها قصور لأنها لا تصل للقلب، ولا مرة عزفت باخ أو هايدن أو بيتهوفين أو قلت آه او الله، لكن بمجرد ان تعزف موسيقى عربية كأن تسمع لام كلثوم أو عبدالوهاب أو وديع الصافى الا وتجد نفسك تقول الله، نحن لدينا اكلنا وهم لديهم اكلهم، اكل امى لا اجد اجمل منه، حضارتنا عريقة، انا اكتشفت ان الموسقى دواء، لو تريد الذهاب للعمل عليك بالاستماع لباخ او بيتهوفن او موتسارت او باخ، تحفزك على العمل، لكنك لو تريد الاسترخاء اسمع ام كلثوم ووديع وعبدالوهاب.. إنها علاج.

الغرب كان يسمعنا من زمان.. منذ كنا فى الاندلس

أتمنى أن نخلق موسيقى خاصة بنا كما يفعل ابنى ابراهيم ومحمد سواح قائد النفيخة فى مصر.علينا ان ننفتح على الكل لكن بمفهومنا الشرقى. ابنى ابراهيم اكثر انفتاحا منى لأنه كان يسمع الجاز وغيره، ووجدت محمد سواح قائد النفيخة يعزف العربى بدون مفتاح رابع، احنا منفتحين على الغرب اكثر من انفتاحهم علينا، اتمنى ان نجعلهم منفتحين علينا اكثر من خلال اعمالنا. للاسف احنا فى وطنا العربى الذى يتحدث بالفرنسية نعتبره مثقفا، وهذا خطأ.

صناعة العازف الجيد

ووجه نصيحة للعازفين العرب قائلا: لابد ان يكون هناك تمرين يومى، أنا ابتديت ٢٤سنه اخذت الترومبيت من مهاويسه وكنت اتدرب ٦ساعات لمدة ١١سنة متواصلة يوميا.
وأنصح الشباب أن يكون متوسط ساعات التدريب٤ ساعات، فى روسيا الكمان من سن ٨ سنوات ويبدأ يشتغل معاه على الكمان ويفرغوه وتكون الدراسة على الهامش، الأزمة لدى كل الناس ان البداية فى العزف تكون متأخرة وهذا خطأ ابنى ابراهيم بدأ فى سن صغيرة جدا ونصحته ان يبحث عن آله اخرى؛ لأنى مشفق عليه ورفض.

عازف الترومبيت اللى ما بيغنى ما ينفع

وعن عدم تسجيل اختراعه قال رفضت تسجيل اختراعى لأنه مالوش قيمة والقيمة فى العزف والموهبة.. بالنسبة لى مافيش براءة اختراع.. كل يوم فى اختراع جديد فى الآلات.. ابنى ابراهيم سألوه نفس السؤال وكانت اجابته ان ابى قدم ما هو اهم من الاختراع ألا وهو طريقة العزف، انا يهمنى ان اجد طريقة عزفى فى كل مكان هذا افضل مليون مرة مما فعلت..

نسيم معلوف فى سطور

من موليد كفر عقاب فى لبنان عام 1940 وهو عازف ومؤلف وأستاذ موسيقى تخرج فى المعهد العالى الوطنى للموسيقى بباريس عام 1970 على يد الفنان العالمى موريس اندريه، بعدها قام بالتدريس فى معهد الموسيقى الوطنى ببيروت، وفى عام 1976 عاد إلى باريس مرة أخرى ليكمل التدريس والعزف المنفرد فى أعمال موسيقى الباروك بمختلف المعاهد الموسيقية بباريس لمدة تجاوزت 45 عاما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك