وطنيات ثورة 1919 (21): حافظ إبراهيم يدعو الأثرياء إلى كفالة اليتيم: ربما يصبح أحدهم سعد زغلول المستقبل - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (21): حافظ إبراهيم يدعو الأثرياء إلى كفالة اليتيم: ربما يصبح أحدهم سعد زغلول المستقبل

حسام شورى:
نشر في: الخميس 21 مارس 2019 - 4:01 م | آخر تحديث: الخميس 21 مارس 2019 - 4:20 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.
••••••••••••
امتاز حافظ إبراهيم في شعره بقوة البلاغة وإشراق الديباجة وطلاوة الأسلوب والروح الخطابية، وأضفت الوطنية على شعره هالة من العظمة والمجد، فقد كان ترجمان للشعب في أحاسيسه وآماله، وخير مواسٍ له في مآسيه وآلامه، وتغنى بمصر والنيل في قصائده، ولعل بقاءه في السودان عدة سنوات، ومشاهدته غدر وفظائع الإنجليز هناك، وتدابيرهم في تحقيق أغراضهم الاستعمارية، قد زاده سخطا على الاستعمار واستمساكا بوحدة وادي النيل، وتجلت هذه المواهب في شعره في شتى المناسبات حتى سمي بحق «شاعر النيل».

ونجح حافظ في أن يرتفع بشعره في كثير من المواطن إلى التجديد واقتباس المعاني والأفكار والأساليب الحديثه، ما جعله مميز وله رنينا موسيقيا محببا إلى النفوس، وهو ما جعل بعض قصائده قابلة لأن تتحول إلى أغانٍ فيما بعد.

وقد أثرت ثورة 1919 في شاعر النيل؛ فكتب عن الوطنية والاجتماع والأخلاق، وخص كثير من طوائف الشعب بشعره، فتجده كتب عن أول مظاهرة نسائية خرجت في مصر، وكتب عن الضرير، وعن مكافحي الاستعمار، وكذلك عن الطفل.

وفي عام 1919 لتحية «ملجأ الحرية» كتب حافظ إبراهيم قصيدة يهيب فيها بالأثرياء أن يبروا الأيتام والفقراء، ولم يكتف بذلك فاستشرق المستقبل في كلماته المليئة بالوطنية، ويشير إلى يقظة الأمة وما أحدثته الثورة في النفوس من التطلع إلى المثل العليا.

فتعد القصيدة دليلا على أن ثورة 1919 لم تكن ذات بعدا سياسيا فقط، بل صاحبها ثورة فنية واجتماعية تنتقد الماضي وأفكاره؛ فبعد أن واسى جافظ الأطفال الأيتام، طلب منهم أن يواسوا شعبهم ويشيدوا مجد الأمة، وشجع الأثرياء على التكفل؛ ربما يخرج من هؤلاء الأيتام سعد زغلول أو محمد عبده أو أحمد شوقي.

نص القصيدة:
أيها الطفل لك البشرى فقد... قدر الله لنا أن ننشرا
قدر الله حياة حرة... وأبى سبحانه أن تقبرا
لا تخف جوعا ولا عريا.. ولا تبك عيناك إذا خطب عرا
لك عند البر في ملجئه ... حيث تأوى خاطر لن يكسرا
حيث تلقى فيه حدبا وترى... بين أترابك عيشا أنضرا
لا تسيء ظنا بمثرينا فقد... تاب عن آثامه واستغفرا
كان بالأمس وأقصى همه.. إن آتى عارفه أن يظهرا
فغدا اليوم يواسي شعبه... وهو لا يرغب في أن يشكرا
نبهت عاطفة البر به... محنة عمت ومقدار جرى
جمعتنا في صعيد واحد... وأرادتنا على أن نقهرا
فتعاهدنا على دفع الأذى.. بركوب الحزم حتى نظفرا
وتواصينا بصبر بيننا... فغدونا قوة لا تزدرى
أنشرت في مصر شعبا صالحا.. كان قبل اليوم منفك العرا
كم محب هائم في حبها.. ذاد عن أجفانه سرح الكرى
وشباب وكهول أقسموا.. أن يشيدوا مجدها فوق الذرا
يا رجال الجد هذا وقته... آن أن يعمل كل ما يرى
ملجأ أو مصروفا أو مصنعا... أو نقابات لزراع القرى
أنا لا أعذر منكم من ونى... وهو ذو مقدرة أو قصرا
فابدوءا بماللجأ الحر الذي.. جئت للأيدي له مستمطرا
واكفلوا الأيتام فيه واعلموا... أن كل الصيد في جوف الفرا
أيها المثرى ألا تكفل من ... بات محروما يتيما معسرا؟
أنت ما يدريك لو أنبته... ربما أطلعت بدرا نيرا
ربما أطلعت (سعدا) آخرا... يحكم القول ويرقى منبرا
ربما أطلعت منه (عبده).. من حمى الدين وزان الأزهرا
ربما أطلعت منه شاعرا .. مثل شوقي نابها بين الورى
ربما أطلعت منه فارسا.. يدخل الغيل على أسد الشرى
كم طوى البؤس نفوسا لو رعت... منبتا خصبا لكانت جوهرا
كم قضى العدم على موهبة... فتوارت تحت أطباق الثرى
كل من أحيا يتيما ضائعا... حسبه من ربه أن يؤجرا
إنما تحمد عقبى أمره.. من لأخراه بدنياه اشترى

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك