«وصمة عار» العلاج النفسي تفتح باب الدجل باسم الروحانيات - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«وصمة عار» العلاج النفسي تفتح باب الدجل باسم الروحانيات

ممدوح حسن وعامر عبدالرحمن وزينب محمد:
نشر في: الثلاثاء 21 يناير 2020 - 11:30 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 يناير 2020 - 11:30 م

استشارى للصحة النفسية: المرض النفسى حقيقى ويجب التوعية بضرورة علاجه.. وخبير أمنى: «أعمال السحر» خرافات قديمة وإحدى وسائل النصب
«ضحية للنصب»: الشيخ قال لأبى ابنتك عليها جن عاشق.. و«معالج»: نصلح ما أفسده الجن الفاسق بالعلم الروحانى

 

أرجع خبراء أمنيون ومتخصصون فى الصحة النفسية، لجوء بعض مرضى الحالات النفسية، إلى ما يعرف بالمعالج الروحانى أو«الدجال» بمعنى آخر، بدلا من الخضوع للعلاج لدى الأطباء النفسيين، إلى نظرة المجتمع لهذا النوع من العلاج باعتباره وصمة عار.
وأكد خبراء الطب النفسى لـ«الشروق»، أن جميع أعمال السحر تعد من الخرافات القديمة وإحدى وسائل النصب للاستيلاء على أموال المواطنين، قائلين: «كلما تفشى الجهل كلما تمسك الناس بالغيبيات الفاشلة».
فى البداية تروى «دينا. ع»، 23 سنة إحدى الحالات التى تعرضت للنصب على يد من يدعى أنه شيخ يزعم قدرته على العلاج من الجن، حكايتها قائلة: بدأت قصتى قبل 6 سنوات، حيث كنت أعيش مع أسرتى فى إحدى الدول الخليجية، وبدأت أعانى فى بداية الأمر من أعراض اكتئاب فذهبت برفقة والدى إلى أحد أطباء المخ والأعصاب للكشف، ليخبرنا بعد الفحص أن حالتى تتعلق بالصحة النفسية، وطلب منى الذهاب إلى طبيب نفسى، مضيفة: أنه بعد الخروج من عيادة الطبيب تناول والدى الأمر بشكل ساخر، قائلا: «امشى امشى، حالة نفسية إيه».
وتابعت: «وبعد فترة تطورت الحالة، وأصبحت أتعرض لحالة إغماء مفاجئ، وتشنجات، حيث وصف الطبيب النفسى الأمر أنها حالة نفسية شديدة، ودخلت فترة علاج قصيرة بأدوية الاكتئاب، وكانت حالتى تسوء حتى عرض والدى حالتى على أحد المشايخ، فقال له: «إن ابنتك راكبها جن عاشق، بسبب إعجابها الشديد بنفسها، ووحدتها الدائمة فى غرفتها». تواصل دينا حديثها قائلة: «رحب والدى بحديث الشيخ، وبدأت فى العلاج على فترات منتظمة على يد ذلك الشيخ، دون تحسن، حتى بدأت علاجا جديدا مع أحد أطباء العلاج النفسى حتى شفيت مؤخرا تماما من المرض».
إيمان محمود، إحدى الفتيات التى عانت من الأرق الدائم والإحباط، وعدم القدرة على العمل ومواصلة حياتها الطبيعية، تقول إن قصتها مع المعالج بدأت بالذهاب رفقة والدتها، ليؤكد أن قريبة لنا «عملتلى عمل» بسبب غيرتها الشديدة منى، مضيفة: «طلب المعالج منا زيارته لعدة مرات حتى يستطيع أن يخلصنا من العمل. وأضافت: «كان كل مرة يعطينى مياها «مقروءا عليها»، وبعد علاج لنحو شهر ونصف، أخبرنا فى إحدى الجلسات أن لدى جنيا غير مسلم، يمنعنى من العيش حياة طبيعية.
وأضافت، بمرور الوقت قررت عدم الذهاب إلى ذلك المعالج، وأرشدنى أحد أقاربى إلى طبيب نفسى، لأبدأ رحلة علاج من الاكتئاب.
«عبدالناصر. ع» مدرس بالمعاش، وأحد المعالجين، يقول: إن العلم الروحانى هو علم متوارث من قبل العلماء والمشايخ، ولا يستطيع الإنسان استخدامه بدون شيخ مربى كما لا يمكن استخدامه إلا من خلال جمع المعلومات الكافية، موضحا أنه فى حال غياب الشيخ وفقدان المعلومات يقوم الجن بالتضليل وإيقاع الإنسان فى مشاكل متكررة مع أهله والآخرين».
وأوضح «المعالج»، أن هناك نوعين من الجن منهما المسلم والفاسق الذى يقوم بالأعمال الفاسدة، قائلا: «نحن نقوم بعلاج وإصلاح ما أفسده الجن الفاسق من خلال العلم الروحانى»، مضيفا: «أن هناك الكثير من المشايخ الذين يظهرون عبر القنوات الفضائية وفى كافة محافظات الجمهورية يدعون الروحانية وامتلاك القدرة على علاج كافة أنواع السحر بالقرآن والرقية الشرعية لكن فى الحقيقة هم كاذبون فهم يستخدمون الجن فى قضاء حوائجهم والجن أيضا يستخدمهم فى قضاء حاجته».
فى المقابل تقول استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى والتربوى، نيفين عياد إن هروب الناس من العلاج النفسى، يرجع إلى النظرة تجاه الطب النفسى، على أنه وصمة عار، حيث يتم الحكم على المريض الذى يلجأ للطبيب النفسى بـ«المجنون»، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكشف عند الطبيب النفسى التى تصل إلى 400 جنيه عند بعض الأطباء».
وأضافت نيفين عياد: أن المرض النفسى حقيقى وملموس، ويجب التوعية بضرورة عدم الخوف منه، موضحة أنه يعتبر كالسرطان والصداع وغيرهما من الأمراض.
وأشارت إلى ضرورة أن يلمس الطبيب المعالج أو الاستشارى حالة المريض، وأن يشعره بتقديره لحالته، وأن يسانده، ويستمع له جيدا، والأهم هو تفهم الطبيب للحالة المرضية.
أستاذ الطب النفسى بجامعه الأزهر، محمد المهدى، يقول إنه استقر فى الوعى الشعبى منذ آلاف السنين ارتباط مفعول السحر بالجن، وكأن الجن هم وسطاء عمل وتأثير السحر، ولذلك نرى فى تلك «الأعمال والأحجبة» ذكر أسماء للجن، موضحا «أن غالبية تلك الكتابات تكون باللون الأحمر فى إشارة إلى النار التى خلق منها الجن، بالإضافة إلى معتقد أنها تحتوى على طلاسم تعتبر مفاتيح للتواصل مع عالم الجن «على حد تعبيره».
وعن أسباب ارتماء البعض بين أحضان الدجالين، يؤكد الطبيب النفسى، أحمد هلال: «أنه كلما تفشى الجهل كلما تمسك الناس بالغيبيات الفاشلة مع عدم اعترافهم بالأمراض النفسية، وبخاصة فى بعض المجتمعات التى عانت اندثار العلوم بسبب التعرض للاحتلال على مدى عصور، ليصبح الاهتمام بالأكاذيب وانتشار السحر والجن وغيرهما من الغيبيات التى يروج لها السحرة والمشعوذون من أجل كسب المال والتفاف الناس حولهم».
الخبير الأمنى محمد نور الدين يوضح: أن ما يقوم به السحرة فيما يعرف بكتابة الأعمال ووضعها فى المقابر، يعد من الخرافات القديمة وإحدى وسائل النصب والاستيلاء على أموال المواطنين وهى جريمة يجب الإبلاغ عنها فورا، موضحا أنه حال ضبط أحد مرتكبى تلك الجرائم يتم مواجهته بجريمة النصب والاحتيال قائلا: «تم ضبط العديد من هؤلاء السحرة والدجالين وتقديمهم إلى محاكمات عاجلة».
وطالب نور الدين وسائل الإعلام بضرورة توضيح الأخطار الناجمة عن أعمال السحر والشعوذة واللجوء لهؤلاء المشعوذين، لافتا إلى أن أغلب تلك الأفعال تقوم على الخداع والنصب على المواطنين، قائلا: «يجب الكشف عن أعمال السحرة منذ بدايتها حتى يمكن ضبط المتهمين بالنصب والاحتيال».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك