تعتزم الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاقية الموقعة بين دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" ودول حلف وارسو السابق بشأن الرقابة الجوية العسكرية المتبادلة.

أعلنت ذلك اليوم الخميس دوائر من البيت الأبيض.

وتسمح الاتفاقية التي أطلق عليها "السماوات المفتوحة" للدول الأربع والثلاثين الموقعة عليها ومنها الولايات المتحدة وروسيا بالقيام بعدة طلعات مراقبة سنويا في أجواء الدول الأخرى المشاركة في الاتفاقية.

وقالت وزارة الدفاع الألمانية إن هذه الطلعات تسهم في "الرقابة على التسلح وبناء الثقة في أوقات التأزم الأمني والسياسي".

ويشارك في جميع هذه الطلعات ممثلون عن الدولة التي تقوم بالرقابة والأخرى التي تمارس عليها الرقابة.

وانتقدت الإدارة الأمريكية مؤخرا انتهاك روسيا للاتفاقية لأنها لا تسمح مثلا بطلعات فوق مدينة كاليننجراد الروسية.

ويقول الخبراء إن هذه الطلعات قلت أهميتها بالنسبة للجيش الأمريكي بفضل الرقابة عبر الأقمار الاصطناعية الحديثة.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت في عام 2016 إن هذه الطلعات تقدم عبر "السماوات المفتوحة معلومات قيمة خاصة لحلفائنا وشركائنا الذين لا يملكون تقنيات مراقبة حديثة مثل الولايات المتحدة".

وسوف يبلغ ترامب روسيا بالانسحاب الأمريكي يوم غد الجمعة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، وستسري الخطوة في غضون ستة أشهر,

وقال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان "الرئيس ترامب أوضح أن الولايات المتحدة لن تبقى طرفا في الاتفاقيات الدولية التي تنتهكها الأطراف الأخرى ولم تعد في صالح أمريكا".

وأضاف: "نتطلع إلى التفاوض مع كل من روسيا والصين بشأن إطار جديد للحد من التسلح يتجاوز أوضاع الحرب الباردة في الماضي ويساعد في الحفاظ على سلامة العالم بأسره".

ولكن مسؤولا روسيا رد بقوله إن بلاده تعتبر انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة السماوات المفتوحة ذريعة "لا أساس لها" لأن روسيا لم تنتهك الاتفاقية.

وقال مدير إدارة مراقبة التسلح بوزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "تاس" إن "هذا لا أساس له على الإطلاق".

قال يرماكوف "ليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها الولايات المتحدة عرض الأمور كما لو أن روسيا تنتهك شيئا كذريعة للانسحاب من الاتفاقات بشأن الحد من التسلح".

وقبل عامين، بدأت الولايات المتحدة انسحابها من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى الثنائية، وهي معاهدة أُبرمت إبان الحرب الباردة وتحظر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بدعوى أن روسيا انتهكتها من خلال إنتاج صاروخ قادر للانطلاق ضمن المدى المحظور. ونفت روسيا هذا الزعم.

وسحب ترامب الولايات المتحدة من عدة اتفاقيات دولية، بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس بشأن المناخ.