فيلم عن حياة الصحفي البريطاني الذي فضح ستالين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:10 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيلم عن حياة الصحفي البريطاني الذي فضح ستالين


نشر في: الجمعة 22 فبراير 2019 - 4:20 ص | آخر تحديث: الجمعة 22 فبراير 2019 - 4:20 ص

لم تبدأ الأخبار المزيفة مع حقبة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب فحسب، بل نجد أصداءها تعود لعام 1933 عندما كشف الصحفي الويلزي غاريث جونز عن المجاعة التي أحدثها ستالين نتيجة سياساته الزراعية وأسفرت عن موت عشرة ملايين نسمة. حينها اتُهم جونز بالتلفيق وجاءت الاتهامات ممن تعمدوا إخفاء الحقيقة.

وفي وقت لاحق، تأثر الكاتب الإنجليزي المعروف جورج أورويل بهذا الأمر في روايته "مزرعة الحيوانات"، كما نجد الكثير من عبارات أورويل الشهيرة - مثل "كل الحيوانات سواسية، ولكن بعضهم متساو أكثر من البعض" - تتردد في الفيلم بين حين وآخر.

وقد كان أداء جيمس نورتون - أحد أبطال حلقات مسلسل "ماكمافيا" - رائعا في تجسيده لشخصية الصحفي غارث جونز، الذي حالف الحظ في سبقه الصحفي، إذ ذاع صيته بعد أن وجد نفسه على متن طائرة مع أدولف هتلر وتمكن من إجراء مقابلة حصرية معه.

وفي الفيلم، الذي أخرجته البولندية أنييشكا هولاند، يتجه جونز إلى موسكو بزعم السعي لإجراء مقابلة مع جوزيف ستالين أسوة بما فعله مع هتلر، لكنه في الحقيقة يسير وراء حاسته الصحفية ويتسلل إلى أوكرانيا التي يُحظر على الصحفيين دخولها. وفي وقت لاحق، يكتب جونز عن صدمته إزاء ما رآه من آثار المجاعة ويقول: "الجميع يصرخون بسبب عدم وجود خبز، والموت مصيرهم!"

ورغم أن الفيلم من إنتاج بولندي، فإنه يضم ثلاثة ممثلين معروفين في هوليوود هم جيمس نورتون وفينيسا كيربي في دور الصحفية إيدا بروكس، وبيتر سارسغارد في دور وولتر دورانتي، رئيس تحرير مكتب موسكو لصحيفة نيويورك تايمز.

أخرجت أنييشكا هولاند الفيلم، الذي تصل مدته إلى 141 دقيقة، وسبق لها وأن رُشحت لجائزة الأوسكار عن فيلم "أوروبا أوروبا" عام 1990 وتلقت إشادة كبيرة مؤخرا لإسهامها بحلقات ضمن مسلسل "ذا واير".

وطوال أحداث الفيلم، يُمثل غاريث جونز أفضل ما في مهنة الصحافة، بينما يمثل وولتر دورانتي الأسوأ - وهو ما أبدع سارسغارد في تمثيله حتى جعل الشخصية مثيرة أكثر من البطل جونز نفسه.

وقد اتهم دورانتي جونز بتلفيق شهادة شهود العيان، رغم أن التاريخ يشير إلى أن دورانتي نفسه كان يعرف حجم هذه المجاعة، لكنه كان مقربا من النظام السوفيتي ويرجح آخرون أنه قد تعرض لضغوط.

ويلقي الفيلم الضوء على الضبابية الأخلاقية لمن يمسكون بمقاليد السلطة من خلال اللون الرمادي السائد وأرضية لندن الموحلة حيث البؤس والتقشف ورجال طاعنون في السن يحكمون ويتهامسون في الظلام، فضلا عن المباني السوفيتية الكئيبة.

ولا تسطع الأضواء إلا في حفل ماجن يشعر فيه جونز بضيق شديد عندما يحييه بيتر سارسغارد وهو عاريا، وربما شعر بضيق أكبر بسبب مآل الصحفيين حين يسعون جاهدين لتناسي من يدفع لهم.

ويبدو غاريث جونز نقيا لدرجة تجعلك تشعر بأنه ليس إنسانا من لحم ودم. ولا يحتاج المشاهد لإشارات كثيرة لكي يُدرك ما ينبغي أن تكون عليه المثل العليا للصحافة اليوم. وقد ضحك الصحفيون ببرلين حين تحدث نورتون بلسان جونز قائلا إنه يتعين على الصحفيين تتبع الحقائق "وليس الانحياز لجانب أو آخر".

لكن حين يتم إنكار حكايات لشهود عيان على حدوث مجاعة كتلك، يفكر المرء في الصخب الذي كان سيحدثه أمر كهذا على تويتر والجدل العارم الذي كان سيثيره تقرير جونز لو ورد في وقتنا الحالي.

وتعكس هولاند الرغبة المستميتة في تصديق ستالين؛ فكثير من المفكرين كانوا يرغبون بشدة في أن يكون ستالين ترياقا مضادا لهتلر، وبالتالي لم يكونوا مستعدين لتصديق أن سياساته تسببت في كل تلك الأهوال.

ويستشهد الفيلم بجملة جورج أورويل "ليس من أمل إذا"، مقرا بمصداقية ما أورده جونز عن تلك المجاعة. لكن يظل الأمل باقيا طالما بقي في عالمنا أشخاص مثل غاريث جونز يجوبون البقاع بدراجاتهم كاشفين الحقيقة للعالم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك