يوميات ثورة 1919 (23): وقائع المظاهرات في الدقهلية والمواجهة مع الاحتلال - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة 1919 (23): وقائع المظاهرات في الدقهلية والمواجهة مع الاحتلال

هاجر فؤاد:
نشر في: السبت 23 مارس 2019 - 12:21 م | آخر تحديث: السبت 23 مارس 2019 - 12:21 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

•••••


في يوم الأحد 23 مارس 1919 كانت بلدة «ميت القرشي»، إحدى القرى التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، على موعد مع كارثة أودت بحياة 100 من أهلها، فكان الأهالي يقومون بمظاهرة سلمية حول البلد، ثم جاء قطار مسلح يقل 100 جندي بريطاني، فوقف القطار ونزل الجند على السكة الحديدية على مقربة منها، فسألوا أول شخص ألتقوا به وهو المرحوم محمد مأمون عبد المعطي نجل عمدة البلد، فسألوه عن تلك الجموع فأخبرهم أنها مظاهرة سلمية، لم يكد يبتعد عنهم حتى عاجلوه وأطلقوا عليه الرصاص وسقط قتيلا.

سمعت الجموع صوت الرصاص وتفرقوا جميعا، وأطلق عليهم الجند الرصاص وحصدتهم حصدا، وتعقبوهم حتى الحقول، وكلما صادفوا أحدا أردوه قتيلا حتى بلغ عدد شهداء المذبحة نحو 100 قتيل.

 

وأشارت السلطة العسكرية إلى هذه المأساة في بلاغها الرسمي بقولها:
"حدث في جوار ميت غمر وهي التي ذكرت أمس بأنها لا تزال مع زفتى وميت القرشي مركزا للتمرد والفتن أن قطارا كان يشتغل بإصلاح الخط يوم 22 الجاري فجعله الغوغاء (هكذا كانت تسمي المتظاهرين) في معزل بقطع الخط أمامه ومن خلف ووصل إلى مكان الحادثة قطار مسلح لإسعافه يوم 23 الجاري، فهاجمه المشاغبون بدوره ولكنهم تكبدوا خسارة تزيد على مائة من القتلى والجرحى".

في نفس اليوم مر نفس القطار المسلح بكفر الوزير، فخرج أحد الأهالي لمشاهدته، وكان على مقربة من السكة الحديدية جاموسة يقودها صاحبها، فأراد أن يبعد بها عن الخط محافظة عليها، فأصابته هو وماشيته طلقات نارية أودت بحياتهما، كما صوب الجند الرصاص نحو المتظاهرين فقتلوا منهم: عناني محمد سليمان، والسيدة بنت بدران.

في الأيام الماضية، تفاقمت الحالة في أسيوط، واتخذ الجنود البريطانيون مكانا دفاعيا في المدينة اجتمعوا به ومعهم مجموعة من النزلاء الأجانب، بلغ عددهم 146 شخصا، ووضع النساء والأطفال في المدرسة الثانوية وبقوا في أمان.

وفي الصباح اليوم، هوجم المكان الدفاعي، وقبل أن تستطيع الإمدادات الوصول للمركز الذي يحرس الطريق من قرية الوليدية إلى المدرسة، تمكن المهاجمون من اختراق النطاق وأخذوا يطلقون النيران على الجنود البريطانيين، وصد الهجوم بعد أن تكبد الثائرون خسارة جسيمة من القتلى والجرحى بلغوا عدة مئات، وخلال 23 وغدا 24 مارس، عمل الجنود البريطانيون على تفريق جماعات الثوار ومكافحة الرماة.

غدا حلقة جديدة.....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك