تلاحظ المرأة أحيانًا جلوس زوجها شاردًا أو غير منتبه وهى تتحدث معه أو يذهب للسير بمفرده لمجرد رغبته في ذلك فقط، ومع تكرار الأمر يوميًا يمكن أن تفكر الزوجة أن الرجل لم يعد يحبها أو يركز في حديثها وهذا يفسح مجالًا للشجار بينهم، ولكن في الحقيقة الأمر عكس ذلك تمامًا، والزوج يحتاج بالفعل لأن يكون بمفرده دقائق يوميًا ليكون سعيد ويسعد من حوله، خصوصًا زوجته وأطفاله.
ويقول مارك جونجور، الذي يعمل مستشارًا للعلاقات الزوجية بالولايات المتحدة، إن عقل الرجل يختلف كثيرًا عن المرأة، والاختلاف يكمن هنا في أنها كالشعلة التي لا تهدأ من كثرة التفكير في أمور مختلفة في آن واحد؛ أما الرجل فدماغه عبارة عن صناديق صغيرة لكل صندوق وظيفة، مثل صندوق السيارة وصندوق الأم وصندوق الزوجة وصندوق العمل وصندوق المال، وغيرها من مئات الصناديق.
وأوضح أن الرجل حينما يفتح صندوق لا يلمس غيره إلا بعد أن ينتهي منه وهذا يفسر عدم تركيزه في أكثر من أمر على عكس المرأة التي تفعل ذلك بكل بساطة، وطريقة تعامل الرجل مع الصندوق تكون سلسة وبسيطة وهادئة، فهو لا يحب أن يزعج عقله بالتفكير المتعدد- وفقًا لموقع "Other people feel this to".
وأشار إلى أنه رغم تعدد الصناديق إلا أن هناك واحد منها يدعى اللا شيء أو الصندوق الفارغ، وهو صندوق حينما يفتحه الرجل يشعر بأحساس رائع ويتخلص من التوتر والعصبية، لأنه يتصل من خلاله بمنطقة وهمية يكون مدرك لكل شئ حوله إلا أنه ينغمس في التفكير بذكريات سعيدة أو يشعر بجمال الطبيعية أو يتحدث مع نفسه عن جمال السماء وأصوات الطيور أو يتذكر علاقة غرامية كان يعيشها قديمًا بسعادة.
وقال مستشار العلاقات الزوجية، إن صندوق اللا شيء يمكن أن يفتحه الرجل في أوقات مختلفة من اليوم، فيمكن أن يركز معه حينما يمارس هواياته أو يشاهد القنوات التليفزيونية، وتتراوح مدة اندماج الرجل مع الصندوق الفارغ من لحظات إلى نصف ساعة، ناصحًا الزوجات بترك الرجل خلال هذه الفترة حتى يستعيد نشاطه ويصبح سعيد وبالتالي يسعدها.
وأضاف أن الرجل حينما يدخل في المربع الفارغ يكون في أشد لحظات حاجته إلى عدم التفاعل مع أي شخص بجانبه مهما كانت شخصيته، وهذا يفسر رؤية النساء لبعض الرجال يحدقون بالسقف دون هدف أو تفكير في شئ مهم أو يجلسون دون حديث، فالرجل هنا يسبح مع أفكاره ولحظاته السعيدة أو لا يفكر آي شيء بل يسمع صوت الهدوء فقط، وهو بحاجة إلى ذلك يوميًا ليواصل مهامه الحياتيه التي يبذل فيها جهدًا كبيرًا لأنه مسؤول عن مستقبل آخرين وهذا يشعره بالعبأ ويرهق تفكيره.