الموت نائما.. الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة يهدد حياة المنغوليين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:51 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الموت نائما.. الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة يهدد حياة المنغوليين

التدفئة عن المنغوليين
التدفئة عن المنغوليين
أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 12:14 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 12:21 م

في إحدى ليالي أكتوبر المنغولية قارصة البرودة؛ قررت "جيرال" بيات ليلة مع والديها، وهو قرار كلفها حياتها؛ حيث أستيقذت وإياهم علي نوبات من الصداع الشديد والقيء لتأتي الإسعاف ولكن متأخرا بالنسبة لجيرال التي ماتت سريعا.

ووفقا لـ"فرانس 24" فإن سبب الوفاة يعود لاستخدام عائلة "جيرال" الفحم الحجري النظيف الذي أوعزت الحكومة للشعب باستخدامه توفيرا للطاقة وحفاظا على البيئة بدلا من الفحم الخام الرديء.

وتضيف القناة أنه منذ بدء استخدام الفحم الحجري الجديد بين سكان العاصمة المنغولية "آلانباتار" خلال الشهر الماضي، مات 7 من الأطفال والعجائز، بينما مرض 1000 شخص ما أثار مخاوف حول تسبب الفحم الجديد بخنق الأهالي وهم نائمين.

ولجأت الحكومة المنغولية للفحم الحجري كبديل عن الفحم التقليدي الذي يشاع استخدامه بين الفقراء كل شتاء متسببا بتلوث مناخي وسحابة سوداء، ولا يمكن التخلي عنه حيث إن درجات الحرارة في منغوليا تصل إلى "-40" درجة مئوية.

وتقول إحدى الممرضات دون ذكر اسمها إنها تلك المرة الأولي التي تلحظ فيها مثل تلك الحالات من التثبيط والاختناق الناجمة عن غاز أول أكسيد الكربون.

وأفادت وحدة الطوارئ المنغولية بأنها تقوم بعمليات توعية للمواطنين حول الاستخدام الآمن للفحم الحجري.

يشار إلى أن عدة حكومات آسيوية حاولت إبعاد سكانها عن استخدام الفحم الخام مثل ما فعلت منغوليا، ولكن المحاولات باءت بالفشل كما وقع بالهند، عندما خطط رئيس الوزراء، نيراندرا مودي، توفير مواسير الغاز للسكان دون جدوى، بينما منعت الصين استخدام الفحم الخام واعدا بتوفير بديل من الغاز ما لم يحدث وترك السكان فريسة للبرد الشديد.

وتجد منغوليا نفسها مضطرة كذلك لتجربة الحل البديل عن الفحم الخام، نظرا لأن عاصمتها هى الأبرد بين عواصم العالم، ويحتاج سكانها للتدفئة التي حصلوا عليها طويلا من الفحم الخام ما كان عاقبته تلوث المناخ.

وبحسب البروفيسور سونومداجفا، بجامعة منغوليا الوطنية، فإن الفحم الحجري الجديد ساهم بتقليل جزيئات الغبار الخطيرة على الرئة والدم بتلك الفترة من شهر أكتوبر الماضي بنحو 40% عن القدر المعتاد بنفس الوقت كل عام.

وأضاف أن الفحم ليس هو العامل الوحيد حيث ساهم تأخر الشتاء ولجوء بعض السكان لحرق الأخشاب بدلا من الفحم الخام في تقليل حدة التلوث.

ويقول "بيامباجارجال لوسول" المعالج بأكاديمية العلوم المنغولية، إنه بالرغم من أن الفحم الحجري هو الحل الأمثل لتقليل تلوث الهواء، ولكن السكان المحليين علي غير دراية باستخدامه بطريقة آمنة حيث يحرقونه كما يحرقون الخام بينما الحجري أكثر سماكة وتعقيدا، فهو يحتاج قدر أكبر من الأكسجين أثناء عملية الإحتراق وإلا ينتج أول أكسيد الكربون المسبب للإختناق.

من جانبه، طالب المصنع الوطني للفحم الحجري المواطنين بتنظيف المواقد جيدا قبل حرق الفحم لتجنب حدوث تسمم، كما وزعت الحكومة المزيد من المواقد المجهزة مجانا وأجهزة لكشف مستوى الغاز الناتج عن الإحتراق لزيادة الأمان.

ويقول المواطن توربولد أنه وجد البديل الجديد مناسبا إذ يكفي "جوالا" من الفحم الحجري لاستعمال 3 أيام، بينما كان الخام ينفذ مع أول يوم، وتضيف والدته التي تعمل ممرضة؛ إن الفحم الحجري يوفر قدر أكبر من التدفئة، ولكنه مخيف لما فيه من خطورة؛ لذا نحرص على إبقاء النوافذ مفتوحة خلال الليل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك