تطبيق اقرأ لي يتيح قهوة وآيس كريم لبسمة العوفي ككتاب صوتي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:18 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تطبيق اقرأ لي يتيح قهوة وآيس كريم لبسمة العوفي ككتاب صوتي

شيماء شناوي
نشر في: الخميس 21 أكتوبر 2021 - 2:15 م | آخر تحديث: الخميس 21 أكتوبر 2021 - 2:15 م

أتاح موقع «اقرأ لي» للكتاب المسموع، المجموعة القصصية «قهوة وآيس كريم» للقاصة والكاتبة الصحفية بسمة العوفي، والصادرة عن دار الشروق؛ كملف صوتي يمكن الاستماع إليه كاملًا من خلال تحميل تطبيق «اقرأ لي».

و«يد خفية، والمشتاق، وتفاحة فاسدة، وذهب عتيق، والقاتِل، وقهوة وآيس كريم، والخروج من عباءة العالم، والمشي على الماء، وبيتزا على روح الساحرة، والأمير الكبير، وسلم إلى السماء، زشجرة القطط الذهبية»، بلغة عذبة، ومفردات أنيقة، وخيال يحمل القارئ فوق أجنحة الأساطير، ووعى يرصد الواقع وينقش مأساته فى الأذهان بنصل السكين.

وتأتي نصوص المجموعة القصصية «قهوة وآيس كريم»، للكاتبة الصحفية والقاصة بسمة العوفي، والصادرة عن دار الشروق، عبر ثلاث عشرة قصة قصيرة ونوفيلا، تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن، وحكايات تتأرجح بين الفانتازيا والواقع والأساطير؛ فتارة ترصد الواقع العربى المعاش فى ظل الحروب والدمار، وتارة تأخذه حيث تسكن ربة القمر «إيزيس» أم الطبيعة، سيدة العرش المُبصرة الكاهنة البديعة، صاحبة القلب الوضّاء، ومنشأ الحب وأصل الوفاء.

وبين رسائل الجدات القديمة التى كانت تحفظها فى صناديق عتيقة داخل خزانة ملابسهن، مصحوبة بصور وخطابات غرامية وذكريات لأيام كانوا عشاقًا، ورسائل أخرى نتلقاها صدفة فى زجاجة آتية من عمق المحيط بها رسالها حملتها الأمواج، ربما يكون صاحبها قد غرق، وربما يكون في انتظار المساعدة، تتأرجح النصوص السردية، لـ«قهوة وآيس كريم» فى تلك المساحة الفارغة بين الحلم والواقع.

وتطرقت بسمة العوفي في قصة «تفاحة فاسدة»، إلى قضية التنمر والعنصرية التى يعانى منها أغلب سكان العالم على اختلاف ألوانهم وجنسياتهم، من خلال قصة طفلة سمراء، ينبذها من حولها وعلى رأسهم أفراد عائلتها بسبب لون بشرتها شديد الاسمرار وعيناها الواسعتين، فالجدة تلقبها بـ«العفريتة السمراء»، والأم تذكرها أنه لا أمل لها بالزواج طالما أن يديها كبيرتان فلن تجد من يضع فيها خاتم زواج، تبحث عن الحب فلا تجد، تكمل تعليمها وتعمل بالإرشاد السياحي، وهناك وفى عتمة صحراء الأهرامات تتعرض للتحرش ثم الابتزاز والسرقة ثم للضرب والبصق فى وجهها مصحوبًا بعبارة «سوداء حقيرة».. لينتزع ذلك الموقف صبر صدرها، وتقرر أن تفجر الأهرامات، ولكن قبل تلك اللحظة تقرر أن تروى للعالم قصتها والتعامل معها كتفاحة فاسدة، وتسأله لماذا لم يحبنى أحد؟ لماذا لم يرحمني العالم؟.

وفي قصتها بعنوان: «المشى على الماء»، والتي أختيرت ضمن القائمة القصيرة لأفضل قصة قصيرة عن مؤسسة «آنا ــ ليندا» إسبانيا 2015.

تتطرق إلى جحيم الحرب بين مؤيد ومدبر ومبرر وقتلى ومقتولين لم يشاركوا فى قرار الحرب، وأصبح اصطيادهم أشبه برياضة صيد البط، تنهمر عليهم الطلقات والمقذوفات وتلتهمهم النيران أينما كانو.

