كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة الديمقراطية الاجتماعية في تركيا "سوديف" نشرت اليوم الجمعة، أن ما يقرب من نصف الشباب المؤيد لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يرغبون في العيش في الخارج بعد 18 عامًا من حكم الحزب للبلاد.
وأوضح الاستطلاع الذى تم إجراؤه خلال شهر مايو الحالي أن حوالي 47.3 % من الناخبين الشباب من مؤيدي حزب العدالة والتنمية و 68.6% من أنصار الشباب من حزب الحركة القومية اليميني الشريك في ائتلاف "الشعب" الحاكم ، قالوا إنهم يرغبون في العيش خارج تركيا، وإجمالا، قال 62.5 % من المشاركين إنهم يرغبون في العيش في الخارج، بحسب صحيفة "سوزجو" التركية.
ويظهر استطلاع "سوديف" أن جميع شرائح الشباب في تركيا يكافحون من أجل إيجاد أسباب العيش في ظل اقتصاد البلاد الذي يكافح منذ عام 2018، ويبحثون عن الحقوق والحريات التي أصيبت بالشلل الشديد في ظل حكم حزب أردوغان، وفقا للصحيفة التركية.
وكان نحو 61.7 % من المشاركين في الاستطلاع من الطلاب و19 % من العاملين، أما باقى المشاركين فهم عاطلون عن العمل.
وأوضح الاستطلاع أن الشباب الأتراك الذين يريدون الاستقرار في الخارج ذكروا أن دوافعهم هي مستقبلهم المهني وفرص تعليمية أفضل في الخارج، بالإضافة إلى الهروب من التقييد الكبير للحريات داخل البلاد.
وشهدت تركيا مغادرة البلاد عشرات الآلاف من الأشخاص المؤهلين تأهيلاً عالياً خلال السنوات الأخيرة حيث شهد البلاد احتجاجات عامة مناهضة للحكومة في عام 2013، وانقلاباً عسكرياً فاشلاً في عام 2016، وحالة طوارئ لمدة عامين وحملة قمع واسعة النطاق في أعقاب محاولة الانقلاب.
كما اقتصر الوضع الاقتصادي المزدهر علي السنوات الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية، وفي عام 2019 تراجع دخل الفرد إلى 9,127 دولار، بعد أن سجل 12,480 دولار في عام 2012-2013.
وعلى الرغم من تكثيف أردوغان جهوده لعكس اتجاه هجرة الأدمغة خارج البلاد، حيث أطلقت الحكومة برنامجًا جديدًا للمنح الدراسية لجذب الأكاديميين إلى تركيا، إلا أن البلاد شهدت زيادة بنسبة 20 % في عدد الأشخاص الذين انتقلوا إلى الخارج في عام 2018 مقارنة بالعام السابق، حيث غادر البلاد ما مجموعه 137 ألف شخص، وفقا لبيانات الرئاسة التركية.