نكد الزوجية وفهلوة المصريين، أسرار تجذب من يقرأها لعالم بعيد.. هكذا هي ألف ليلة وليلة منذ سردتها فتاة حكيمة استطاعة هزيمة السيف بالحكاية لتكون في تلك الحكايات ما يسلي المهمومين عن أحزانهم ويعطي حكمة وعبرة لمن يريد المعرفة تحمل الكثير من الطرائف والعجائب في عالم فريد يعج بالملوك المتصارعين على السلطة، والحسناوات اللاتي يتلاعبن بمقاليد الحكم والسحرة والجن وكثير من القصور والبساتين من العصور الغابرة.

وتستعرض "الشروق" أساطير وحكايات من التراث روتها شهر زاد لزوجها الملك شهريار في 20 ليلة من حكاية معروف الذي كان يعمل إسكافيا في الدرب الأحمر.

كان لمعروف كما تحكي شهر زاد زوجة قبيحة سليطة اللسان لا تحترم زوجها تدعى "فاطمة العرة"؛ لسوء أخلاقها، وكانت لا تتوانى عن سب زوجها، ونهب ماله وضربه.

وذات يوم، طلبت فاطمة من زوجها معروف أن يحضر لها كنافة بعسل النحل، فذهب ولم يكن معه مال فأشفق عليه الكنفاني وأعطاه كنافة بالعسل الأسود، فأبت زوجته وضربته وكسرت جزءا من أسنانه.

ولم تكتف فاطمة فشكت معروف ل3 من القضاة وللباب العالي؛ ما دفعه للفرار من باب النصر، ليمكث بخرابة بالعادلية وهو يبكي، حتى خرج عليه جني مهيب يدعى "عامر" فأشفق عليه وطلب منه معروف أن يأخذه بلدا بعيدا عن زوجته، فطار به المارد بعيدا لمدينة خاتين الخواتين.

التقى معروف بالمدينة بجار قديم وصديق صبا له يدعى "علي العطار"، وكان مصريا مثله فأقرضه 1000 دينار ليتاجر بها، وكذب علي التجار وأخبرهم بأن معروف تاجر غني، وله تجارة في الطريق.

أنفق معروف ال1000 دينار على الفقراء وظل 20 يوما يستلف من التجار بحجة أن تجارته بالطريق، حتى اقترض 60 ألف دينار دون أن يردها فشكاه التجار للملك.

كان الملك طماعا وحين علم بقصة معروف ظن أنه ثري لشدة اقتراضه دون خوف؛ فقرر تزويجه من ابنته، فتحدث مع معروف ووعده أن يعطيه 200 جوهرة بحجم الجوز مهرا للأميرة.

ظل معروف طوال 40 من حفلات العرس ينفق من خزانة الملك ذهبا وأموالا على الفقراء حتى أوشكت خزانة الملك على النفاد، وشك الملك في أمر معروف.

صارح معروف الأميرة بحقيقته خشية بطش والدها به، فخافت أن يقتله أبيها وتترمل، فأعطته مالا وتنكر بزي مملوك وسافر بعيدا بالليل، بينما كذبت الأميرة على أبيها وادعت أن تجارة معروف نهبها العرب وأنه سافر لاستردادها.

مر معروف في سفره بمزارع يحرث أرضه فقام معروف بالحراثة مكانه ريثما يحضر المزارع الضيافة، فعثر معروف على حفرة تحت الأرض بها 4 حجرات إحداها مملوءة ذهبا وأخرى من الماس وأخرى من المرجان والياقوت ووجد بها خاتما فركه فخرج له جني يدعى أبو السعادات.

أخبر الجني معروف أن الكنز لأحد قوم عاد، وأنه كان خادما له فطلب معروف من المارد أن يعبئ له الكنز، وأن يجلب له نحو 1000 من الخيل والبغال ومئات المماليك وأن يصحبه للمدينة.

عاد معروف للمدينة فأثار دهشة الجميع، وأعطى الملكة مهرها وعاش سعيدا حتى كاد له الوزير مكيدة. وسرق منه الخاتم بعد أن عرف قصته، وطلب من الجني أن ينفي معروف والملك لصحراء الربع الخالي، ففعل وذهب للزواج من ابنة الملك عنوة.

تحايلت ابنة الملك على الوزير بحيلة، فسرقت الخاتم وأمرت بحبس الوزير، وأعادت معروف وأبيها الملك الذي نصب معروف وزيرا له وقتل الوزير السابق؛ لما فعل مع ابنته وانكاره لعدة الطلاق؛ ما جعل المفتي يفتي بكفره.

عاش معروف وزيرا 5 سنوات وملكا 5 أخرى بعد وفاة الملك، وأنجب غلاما من ابنة الملك والتي توفيت وأعطته الخاتم قبل موتها.