«سنة أولى ».. دراما كوميدى ترصد ظاهرة المراهقين فى السينما وصدمة أحلامهم بين واقعهم وتوقعات الغد - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«سنة أولى ».. دراما كوميدى ترصد ظاهرة المراهقين فى السينما وصدمة أحلامهم بين واقعهم وتوقعات الغد

خالد محمود
نشر في: الجمعة 21 سبتمبر 2018 - 8:25 م | آخر تحديث: الجمعة 21 سبتمبر 2018 - 8:25 م

• اختيار «الجونة» للفيلم للافتتاح تبنٍّ للرسالة.. والعمل يجمع بين المتعة واللغة السينمائية وهى المعادلة التى تبحث عنها مهرجانات عديدة


يبقى للسينما الفرنسية دائما مذاقها الخاص، وافكارها المتميزة التى تصر على التمسك بها فى مواجهة الموجات الهوليوودية المألوفة، وقد طرحت شاشة السينما الفرنسية أخيرا فيلم «سنة أولى» الذى افتتح به مهرجان الجونة السينمائى دورته الثانية فى لمحة مغايرة، حيث إن كثيرا من مهرجانات المنطقة إما تبدأ بفيلم عربى أو فيلم أمريكى، الفيلم سيناريو وإخراج توماس ليلتى، وبطولة فنسنت لاكوست، وليام ليبيجل وميشيل ليروسو ودارينا الجوندى، وهو يقدم لنا أبطاله منذ اللحظة الأولى بإيقاع سريع يعكس فيما بعد ليس فقط الروح الشابة لأحداثه ولكن للقضية التى تهم جيلا بأكمله، وهى الشعرة الصغيرة بين الحلم والطموح من جانب وبين الواقع من جانب آخر، حيث ترصد أحداث العمل فى اطار دراما كوميدية حياة أنطوان الذى يستعد لبداية عامه الدراسى الأول بكلية الطب، ويتقدم للقبول للمرة الثالثة، فى حين يخوض بينجامين المتخرج حديثا فى المدرسة الثانوية محاولته الأولى كذلك، وعندما ينخرطان فى مهامها يدركان سريعا أنها ليست مسألة بسيطة، فقد اصبحا فى بيئة تنافسية شديدة وقاسية قوامها المراجعات والدراسة بدلا من حياة الحفلات التى كانا يتعودان عليها، وأن هناك امورا صعبة، وسيكون على الطالبين التكيف مع واقعها الجديد وإيجاد حل وسط بين اليأس من الحاضر والأمل بالمستقبل.
فى الفيلم يرصد السيناريو الرائع حبكة مشبعة بالإرادة لدى أبطاله حيث يتعين على الطلاب العمل بجد لإيجاد التوازن الصحيح بين الصعوبات الحالية وتوقعات الغد، وتتأصل الصداقة بين الجميع، وهى الصورة التى أجاد طرحها المخرج مصحوبة بموسيقى صاخبة تشبه الثورة التى تتفجر خاصة بوجدان أنطوان وبنيامين.
فى احد اروع مشاهد الفيلم نجد كثيرا من الشباب «٢٣٠٠» المصنفين بدرجاتهم وكأنهم دجاج فى اقفاص، فى حين ينقل الميكروفون تعليمات قبل الامتحان والاستمارة المراد تعبئتها بسرعة، حيث سيتم اختيار 329 طالبا فى السنة الثانية من الطب ــ نظام «الرقم المغلق» الشهير الذى خططت الحكومة الفرنسية الحالية لمراجعته. إنها عملية الاختيار القصوى التى تركز على القدرة على استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات» التى قرر توماس ليلتى تكريس فيلمه الرابع لها حيث قدم من قبل ثلاثة أفلام تتناول الكوميديا ​​المجتمعية المعاصرة حول المجال الطبى.
بنيامين يحاول ان يتبع خطى والده، وهو جراح، ونرى عالم الدروس الخصوصية من الخريجين، والامتحانات الوهمية، بطاقات المراجعة، الطوابير للحصول على مقعد جيد فى الفصل: يكتشف بنيامين مع عدم اكتراث نسبى عالما جديدا ينغمس فيه أنطوان بعمق، ويشارك بالفعل فى المراجعة، يقرر زميلا الدراسة العمل معا، بوتيرة مكثفة بشكل لا يصدق، تعلما الإجابة تلقائيا» وهضم آخر عشر سنوات من الأوراق السابقة فى 15 يوما فقط. وتسير هذه الشراكة بشكل جيد، وبالقطع مع إضفاء لمسة من الكوميديا ونجد بنيامين يتفوق على أنطوان، مما يزعج تماما علاقتهما.. وجدير بالذكر أن عملية الاختيار هى بمثابة انعكاس لعدم المساواة الاجتماعية بين أولئك الذين يكونون مجهزين بأساليب التعلم ومن ليسوا كذلك أيضا بوضع المجتمع فى خدمة المدارس بدلا من العكس. «كما يطرح الفيلم بذكاء تلك القضية الاجتماعية التى تؤثر على بلدان أخرى غير فرنسا أيضا، يقدم توماس ليلتى فيلما لطيفا جدا وبسيطا ومليئا بالحيوية والترفيه على حد سواء، من خلال قصة الصداقة الجميلة وقدم بطلى الفيلم فنسنت لاكوست، وليام ليبيجل اداء حيويا يتسم بالتلقائية كما موضوع الفيلم مناسب للافتتاح كما أكد مدير المهرجان انتشال التميمى، فهو يتحدث عن الشباب وأحلامهم، والطموح الذى يتحقق فى الفيلم ينسجم مع طموح المهرجان الذى يخطو ثانى خطواته هذا العام، فيما قال الناقد السينمائى مجدى الطيب ونحن نشاهد الفيلم معا: افلام المراهقين اصبحت ظاهرة فى السينما العالمية فى الفترة الاخيرة، وتابعت بوصفى عضو فى لجنة مشاهدة مهرجان القاهرة السينمائى عدد كبير من الافلام التى تكرس لهذه الظاهرة وهذا الفيلم ينتمى إلى هذه الظاهرة ولكن يتميز بأنه يتناوله من زاوية جديدة تتعلق بالبحث عن الهوية بشكل مختلف، فالبطل يعانى من الفشل، وكما يحدث فى مصر يلتحق بكلية على غير هواه ويعانى من مشكلات عدة فى مجتمع الجامعة التى يدرس بها لكنه يصر على ان يحقق ذاته ويستعيد نفسه، وهو ما يضفى على الظاهرة بعدا جديدا ويتطرق اليها من مدخل مختلف، وهو ما يضفى عليه اهمية فى هذا الخصوص ويجعله مختلفا عن الافلام التى غالبا ما تتناول الظاهرة من زاوية البلطجة وتعاطى المخدرات ومظاهر المراهقة التى تدور فى اغلبها افلام تلك النوعية، ولا شك ان مهرجان الجونة باختياره لهذا الفيلم يتبنى الرسالة ويقدم فيلما يجمع بين المتعة واللغة السينمائية وهى المعادلة التى تبحث عنها مهرجانات عديدة لأن اختيار فيلم الافتتاح بموضوعه وجاذبيته يمثل مشكلة فى الغالب، وهى المشكلة التى تغلب عليها مهرجان الجونة فى رأيى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك