تمكنت سلالة من الذئاب الرمادية التكيف مع الحياة فى أعالى سلسلة جبال الهيمالايا الممتدة عبر نيبال والتبت إذ تنخفض معدلات استهلاكها للأكسجين للنصف بتلك المناطق وليكشف أحدث البحوث العلمية إن وراء تلك القدرات لدى ذئب الهيمالايا طفرة جينية جعلت تلك الحيوانات تتمتع بخصائص لا توجد لدى بنى عمومتها من الذئاب.
وبحسب الدراسة المنشورة بدورية بايو جيوغرافى والتى ناقشتها صحيفة الجارديان البريطانية فإنه بناء على الجينات المختلفة لدى ذئب الهيمالايا يتم السعى لجعله فصيلة مستقلة بذاتها ومنحه اسما علميا خاص به.
وما سيعود على تلك الذئاب من النفع جراء استقلالها كفصيلة جديدة هو أن يتم تضمينها فى قوائم الحيوانات المحمية تبعا لمنظمة حماية الطبيعة الدولية.
وتقول جيرالدين ورهان المشرفة على الدراسة من جامعة أوكسفورد البريطانية إن كل الدلائل تشير نحو ان تلك الذئاب لديها خصائص سلالة مستقلة مضيفة أنه يبقى جمع جزء أخير من البيانات الجينية عن ذلك الحيوان حتى يتم تصنيفه رسميا.
وتعتبر جيرالدين أول من يصور فيلما عن ذئاب الهيمالايا وذلك عبر 4 رحلات خاضتها فى موطن ذلك الحيوان.
وتتابع جيرالدين ان الظروف القاسية بأعالى الجبال سببت حدوث طفرة جينية لدى ذئاب الهيمالايا جعلتها أكثر قوة وتحملا عن بنى عمومتها الذئاب الرمادية العادية.
وتعيش ذئاب الهيمالايا فى قطعان صغيرة من 5 أفراد مقارنة بالأنواع الأخرى من الذئاب بينما تفضل التغذى على خراف الهيمالايا الزرقاء وحيوانات المرموط والبهارال.
وتقول جيرالد إن ذئاب الهيمالايا نادرا ما تحتك بالبشر أو تفترس قطعانهم ولكن ذلك يحدث أحيانا ما ينجم عنه قتل بعض الذئاب على يد الرعاة.
ولكن الدراسة أكدت أن السكان المحليين يؤيدون أى خطوة نحو حماية تلك الذئاب فى مواطنها.
وتبقى المشكلة التى تواجه الباحثين هو كيفية تحديد أعداد تلك الذئاب بالبرية نظرا لأنها تتنقل بمساحات شاسعة من الأراضى صعبة التنقل فيها نظرا للمناخ القاسى فى أعالى الهيمالايا.