يحتفل العالم، اليوم الاثنين (21 يونيو)، بعيد الأب العالمي، ولأن الأب هو أصل كل شيء، فسنعرض فيما يلي نماذج لأشخاص أطلق عليهم لقب الأب، لما قاموا به من جهد من أجل البشرية، حيث نحيا بما تركوه لنا من ثروات علمية ننتفع بها إلى الآن.

• إقليدس أبو الهندسة

قام "إقليدس" بتدريس الرياضيات في مصر في عهد بطليموس الأول، وله كتاب اسمه "العناصر"، وهو واحد من أكثر الأعمال تأثيرا في تاريخ الرياضيات، لقد كان بمثابة الكتاب المدرسي الرئيسي لتدريس الرياضيات حتى أوائل القرن العشرين، لأنه استخلص خلاله مبادئ الهندسة الإقليدية من مجموعة صغيرة من المسلمات.

الكتاب عبارة عن أطروحة رياضية وهندسية، مؤلفة من 13 كتابا، كتبت في الإسكندرية خلال الفترة البطلمية حوالي 300 قبل الميلاد، والأطروحة عبارة عن مجموعة من التعاريف والمسلمات والإنشاءات والأدلة الرياضية للاقتراحات، تغطي جميع الكتب الـ13 الهندسة الإقليدية ونظرية الرقم الأولي.

طُبع كتاب العناصر لأول مرة عام 1482 في البندقية، وهو من أول الأعمال الرياضية التي تمت طباعتها بعد اختراع المطبعة، ولم يتم ابتكار أي نوع آخر من الهندسة منذ عهد "إقليدس" حتى القرن التاسع عشر، حيث يلقب بـ"أبو الهندسة".

• أبقراط أبو الطب

أبقراط طبيب وفيلسوف وكاتب يوناني، عرف بـ"أبو الطب الحديث"، وذلك لاستخدامه أسلوبا منهجيًا تجريبيًا، وافتتح مدرسة للطب في كوس، وطرح نظريته في الطب، والتي كانت مختلفة بشكل جذري عما كان سائدًا في تلك الحقبة، فقد ربط الحالة الصحية للمريض وبين البيئة من خلال تأثيرها على ما يحدث داخل جسم الإنسان.

تم استخدام إرث أبقراط كمرجع رئيسي في جميع أنحاء أوروبا، بالإضافة لاستخدام كتبه كأحد المراجع المهمة خلال فترة الحضارة الإسلامية، كما يُحسب لأبقراط من الناحية الطبية العلمية قيامه بفصل الطب عن الفلسفة وعن الخرافات الدينية السائدة بتلك الفترة، حيث يعتمد في علاجه على الفحص الدقيق للمريض.

وضع أبقراط قانونًا أخلاقيًا قديمًا توجب على الأطباء التقيد فيه، وأصبح هذا القانون يُعرف بـ"قَسَم أبقراط" المُعتمد في كليات الطب بصورته المحدثة، بأن تطلب من خريجي كليات الطب قراءة القَسَم كعهد للتمسك بالقيم الأخلاقية أثناء ممارسة مهنة الطب.

• آدم سميث أبو الاقتصاد الحديث

اشتهر "آدم سميث" في القرن الثامن عشر بكونه فيلسوفا واقتصاديا بارزا، وعرف بمؤلفاته ونظرياته حتى أطلق عليه لقب "أبو الاقتصاد الحديث".

حضر "سميث" محاضرات بجامعة "جلاسجو" وهو في الـ14 من عمره، ثم التحق بكلية "باليول" في جامعة "أوكسفورد" لاحقا، ثم انغمس سنوات في تعليم وإلقاء المحاضرات ونشر البعض منها في كتابه "نظرية المشاعر الأخلاقية" عام 1759.

قادت هذه المحاضرات إلى تأليف كتابه "طبيعة وأسباب ثروات الأمم" عام 1776، الذي اعتبر علامة فارقة بين مؤلفاته، وقد طرح هذا الكتاب العديد من الأفكار الاقتصادية التي لا تزال تستخدم حتى الآن، واطلق عليه لقب "أبو الرأسمالية" بعد هذا الكتاب بالتحديد، حيث ناقش من خلاله التبرعات والأخلاقيات البشرية.