في مناجم فحم باكستان.. الاستعباد للأطفال الأيتام والانتهاكات لبقية العمال - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في مناجم فحم باكستان.. الاستعباد للأطفال الأيتام والانتهاكات لبقية العمال

أدهم السيد
نشر في: السبت 22 فبراير 2020 - 1:07 م | آخر تحديث: السبت 22 فبراير 2020 - 1:07 م

يعمل كثير من المراهقين الأيتام فى مناجم أشبه بالجحيم في بلوشستان ليجلبوا أطنان الفحم الذى يدر الأموال الطائلة في جيوب رجال الأعمال الأغنياء.

صحيفة الجارديان البريطانية، يتعرض جميع عمال 5 مناجم فى بلوشستان لتفجيرات المناجم وانهيارات جدرانها إلى جانب التسمم بالغثيان والإغماء تعبا.

ويقول لقمان شاكر الذي بدأ عمله منذ كان 15 عاما إن 20 شخصا عرفهم بالعمل لقوا مصرعهم بظروف مختلفة مضيفا إن إخراج جثة أحدهم من تحت إنهيار جدار مثلا يستغرق يوما فأكثر موضحا إنه لا يوجد أمان تماما بالعمل.

وبينما يمسح الغبار عن وجهه الذي يكسوه الغبار، يقول شاكر إنه عندما يتم انتشال جثة أحد العمال فإنها تكون محطمة لدرجة تحول دون التعرف على وجهه، مضيفا: "كل مرة أنزل فيها المنجم أضع فى ذهني إنى قد لا أخرج ثانية".

وخلال 10 سنين من عمله لم ير شاكر الشمس إذ يعمل تحت الأرض من الفجر للمغرب ويقضى يوم إجازته نائما، قائلا إن الفقر والأمية جعلا الفرص الأخرى أمامه والعديد من أمثاله محدودة ليكونوا بالنهاية عمال مناجم.

وجرى اكتشاف الفحم الحجري بإقليم بلوشستان الباكستانى في خمسينيات القرن التاسع عشر على يد البريطانيين والذين بنوا خط سكك حديد بجبال بولان من نقل الفحم.

وبعد تطور الصناعة، بات هناك في بلوشستان، 5 مناجم وهي: ماك وشوراج ودوكى وشارمالانج وكويتا ليصل احتياطي باكستان من الفحم 2.2 مليار طن فحم حجرى تنتج منها يوميا 15 طنا بقيمة 70 جنيه إسترلينى للطن.

وتحصل إدارة الولاية علي أكثر من نصف جنيه علي الطن وأما الحكومة الفدرالية فتحصل علي جنيهين للطن مع العلم بأنه يتم إنتاج 15 ألف طن يوميا للمناجم الخاصة في بلوشستان.

ويحتاج استخراج الفحم، إلى عدد كبير من العمال فبمنجم ماك وحده يوجد نحو 20 أبلف عامل.

ورصدت الصحيفة خلال زيارتها للمناجم الباكستانية انتشارا لعمالة الأطفال الذين يفرزون الفحم عن بعضه ويرفعون قطع الحديد وحمولات الفحم المنتجة.

ويأكد الباحث الباكستانى بقضايا المناجم آصف كامبرانى أن معظم الأطفال العاملين بالمناجم هم من الأيتام.

وبيّن العمال تحدثت الصحيفة، إلى طفلين هم نور مارى وجول مارى 15 و9 سنوات اللذان يتقاضيان من ما قيمته تتراوح بين جنيه وجنيهين إسترليني فى اليوم، إذ يقول نور إن والده توفى بحادث سير فإضطر للعمل بالمنجم لعدم قدرة أحد أفراد أسرته علي توفير المال.

ويضيف نور أنه "لحسن الحظ إن أحد أقربائه الأكبر سنا يعمل بنفس المنجم وإلا كان سيتعرض للتحرش الجنسى الذى يكون ضحيته الكثير من الأطفال العاملين بالمنجم وليس لديهم من يسأل عنهم".

