انتشرت صناديق "الملاذ الآمن للأطفال" أو كما تعرف بـ"بيبي بوكس"، في عدة ولايات أمريكية، بعد نحو 5 سنوات من ظهورها للمرة الأولى في ولاية "إنديانا"؛ لحماية الرضع من الموت بصناديق القمامة والغابات بعد تخلى الأمهات عنهم.

وبحسب صحيفة "إنديأنابوليس ستار" الهندية اليومية، فإن "بيبي بوكس" عبارة عن صندوق يوضع في الحوائط الخارجية للمستشفيات ومحطات الإطفاء، ويتم تجهيزه لاستقبال الرضع منذ الولادة، وما على الأم التي لا ترغب في طفلها فعله، هو وضعه داخل الصندوق وتركه دون خوف من المقاضاة أو العقاب.

وبمجرد فتح الأم للصندوق، يصدر إنذار صامت لتنبيه القائمين على الرعاية من المستشفيات ومراكز الطوارئ، وبعد وضع الطفل داخل الصندوق الآمن، يصدر إنذار ثاني ويتم إغلاق الباب تلقائيًا، لحماية الرضيع من الخطف أو السقوط، ثم تشغيل جهاز تنظيم درجة الحرارة، وخلال دقائق يتم أخذ الطفل من الصندوق لفحصه طبيًا.

وتعمل هذه الصناديق بناءً على قانون الملاذ الآمن، الذي يسمح للأمهات بتسليم الرضع إلى أقسام الإطفاء أو المستشفيات أو مراكز خدمات الطوارئ الطبية، قبل بلوغهم 30 يومًا، مع شرط عدم وجود علامات على جسم الطفل تكشف عن سوء المعاملة أو الإهمال المتعمد.

وتعود فكرة "بيبي بوكس" إلى مونيكا كيلسي، التي أسست شركة "صناديق الملاذ الآمن" عام 2016، بالتعاون مع المستشفيات ومحطات الإطفاء وإدارة خدمات الأطفال، بعد أن اكتشف أن والدتها تخلت عنها بعد الولادة مباشرة وعاشت وسط أسرة ثانية بعد عرضها للتبني.

وأكدت أن المشروع يعتبر وسيلة لإنقاذ الأطفال وحماية الأم في نفس الوقت، لأنه يضمن السرية التامة للأم؛ حيث إنه لا يوجد كاميرا أمام "بيبي بوكس" لكشف هوية السيدات، كما أنه ليس جريمة، بل يعتبر خطوة لتوفير رعاية صحية واجتماعية للأطفال.

ويظل الرضيع في "صندوق الملاذ الآمن" لعدة دقائق فقط، وهو الوقت الذي يستغرقه المسؤولون للقدوم من المستشفيات، وبمجرد حصولهم على الطفل، يتم تقييمه طبيًا، وإذا كان بصحة جيدة، تتولى إدارة خدمات الأطفال الحكومية حضانته حتى تجد متبني مناسب له.

وحتى الآن، وصل عدد الصناديق في ولاية "إنديانا" إلى أكثر من 70 صندوقا، وهذا عدد قريب من الصناديق الموجودة في كل من ولاية أوهايو وأركنساس وفلوريدا، وهذا يعتبر نجاحًا للفكرة بعد أن تعرضت لهجوم من قبل عدد من المشرعين في "إنديانا"، إلا أنه في عام 2018، أصبحت منتشرة بولايات عديدة وتعمل على مدار الـ24 ساعة.

وقالت شيريل ماير، أستاذة علم النفس المهني بجامعة رايت ستيت البحثية الأمريكية، إن صندوق الملاذ الآمن، استطاع حماية العديد من الرضع على مدار السنوات الماضية، وظهر هذا واضحًا في عدد الأطفال الذين انتقلوا إلى إدراة خدمات الطفل- بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.

وأكدت أن صناديق ولاية "إنديانا" تمكنت من إنقاذ نحو 5 آلاف رضيع منذ وضعها، كما تم توفير حياة أسرية إلى أغلبهم، وهذا ضمن للأمهات أن الأطفال بعد التخلي عنهم سيحصلون على مستقبل شبه جيد وليس الموت، ولكن يجب زيادة الوعي بهذه المسالة، وتشجيع النساء على تحمل المسؤولية بدلًا من التخلص من الأطفال.