«أمين البحوث الإسلامية»: الفتوى صناعة.. والدولة فى حرب ضد الإرهاب - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«أمين البحوث الإسلامية»: الفتوى صناعة.. والدولة فى حرب ضد الإرهاب

محيى الدين عفيفى خلال حواره مع «الشروق»
محيى الدين عفيفى خلال حواره مع «الشروق»
حوار ــ أحمد بدراوى:
نشر في: الأحد 22 يوليه 2018 - 12:16 م | آخر تحديث: الأحد 22 يوليه 2018 - 12:41 م

• لدينا 4300 واعظ يقومون بقوافل توعية فى جميع المحافظات.. ونركز بشكل أساسى على المناطق النائية والحدودية لتحصين الناس ضد الأفكار المتطرفة


• الفتوى صناعة ولا ينبغى أن يتصدى لها إلا المؤهلون.. ومطبوعاتنا تركز على تصحيح مفاهيم الجهاد وتطبيق الشريعة

 

قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيى الدين عفيفى، إن قوافل الوعظ التى يقوم بها المجمع تستهدف الوصول إلى الناس فى أماكنهم بشكل غير تقليدى، متابعا: «عمل الوعاظ هو عمل ميدانى وليس مرتبطا بالمساجد فقط، فالعمل فى المساجد جزء من عمل الوعاظ، لكن الأساس فى عمل الوعاظ هو العمل الميدانى».

وأضاف عفيفى فى حوار لـ«الشروق»: نركز بشكل أساسى على المناطق النائية والحدودية، خاصة أن الناس يحتاجون إلى تعميق الانتماء للوطن والتركيز على الهوية المصرية، إضافة إلى تحصينهم من أى أفكار متطرفة خاصة فى المناطق النائية التى تحاول التيارات المتشددة استقطاب الناس فيها.

وأشار إلى أن الدولة فى حالة حرب ضد الإرهاب وبالتالى نحن نعيش اقتصاد حرب، وينبغى للجميع أن يستشعر المسئولية وأن يدعم جهود الدولة فى حربها ضد الإرهاب، ولا ينبغى أن تتحكم الأعراف والتقاليد فى الشرع، فالشرع مقدم على الأعراف والتقاليد.

وإلى نص الحوار:

• ما هى الرسائل التى يستهدفها مجمع البحوث الإسلامية من قوافل الوعظ التى يقوم بها فى المحافظات؟

ــ النشاط الدعوى الذى يقوم به مجمع البحوث الإسلامية يتم من خلال وعاظ الأزهر الشريف المنتشرون فى جميع محافظات مصر وعددهم 4300 واعظ فى 27 محافظة، وكل محافظة مخصص لها من الوعاظ ما يتوافق مع العدد الكلى للسكان، وهناك خطة عمل للوعاظ بشكل يومى، وهناك قوافل توعية، إضافة إلى خارطة العمل اليومية.

والقوافل تستهدف الوصول إلى الناس فى أماكنهم بشكل غير تقليدى، فعمل الوعاظ ميدانى وليس مرتبطا بالمساجد فقط، فالعمل فى المساجد جزء من عمل الوعاظ، لكن الأساس فى عمل الوعاظ هو العمل الميدانى فنحن نتعامل مع كل أجهزة الدولة ومع كل المؤسسات والهيئات والمنظمات الأهلية ولنا حضور فى كل المحافل من خلال الأنشطة التوعوية التى نقوم بها.

ونحن نركز بشكل أساسى على المناطق النائية والحدودية، خاصة أن الموجودين بها يحتاجون لتعميق الانتماء للوطن والتركيز على الهوية المصرية، وتحصينهم من أى أفكار متطرفة خاصة فى المناطق النائية التى تحاول التيارات المتشددة استقطاب الناس فيها.

ونحن نقوم بعمل لجان للإفتاء فى المحافظات، ولجان فرعية فى جميع مدن ومحافظات الجمهورية، إذ يعمل المؤهلون من الوعاظ على إفتاء الناس والإجابة عن أسئلتهم ملتزمين بمنهج الأزهر الشريف، ونتابع أداء تلك اللجان وتدريب الكوادر الموجودة فيها، ودعمهم بالفتاوى التى كثيرا ما يسأل الناس عنها من أجل توسيع أفق الوعاظ والتأكيد على أهمية مراعاة الواقع، وإدراك أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص.

 

• ما هى أبرز الأسئلة التى يواجهها وعاظ المجمع فى جولاتهم الميدانية فى المناطق النائية والحدودية؟

ــ فى المناطق النائية يكون المستوى الثقافى بسيطا جدا نظرا لطبيعة الحياة هناك، لذا نقوم بتعريف الناس بمبادئ الإسلام الأساسية وسماحته وأنه دين رحمة ومحبة ويؤكد على التكافل الاجتماعى ويؤكد على المروءة، والناس بحكم بساطة الحياة، يسألون عن الصلاة وما هو فهم الإسلام لطبيعة العلاقة بين الناس، وأسئلة تنبع من واقع المجتمعات، ولكن الوعاظ يأخذون زمام المبادرة ويتناقشون مع الناس فى هذه المناطق، فى مسائل «الجهاد والتكفير وتطبيق الشريعة ومن يكفرون الدولة والحاكم». ونحن الآن فى المجمع نعمل على استعادة منظومة القيم الأخلاقية التى تراجعت فى المجتمع.

 

• ماذا تقصد بمنظومة القيم.. وكيف ستقومون بتوصيل ذلك للمناطق الأكثر فقرًا مثلا؟

ــ هناك قيم كثيرة كانت موجودة ولازالت ولكن ضعف أثرها، مثل «الرحمة والتكافل»، وكان الناس فى العقود المادية يعانون من ظروف معيشية صعبة ولكن كان بينهم تراحم ومودة، وكانت المروءة موجودة والشهامة.

ومسألة استعادة منظومة القيم مهمة جدا، خاصة فى هذه الظروف الراهنة، نحن بحاجة إلى أن يشعر كل إنسان بالآخر وأن نستشعر قيمة الوطن والأمن والأمان، وهى من أعظم نعم الله على الإنسان، والحمد لله موجودة فى مصر بفضل الله ثم بجهود الدولة والقيادة السياسية وجهود رجال القوات المسلحة والشرطة، وهذا يستدعى وعى الشعب بأهمية دعم مسيرة الدولة فى التنمية، وإدراك أن المرحلة التى تمر بها مصر الآن «استثنائية»، وأن البلد فى حالة حرب ضد الإرهاب، وبالتالى نحن نعيش اقتصاد حرب ولكن المؤشرات الإيجابية تشير إلى أننا سنعبر هذه المرحلة بسلام وستكون هناك حالة من الرفاهية والتحسن فى المستوى المعيشى لكل مواطن.

 

• هل كل الوعاظ مؤهلون للإفتاء؟

- بالنسبة للمؤهلين للإفتاء.. نحن نقوم بإجراء اختبارات ونعمل على تقييم أداء الوعاظ ونختار من بينهم الكوادر المؤهلة، ونركز على عاملى «الخبرة والاطلاع»، ونعمل على تدريبهم ومتابعتهم باستمرار، وليس كل الوعاظ يقومون بالفتوى ولكن فئات معينة هى التى تفتى، فالفتوى صناعة وأمر مهم جدا، ولا ينبغى أن يتصدى له إلا من يملك الأهلية العلمية لهذا الأمر المهم.

 

• وزارة التضامن أطلقت أخيرا مشروع «اثنين كفاية» للحد من الزيادة السكانية، هل تشاركون فى التوعية بتلك الحملة؟

ــ طبعا، الإسلام حينما يتحدث عن الأسرة يركز على الكيف لا الكم، وانشغال الأب والأم بأمور المعيشة غيبهم عن رعاية أبنائهم، ولذا نحن نركز على ضرورة العناية بتربية الأبناء والاهتمام بتحسين المستوى المعيشى، فما الفائدة من أن ينجب الإنسان عدد كبيرا من الأطفال ثم يتركهم فى الشارع، الإسلام لم يأمر بذلك، وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، ونحن نؤكد على المعانى الإسلامية العظيمة التى ترسخ مفهوم المسئولية لدى الأب والأم.

وهناك بروتوكولات تعاون فى عدد من المجالات مع وزارة التضامن الاجتماعى، مثل بروتوكولات التوعية بمشكلة الطلاق وزواج القاصرات والمشكلات الاجتماعية التى تُخلف أثرا سلبيا فى المجتمع.

 

• ما الدور الذى يقدمه المجمع فى مواجهة ظاهرة الطلاق؟

ــ قضية العناية باختيار شريك الحياة وكيفية إقامة الحياة الزوجية واستشعار المسئولية ومعايير الاختيار، وأن الزواج يقوم على التكافؤ وليس على الفوقية، فالزواج ليس عقد إذعان من المرأة للرجل، ولكن الأمر مشترك، وهو شورى بين الرجل والمرأة فى مسألة الواجبات والتمتع بالحقوق، وهذه المعانى هى أسس الانطلاق لوعاظ الأزهر فى معالجة تلك الأمور.

 

• ماذا عن مطبوعات المجمع ومؤلفاته؟

ــ نركز فى مطبوعاتنا على تصحيح المفاهيم التى دخل عليها تفسيرات مغلوطة، مثل «مفهوم الجهاد وتطبيق الشريعة والولاء والبراء والتكفير ودار الإسلام ودار الحرب»، وغيرها من المفاهيم التى تتناولها التيارات المتطرفة وجماعات التكفير والعنف، ونحن نصلح المفاهيم المغلوطة، ونعمل على بيان المبادئ الصحيحة للإسلام وكيف أن الإسلام هو منهج حياة، وأن التدين لا ينحصر فى التدين الشكلى وإنما التدين يركز على الجوانب السلوكية والمعاملات بين الناس.

ونحن نركز على إحياء القيم المهجورة فى حياة الناس، ومنها قيمة المواطنة كحقوق وواجبات وأن الانتماء للوطن جزء لا يتجزأ من الانتماء للدين، فلولا الأمن فى الأوطان لما عُبد الله سبحانه وتعالى، وبالتالى نركز أيضا على دور الأسرة والشباب فى المجتمع، وأن الشباب ينبغى أن تُفتح لهم المجالات للاستفادة من طاقاتهم.

 

• ماذا عن الخطة الرباعية للمجمع حتى عام 2022، أليست مدة كبيرة خاصة أن التغيرات فى المجتمع وتيرتها أسرع؟

ــ الخطة الرباعية لا تتضمن موضوعات بعينها ولكن تتضمن استراتيجية معينة ننطلق من خلالها، سواء على المستوى الميدانى أو الموضوعى؛ فالمستوى الميدانى يتعلق بالأماكن النائية والعشوائيات والنجوع والقرى والتلاحم مع المواطنين، أما الجانب الموضوعى فهو الذى يتعلق بالقضايا التى يمكن تناولها وهى قضايا تستوحى من واقع الناس، ونركز على الأسلوب الذى يتواءم مع كل شريحة، حسب المرحلة العمرية والمستوى الثقافى، ونركز على التواصل مع الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.

ونعمل على تطوير أدائنا بما يتواءم مع واقع الناس، وليست لنا قوالب جامدة ملزمة لنا، ولكن لدينا منهجية الأزهر الشريف التى تقوم على الاعتدال والوسطية وتلبية احتياجات الناس المعرفية وتحريرهم من تلك الدعاوى التى تحاول احتكار الدين باسم الجنة والنار وباسم الحلال والحرام، وأنه لا توجد وصاية لأحد على إنسان فى علاقته مع الله، ولكن يحتاج للتنوير والوعى.

 

• قضية المواريث فى صعيد مصر.. ماذا فعلتم كمجمع فى تلك القضية؟

ــ قضية المواريث مهمة، مثلها مثل قضايا إكراه المرأة على الزواج ممن لا ترضاه بدعوى أنه من القبيلة أو العائلة، أو عدم إعطائها المكانة التى أعطاها الله لها، ونعمل على تغيير الموروثات الثقافية والمجتمعية الخاطئة من خلال لقاءات متنوعة مع شرائح مختلفة فى المجتمع.

وبحكم احتكاك الواعظ بين الناس فهو يشاركهم ويقرب وجهات النظر وحل النزاعات، وبيان رؤية الإسلام فى تلك القضايا، فلا ينبغى أن تتحكم الأعراف والتقاليد فى الشرع، فالشرع مقدم على الأعراف والتقاليد، ونحن نشرح بطريقة هادئة وتربوية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك