نجحت الفطريات القاتلة على مدار النصف قرن الماضي، في القضاء على أعداد كبيرة من الضفادع والسمندل حول العالم، وهو ما أدى إلى انقراض ما لا يقل عن 500 نوع من البرمائيات، مما يجعل هذه الفطريات سببًا في تدمير العالم من الناحية البيولوجية.
وسلطات دراسة حديثة الضوء، على انخفاض البرمائيات، واتضح أن فقدانها تسبب في خسائر فادحة في أنواع الثعابين التي تتغذى على الضفادع.
ووفقا للنتائج التي نشرت في مجلة ساينس العلمية، فإنه ابتداءً من عام 2004، انخفض العدد الأجمالي والتنوع في الثعابين بشكل كبير.
وأوضح إليز زيبكين، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الأحياء الكمي في جامعة ولاية ميشيجان الأمريكية، أن ما لا يقل عن 12 نوعًا من الأفاعي اختفى في بنما التي تقع بأمريكا الجنوبية فقط، وهذا بالطبع سيكون له تأثير على البيئة وشبكة التغذية بشكل عام.
وتقول جوليان راي، مؤلفة مشاركة وأستاذ مساعد بجامعة نيفادا في رينو، إن اختفاء هذا الكم من الثعابين والبرمائيات يؤثر بشكل سلبي على الطيور والثدييات، ومع الوقت سينتقل هذا التأثير إلى الإنسان- وفقًا لـ" national geographic".
وأوضحت كيلي زاموديو، أستاذة علم البيئة ومنسقة علم الأعشاب في جامعة كورنيل، أنه على مدار أكثر من 13 عامًا لوحظ انخفاض أعداد الثعابين في بنما، حيث كانت 30 نوعًا مختلفًا ولكن بعد الغزو الفطري تم رصد 21 نوعًا فقط وبكميات قليلة عن السابق.
وأضافت أنه في عام 2005، جمعت الحديقة الوطنية البنمية بالتعاون مع علماء من جامعة جامعة ماريلاند، بيانات عن الأطعمة التي تتناولها مختلف أنواع الثعابين المنتشرة بها بعد تأثر البرمائيات بالفطريات القاتلة المعروفة باسم Batrachochytrium dendrobatidis.
وكشفت النتائج حينها أن بعض أنواع الثعابين مثل "مصاصة أرجوس الحلزونية" التي تتميز بالرأس الحاد والعيون الواسعة، أصبحت تنغذى على بيض القواقع بدلًا من القواقع ذاتها.
وأوضحت أن الفطريات تسببت في موت الكثير من الضفادع وتراكم أجسادهم ومع السنوات قلت البرمائيات بنسبة 75% في بنما وانقرضت أنواعًا ضخمة منها في الحديقة الوطنية فقط.
وأشارت إلى أن فقدان البرمائيات وتأثير ذلك على الثعابين يؤدي إلى تحرك سلبي في السلسلة الغذائية وهذا أدى إلى نمو عدد كبير من الطحالب التي سيظهر تأثيرها في السنوات المقبلة على نسبة نقاء الماء.