محمد رضا يكتب: يوسف شريف الذى أعرفه - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد رضا يكتب: يوسف شريف الذى أعرفه

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي
نشر في: الخميس 21 نوفمبر 2019 - 7:09 م | آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2019 - 7:09 م

تعرفتُ على يوسف شريف رزق الله في مطلع السبعينيات. كنت في أول زيارة لي للقاهرة. شابٌّ صغيرٌ يريد أن يلتقي بكل من يحب السينما مثله. لم أكن عرفته أو قرأت له حرفًا لكنني حين التقينا أدركت أن هذا الشاب الأقصر قامة بدنيًا من أترابه من نقاد السينما المصريين (ربما باستثناء المرحوم فتحي فرج) هو من بين أطولهم علمًا وثقافةً.

في ذلك الحين كان ناشطًا في «نادي السينما» وفي نشرتها. كان النادي مركز ثقل لحركة ثقافة سينمائية كبيرة في القاهرة شارك فيها كل المذكورين أعلاه بالإضافة إلى أمير العمري وفتحي فرج وأحمد رأفت بهجت وأحمد الحضري وحسن عبدالمنعم وأحمد عبدالعال وآخرين (بعضهم رحل والباقي ما زال معنا). كانت القاهرة، بأسرها، عاصمة للسينما العربية بشقيها التجاريّ والبديل ويوسف شريف كان، بصمت دؤوب، أحد أبرز أركانها.

قارئ هذه الكلمات يعرف يوسف جيدًا وأثره في الحركة السنيمائية بلا ريب. يعرف كذلك خلقه وشخصيته وثقافته الواسعة. تلك الثقافة جعلتنا، أنا وهو والمرحوم محمد خان، ثلاثيًا من الهواة الذين يتبارون في طرح الأسئلة اللغزيّة على بعضهم البعض وحسبان الإجابات الصحيحة. الفائز هو من يعرف في تاريخ السينما أكثر من سواه: “مَن أول مخرج أقدم على تحقيق فيلم كليوباترا في السينما الأميركية؟”، «ما الدور الذي رفضه جورج رافت وقبل به همفري بوغارت فجعله نجماً؟”، “عدد خمسة أفلام وسترن أخرجها انطوني مان”.

أيامها لم يكن هناك كومبيوتر يرجع المرء له سرًّا. وحتى من بعد اختراع الكومبيوتر والهواتف النقالة اعتمد كلٌّ منا على أسئلة حاضرة ومزيج من الذكريات والذاكرة. أذكر أنني التقيتُ به في المغرب ذات مرّة (خلال مهرجان سينمائيّ). ركبنا حافلة المهرجان في رحلة من حوالي ساعة لم نتوقف خلالها عن طرح الاسئلة والرد عليها. كنا نلعب كما الأولاد الصغار.

كان بلغ السادسة والسبعين من العمر عندما بدأ يعاني من تردي صحته قبل الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة. 76 سنة هي سنوات كثيرة على كل من يركض في الحياة سعيًا وراء عمل يحبه ويتمنى البقاء فيه للأبد. على منصة الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة تم الاحتفاء بسنوات خدمته، بدا واهنًا لكنه ذهنه كان نشطًا ولم يتوقف عن العمل حتى أيام قبل يوم رحيله في الثاني عشر من هذا الشهر.

لا يفوتني أن رحيله بعد أربع سنوات وبضعة أيام من رحيل صديقنا المخرج محمد خان.

أتمنى أن يكون سعيدًا في مثواه كما كان سعيدًا في حياته. كم أتمنى ذلك لكلّ إنسان شريف ومخلص ودؤوب في عمله كما كان هو.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك