تركز مسابقات الجمال بشكل أساسي على معايير الجمال الطبيعي للمتسابقات، بالإضافة إلى عوامل أخرى كاتزان الشخصية والموهبة والثقافة والقدرة على الإجابة على أسئلة لجنة التحكيم؛ كمعايير أساسية للنجاح.

لكن في الفترات الأخيرة، أخذت بعض المسابقات شكل آخر يوسع المجال أمام المتنافسات، فأصبح من الممكن أن تتقدم فتيات ذوي احتياجات خاصة، وأخرى محجبة في مسابقات رسمية لدول لا تألف الحجاب، دون أن يولون اهتماما لما يتعرضوا له من انتقادات ومضايقات.

فتلك الفتيات لا تنافس على ألقاب ملكات الجمال وحسب، بل تثبتن أن الروح والقوة والإرادة والثقة بالنفس من أهم المعايير التي يتحلون بها وتجعل منهن «ملكات جمال» تنافس على اللقب بجدارة.

وفي هذا التقرير، ترصد «الشروق» حالات كانت فريدة من نوعها في الفترة الأخيرة، والتي استطاعت الفوز، متخطيات كافة المضايقات والعقبات التي واجهتهن.

• فتاة بذراع واحد في المركز الرابع لـ«ملكات جمال الدنمارك»:

ولدت «سيلينا ويست رييل» بذراع واحدة فقط، وسعت لإظهار أن كل شيء ممكن، وأنه بإمكان المرء أن يكون جميلا حتى ولو كان يعاني من إعاقة جسدية، وأن مسابقات الجمال ليست حكرًا على الأشخاص الطبيعيون تماما.

وتقدمت «سيلينا» لتنافس على لقب ملكة جمال الدنمارك لعام 2018، في عمر 17 عاما، واستطاعت الحصول على المركز الرابع في المسابقة.

• إيطالية بساق صناعية تنافس على لقب ملكة الجمال:

منذ 5 سنوات تعرضت «كيارا بوردي» لحادث سير فقدت فيه ساقها، ولم تستطع في البداية التأقلم مع وضع ساقها الصناعي، بل إنها مرت بفترات اكتئاب لدرجة أنها «تمنت الموت»، ولكن مع مرور الوقت اعتادت على حياتها الجديدة واستخرجت رخصة للقيادة، كما مارست العديد من الألعاب الرياضية.

«كيارا» شابة إيطالية تبلغ من العمر 18 عاما، تمكنت للمرة الأولى في تاريخ مسابقات ملكات الجمال من الوصول إلى التصفيات النهائية لمسابقة ملكة جمال إيطاليا في 2018، بساق صناعية، وشاركت مثل الأخريات بارتداء لباس البحر، وعرضت صورها على حساباتها الشخصية وتعرضت للانتقاضات، لكنها لم تبالِ.

• فتاة محجبة تنافس على لقب ملكة جمال إنجلترا:

طالبة حقوق باكستانية تدرس في جامعة «هاديرزفيلد» الإنجليزية، اشتهرت بنشر صورها بالزي الباكستاني المحتشم على صفحتها الخاصة على موقع «إنستجرام»، كما اشتهرت بجمالها الطبيعي، واستطاعت أن تصل إلى نهائيات مسابقة ملكة جمال بريطانيا لعام 2018، من أجل إظهار أن الجمال ليس له تعريف.

صحيح أنها لم تفز بالمسابقة، ولكنها غادرت بأكثر من تاج ملكة الجمال ذاتها؛ لتصبح أول مسلمة محجبة تنافس على لقب ملكة جمال إنجلترا في عامها الـ20.

• لاجئة أفغانية تنافس على لقب ملكة جمال إنجلترا:

فرت مع عائلتها من أفغانستان حين كانت في الرابعة من عمرها، وتوجهت إلى بريطانيا هربا من الحرب الأهلية التي مزقت بلادها، بالرغم من صعوبة الاعتياد على ثقافة جديدة تقدمت اللاجئة الأفغانية «شابانا فاضل» في عام 2011 وهي تبلغ 22 عاما، للمشاركة في مسابقة ملكة جمال إنجلترا.

• نعتها زملاؤها بـ«القبيحة» فأصبحت «وصيفة» لملكة جمال توتنجهام:

بعد معاناة دامت سنوات بسبب مضايقات زملائها لها والتذمر منها لدرجة أوصلتها إلى امتناعها عن الطعام، استطاعت فتاة بريطانية التغلب على المتنمرين الذين نعتوها بـ«القبيحة» ودرست التجميل؛ لتنجح «بيج ليلي ألكسندر» وهي في عامها الـ17، في الوصول للمرحلة النصف النهائية من مسابقة ملكة جمال إنجلترا، وحصلت «بيج» على لقب «الوصيفة» في مسابقة جمال مدينة توتنجهام.

• ملكة جمال العالم لذوي الإعاقة تشارك في مسابقة ملكة جمال مصر:

رغم حصولها على المركز الثاني في مسابقة ملكة جمال العالم لذوي الاحتياجات الخاصة في 2007 في سويسرا، إلا أنها قررت المشاركة أيضا في نفس المسابقة في العام 2016، لكن هذه المرة في مصر، وكان هدفها من المشاركة تغيير نظرة المجتمع للمعاقين والاهتمام بمشاكلهم.

كانت سمية بهاء ضحية للاهمال الطبي؛ حيث أقعدتها حقنة خاطئة عن الحركة، وتحدت الفتاة كل الصعوبات وإعاقتها عن الحركة لترسم لنفسها ولفتيات أخريات صورة مختلفة لتغير نظرة المجتمع عن الفتاة بشكل عام، وعن ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، شاركت سمية في كثير من الأعمال الخدمية التي تخدم المجتمع.

أثناء حصولها على المركز الثاني