وفي القصة التي توضح وجة نظر الإنسان الرافض لكل ذلك لكنه لا يملك حيلة لوقفه، تلجأ المؤلفة إلى الأساطير القديمة المتوارثة، إذ تختار البطلة أن تصنع لزوجها المذعور من أصوات المفرقعات، «عروسة ورقية» كتلك التى كانت أمها تصنعها لطرد الشرور، بعدما تقوم بشك العروس ومع كل شكة دبوس تذكر اسم حاقد أو حاسد، لكنها هنا تذكر أسماء السياسيين والقتلة ومن دقوا طبول الحروب ورقصوا حول نيرانها، وتنظر إلى العروس التى تآكلت من كثرة الشكشكة قبل أن تشعل فيها النار وتقول: كلهم يحترقون بما فعلوه.

ويبقى شبح الموت وفقدان الأوطان، خيط رئيسي يربط نصوص المجموعة القصصية، فلدى بسمة العوفي، كل الأوجاع مقارنة بفقدان الوطن والذكريات بلا قيمة، كل المشاكل تافهة وحقيرة، أن الوطن أقيم من حدود جغرافية يتنازعون عليها، كيف نعيش فى عالم نحن فيه عرايا بلا وطن بلا أرض بلا ظهر، أغراب تائهون فى متسع العالم، لا تختفى ذكرياتنا كالبالون في السماء، ولكنها تتسرب وتقوى وتتصلب كالصخر فى قاع البحر حسبما كتبت.

أما الموت فقصصة تختلف كاختلاف البشر، وبين متأمل ومتمرد ومنتظر الخلاص، تأتى حكاياته ومراسمه وأوجاعه وربما يأتى أحيانًا بفرحة تحتاج إلى احتفال، كما حدث مع قصة «بيتزا على روح الساحرة»، إذ تجد نفسك أمام نص لا يصور الموت بالكوابيس والرعب، رحيل لا نحيب فيه ولا دموع، بل يصوره كخلاص. «لم أكن وحدى من فرح بموتها، كانت الأرض تحتفل معي».

واستوحت «العوفي» اسم قصتها الأمير، من القصة العالمية «الأمير الصغير»، لأنطون دى سانت أكزبيرى، والتى تحكى عن طيار سقطت طائرته فى منطقة جبلية، والتقى هناك بأمير صغير طلب منه أن يرسم له خروفًا، ثم حكى الأمير عن مغامراته فى كواكب عديدها زارها. لكنها هنا تحكى عن فتاة فى العاشرة من العمر، ذات وجه نحيف متورد، وأنف دقيق وشفتين صُبغت بلون الفراولة، وعينين زرقاوين صافيتين، نظرتهما لامعة كالبرق، وفوق وجهها تاج ذهبى رفيع، تتوسطه لؤلؤة خضراء، ترتدى فستانا أبيض لا نهاية لطوله كشعرها المنساب فوقه. أميرة تخرج من وسط صحراء قاحلة وسط عاصفة ثلجية، لتطلب من رجل أن يصنع لها فيلمًا، تستطيع من خلاله أن تسترد عالمها الذى لوثته دون قصد، ويبقى السؤال كيف عرفت هى أنه صانع أفلام؟، وهل ما تطلبه مجرد طلب أم أمر يتوقف عليه حياة رفقائه التائهين فى تلك الصحراء التى جاءوها للتسلق وقضاء وقت ممتع والتقاط الصور مع الثلوج التى تزور بلادهم لأول مرة.

بتجربتها وقاموسها الخاص، بقدرتها على التعبير عن تفاصيل المشاعر والأحاسيس، وبراعتها فى رصد تلك المساحة الفارغة بين الحلم والواقع، تطرز بسمة العوفى قصص هذه المجموعة الثلاث عشرة؛ كل واحدة منها بمذاق مختلف و«وصفة» فنية فريدة تتحدى بها رجفات الإحساس بالوحدة والخوف، سلاحا تواجه به العزلة والاغتراب، وتحكى بعمق عن لحظات الحب القصيرة، بحساسية عالية تجعلها قادرة على استدعاء الأصوات والصور والألوان وتمزجها فى لوحات قصصية بديعة.

جدير بالذكر أن تطبيق «اقرأ لي» يقدم مجموعة ضخمة من الكتب الصوتية في شتى المجالات الأدبية والفكرية، تُقرأ من خلال مجموعة من المذيعين الشباب المحترفين، وباستخدام تكنولوجيا المؤثرات الصوتية التي تمنح النص المكتوب حالة من الحياة والحيوية والمتعة.

وكانت «دار الشروق» وقعت اتفاقية تعاون مع مؤسسة «اقرأ لي» للكتب المسموعة، بهدف تحويل الكتاب الورقي إلى مادة صوتية يستطيع الجمهور تلقيها والاستماع إليها في أي وقت، من خلال تحميل التطبيق على الهاتف المحمول.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك