كتبت منى غنيم
مجموعة صور للأقليات الدينية والعرقية المتنوعة على واجهات منازل ولاية چورچیا الأمريكية
مشروع «رؤية نيونان» للصور الفوتوغرافية دعوة للتسامح الديني بأمريكا
في لافتة مبتكرة ضد التفرقة العنصرية والتعصب الديني، قررت بلدة «نيونان» بولاية چورجيا الأمريكية وضع 17 صورة عملاقة على واجهات منازلها لمجموعة من مواطنيها العاديين من الجنسيات و الأصول العرقية المتنوعة، كدعوة لنبذ العنف وتقبُل الآخر، فوضعت صور لهيلين بيري ، السيدة الأمريكية من أصول أفريقية التي عملت لسنوات في مصنع الخياطة، وإيلي درايف ، العامل الذي كان يعمل بمصنع البطانيات حتى وفاته عام 2017، و چينيت بلانكو، النادلة المكسيكسة التي وصلت إلى نيونان محملة بتقاليدها و أحلامها، وأيضًا عتيقة وزهرة شاه، وهما مهاجرتان من باكستان ترتديان الحجاب.
وقد قررت المدينة القيام بذلك لتسليط الضوء على موقفها من الأقليات والجنسيات المختلفة التي تقرر الهجرة إلى الولايات المتحدة، خاصة بعد أن شهدت في أبريل عام 2018 مظاهرة عجيبة من نوعها؛ حين اجتمع مجموعة من النازيين الجدد في إحدى حدائقها العامة للاحتفال بعيد ميلاد هتلر وأيضًا للتظاهر ضد الهجرة الغير شرعية لألمانيا، وقد وقع اختيار المتظاهرين على المدينة بسبب أن «أغلب سكانها من البيض» على حد قول المتظاهرين آنذاك.
وقد أثارت صور الفتاتين المحجبتين غضبة بعض سكان المدينة الذين أعربوا عن رؤيتهم للإسلام «كتهديد لطريقة الحياة الأمريكية»، وقد لجأ أحد السكان المحليين لتشجيع السكان على تقديم شكوى لإزالة الصور في بوست عبر الفيسبوك، واستجاب له بعض المعلقين الذين قاموا بوضع بتعليقات معادية للإسلام، وملصقات للحادي عشر من سبتمبر، وقالت إحدى المعلقات إنه لم يكن هناك عدد كاف من المسلمين في «نیونان» من الأساس لإدراج الفتاتين الباكستانيتين في مجموعة الصور.
ويجدر بالذكر أن «نيونان» تعد واحدة من أعلى المدن أجورًا للفرد في الولايات المتحدة، وقد تضاعف سكانها بشكل كبير في أقل من 20 عامًا ، وبرغم أن البيض يمثلون أكثر من نصف السكان ، إلا أنها تضم أيضًا أقليات متنوعة من المهاجرين ذوي الأصول الآسيوية و الأفريقية و الأسبانية، وقد حازت نيونان» على لقب «مدينة المنازل» بسبب هندستها المعمارية الفريدة.
وصاحبة المشروع الفني هي المصورة الفوتوغرافية، ماري بيت ميهان، وقد أطلقت عليه اسم «رؤية نيونان»، طبقًا لصحيفة «النيويورك تايمز».