ورصدت الصحيفة عدم التزام المناجم بالقانون الباكستاني الذي يلزم كل منجم لديه أكثر من 100 عامل بأن يحتوى على مطعم صغير وحمام وغرفة إسعافات أولية. فى منجم ماك مثلا يبيت كل 10 عمال بحجرة ضيقة ولا توجد مياه شرب ولا كهرباء ولا حمامات نظيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن "معظم العمال قادمون من خارج إقليم بلوشستان وغير مسجلين كعمال لذلك يسهل عدم احترام حقوقهم الأساسية داخل المناجم".

ويقول الباحث كامبراني إن ملاك المناجم لا يهتمون بتسجيل العمال لديهم لعدم توفير أى خدمات ومرافق لهم ما سيقلل من الربحية لمالك المنجم الذى فى الأغلب سيكون شخصية سياسية مرموقة أو زعيما قبليا بارزا.

وأضاف أن وجود العديد من ملاك المناجم بمناصب حكومية كبيرة يحول دون اتخاذ أى إجراء قانوني ضد المناجم المنتهكة لحقوق عامليها وعلى رأس أولئك الأشخاص جام كمال خان والي بلوشستان ومالك أحد تلك المناجم.

وبحسب اتحاد عمال المناجم الباكستانى فإن بين 100 و200 عامل مناجم لقي مصرعه سنويا كان آخر تلك الحوادث مصرع 4 عمال بمنجم دوكى بسبب انهيار أرضى.

ويخشى الكثير من عمال المناجم الباكستانيين الإصابة بداء نوموكوميوسز الشهير لدي عمال المناجم جراء استنشاق الغبار الكثيف بشكل يومي.

ويقول باكث نزير 55 عاما الذى يعمل منذ 30 سنة، إنه فقد 3 أقرباء له بينهم ابنه توفوا في حوادث مناجم، مضيفا أن أكثر ما يخشاه أن لا تنال أسرته تعويضا إذا مات في حادث مثلهم.

وبموجب القانون الباكستانى، يلتزم المنجم بدفع 1000 جنيه إسترليني كتعويض لأسرة كل متوفى من العمال، وتدفع الحكومة أيضا 2500 جنيه إسترليني تعويضا لنفس الأسرة.

غير أن تلك التعويضات مكفولة للباكستانيين فقط، في الوقت نفسه لا تصرف للعمال الأفغان الذين يشكلون نصف عمال المناجم.

وذكرت الصحيفة أن ملاك المناجم تهربوا من تعويض أى أسرة فقدت عائلها بالعمل بينما تشتكى كثير من أسر المتوفين من عدم وصول أي تعويض لا حكومي ولا من أصحاب المناجم إليهم.

وقال أحد العمال رفض ذكر اسمه إن إدارة المنجم لا توفر أجهزة التنفس اللازمة أثناء العمل بسبب غلائها ما أدى لحدوث كوارث.

وأضاف العامل أن عدم تدريب العمال علي حالات الطوارئ سبب كوارث أخرى منها ما حدث أغسطس الماضي، حينما وقع حريق كبير بأحد المناجم فقام العمال غير المدربين برفع درجة المراوح الأمر الذي تسبب في زيادة اشتعال النيران ليسفر عن ذلك مقتل شخصين وتعرض 8 آخرين لتشوهات.

وأشارت الصحيفة إلى أن جولتها في منجم شوراج تمت بعد أيام من حادثة مروعة حين تقطعت حبال أحد مصاعد المنجم ما أدى لمصرع العاملين الأفغان فايز محمد وسمى الله جراء سقوطهما على عمق 100 قدما داخل المنجم.

ويصف الأفغانى غلام رازا، مشهد انهيار أحد الجدران علي عامل زميله والذى توفى بالحال، قائلا: "لم يأت أحد من الخارج لإنقاذه ولم تأت سيارة إسعاف حتى".

وقال للصحيفة: "لولا الديون الكبيرة المثقل بها لما بقيت هنا ساعة واحدة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك