للمناعة مهمات أخرى.. تعرف على علاقتها بالصحة النفسية والاكتئاب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

للمناعة مهمات أخرى.. تعرف على علاقتها بالصحة النفسية والاكتئاب

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 21 مايو 2020 - 3:55 م | آخر تحديث: الخميس 21 مايو 2020 - 3:55 م

كثُر الحديث عن المناعة وأهميتها في جسم الانسان، وأصبحت إحدى الكلمات الهامة في محركات البحث، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، وتعد المناعة هي اللاعب الأساسي في الدفاع أثناء معركة الفيروس داخل الجسم.

والمناعة هي مفتاح مكافحة العدوى، لكنها في الواقع لها أكثر من دور، فهي تلعب دورًا رئيسيًا في حالات مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب، والأكثر إثارة للدهشة هو أنها تشكل تفكيرنا، وكان ذلك مضمون التقرير الذي نُشر في مجلة "سيكولوجي توداي" على لسان أوستر بيرليموتر، طبيب متخصص في الطب الباطني، ومهتم بالصحة العقلية وتغير السلوك، ومؤلف كتاب "غسيل الدماغ" .

حيث قال إن لتغيير أفكارنا يجب أن يصل جهاز المناعة إلى أعلى مستوياته في الدماغ، فنحن نعرف معلومات عن الخلايا العصبية وغيرها، ولكن هل نعرف الكثير عن خلايا المناعة، فإن الدماغ لديه في الواقع خلايا المناعة الخاصة به، وتسمى هذه الخلايا الدبقية الصغيرة، واكتشف الباحثون الخلايا الدبقية الصغيرة منذ حوالي قرن، ومع ذلك فهمنا مؤخرًا فقط أهميتها الكبيرة.

ما هي الخلايا الدبقية الصغيرة؟

ترتبط الخلايا الدبقية الصغيرة بمجموعة واسعة من أمراض الدماغ، وتشمل الزهايمر، باركنسون وهو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، التصلب المتعدد، وغيرها الكثير، حيث تتميز مشاكل الدماغ هذه بتلف الخلايا العصبية والموت، وتشارك الخلايا الدبقية في إصلاح الخلايا العصبية، وكذلك إبقائها على قيد الحياة.

ويصبح الرابط بين الخلايا الدبقية الصغيرة وأفكارنا أكثر وضوحًا، عندما نفهم أن أفكارنا وأفعالنا هي انعكاس لسلوك الدماغ، ويتكون جوهر هذه الأسلاك من الخلايا العصبية، التي تؤثر فيها الدبقية الصغيرة، لذلك فإن وجود الخلايا الدبقية الصحية أمر ضروري للإدراك الصحي، وأشار دكتور بيرلموتر أن هذه الخلاية مزاجية للغاية.

الخلايا الدبقية الصغيرة مثل قوات الاحتياط، تكون في حالة غير نشطة حتى تكون هناك حاجة إليها، وعندما يحصلون على الإشارة الصحيحة، يخضعون لتحول دراماتيكي، يشمل ذلك تغيير الشكل والانتقال إلى المكان الذي يحتاجون إليه وتصنيع مجموعة محددة من المواد الكيميائية.

وبمجرد التعرض لمجموعة معينة من الجزيئات في الدماغ، تصبح الخلايا الدبقية الصغيرة متخصصة، واحدة من هذه الأشكال المتخصصة تسمى خلايا "إم 2 ميكروجليال" وهذه تساعد على نمو الخلايا العصبية الجديدة وشفاء تلف الدماغ، وعند تلقيها إشارات أخرى يمكن أن تتحول إلى شكل متخصص آخر يسمى خلايا "إم 1 ميكروجليال" ويبدو أنها تساعد في إزالة مسببات الأمراض مثل البكتيريا من الدماغ.

ما الرابط بين هذه الخلايا وصحتنا النفسية

في وجود التهاب، تتحول الخلايا الدبقية الصغيرة بشكل تفضيلي إلى النوع الفرعي "إم 1" ثم تنتج هذه الخلايا المزيد من الالتهاب، وهذا يتسبب لاحقا في مشاكل، لأن المستويات المرتفعة من الالتهاب ترتبط بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون، لذا في الآونة الأخيرة تم ربط هذا الالتهاب نفسه باضطرابات المزاج، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن هذه الخلايا وما تنتجه إذا حدث بها خلل قد تكون من مسببات الاكتئاب.

وعلى مدار العقود القليلة الماضية، أكدت تجارب مختلفة أن الالتهاب يساهم في الاكتئاب، ولاحظ البحث المبكر أن المرضى الذين يتلقون الإنترفيرون بسبب التهاب الكبد أظهروا أعراض اكتئاب، وقد تم التأكد أن العلامات الالتهابية في الدم أعلى لدى المصابين بالاكتئاب.

يمكن النظر إلى الخلايا الدبقية على أنها مكبرات إشارة، عندما تسمع رسالة فإنها تروج لها على نطاق واسع، وهذا مهم بشكل خاص للالتهاب وتأثيراته النهائية، وعندما يصل الالتهاب إلى الدماغ، فإنه يحفز الخلايا الدبقية الصغيرة على إحداث المزيد من الالتهاب، وهذا يضر الخلايا العصبية، والأهم من ذلك، أنها قد تمنع إنشائهم بالفعل، وذلك لأن انخفاض إنتاج الخلايا العصبية الجديدة (يسمى تكوين الخلايا العصبية) في جزء معين من الدماغ قد يكون له دور في الاكتئاب.

وقدرتنا المعرفية ومزاجنا هو انعكاس لسلوك عقولنا، والذي يتأثر بشكل كبير بأجهزة المناعة لدينا، وخاصة الخلايا المسماة الخلايا الدبقية الصغيرة، ويتم تنشيط هذه الخلايا بشكل مختلف من خلال الإشارات التي تتلقاها، وعندما تتعرض للالتهاب، تبدأ الخلايا الدبقية الصغيرة في زيادة توليد الالتهاب في الدماغ، والذي يرتبط بالتدهور المعرفي والاكتئاب.

وتشمل أكثر الطرق ذات الصلة عالميًا للوصول إلى هذا الهدف والبعد عن مشاكل المناعة وما يترتب عليها، تجنب النظم الغذائية غير الصحية، ورفع مستويات التمارين المعتدلة، والنوم الكافي، وتقنيات تقليل الإجهاد، لأن كل هذه الطرق حلول للحفاظ على المناعة من أي تأثيرات سلبية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك