انطلقت في نيويورك أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تبدأ بالشق رفيع المستوى بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتشارك مصر في القمم والاجتماعات السياسية والفنية والفعاليات رفيعة المستوى التي يتم تنظيمها، وذلك في إطار اضطلاع الدبلوماسية المصرية بدورها الإقليمي والدولي الرائد أخذا في الاعتبار تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019.

ومن المنتظر أن يلقي الرئيس السيسي البيان الرسمي لمصر في طليعة المتحدثين من قادة وزعماء العالم، مساء غدا الثلاثاء بتوقيت القاهرة، ويطرح خلاله مواقف مصر تجاه القضايا الإقليمية والدولية ورؤيتها للتعامل معها.

كما يشهد الشق رفيع المستوى للجمعية العامة عدداً من الاجتماعات التي ستشارك فيها مصر وتتناول القضية الفلسطينية، والأوضاع في الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك في إطار آليات الأمم المتحدة ذات الصلة، بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات التي تعقد في إطار منظمات إقليمية تشارك مصر في عضويتها وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وحركة عدم الانحياز.

كما تشمل زيارة الرئيس السيسي كذلك شقا ثنائيا مع الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يتم عقد عدد من الاجتماعات والفعاليات مع ممثلين عن المؤسسات السياسية والاقتصادية الأمريكية المختلفة.

ويتضمن جدول الرئيس مشاركته في قمة التنمية المستدامة الأربعاء المقبل، وذلك في إطار جلسة حوار القادة، وهي القمة التي تركز على كيفية تعزيز جهود المجتمع الدولي نحو تحقيق أجندة الأمم المتحدة 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حول العالم. كما من المقرر أن يلتقي الرئيس مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس؛ لبحث سبل تعزيز وتطوير التعاون بين الحكومة المصرية والبنك الدولي.

بالإضافة إلى مشاركة مصر في فعاليات قمة المناخ التي تعقد على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة، تحت رعاية الأمين العام الأمم المتحدة، وهي القمة التي تأتي في ظروف دولية صعبة بالنظر إلى استمرار التجاذبات بين الأطراف الدولية المعنية والتباين في الرؤى بين الدول الكبرى في هذا الصدد، أخذا في الاعتبار الدور المهم الذي تضطلع به مصر فيما يتعلق بالتعامل مع تحديات تغير المناخ على الصعيد الدولي، ومواقفها في الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية التي تعتبر الأقل إسهاما في هذه الظاهرة والأكثر تضررا من آثارها السلبية، حيث تقود مصر أحد التحالفات الأساسية وهو التحالف الخاص بالتكيف وبناء القدرة على التحمل وذلك بالاشتراك مع المملكة المتحدة.

كما يشارك الوفد المصري كذلك في الاجتماع رفيع المستوى حول الرعاية الصحية الشاملة، وذلك في ضوء اهتمام الحكومة المصرية بقضية التنمية البشرية وعلى أرسها الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، ويوفر الاجتماع الفرصة لعرض المبادرات المصرية الناجحة في هذا المجال.

وتتضمن أنشطة الوفد المصري بنيويورك المشاركة في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ77 والصين، التي تمثل صوت الدول النامية في المحافل الدولية ذات الصلة (تشمل عضوية هذه المجموعة 134 دولة داخل الأمم المتحدة).

وعلى مستوى العلاقات الثنائية، من المنتظر أن يقوم الرئيس السيسي بعقد العديد من اللقاءات مع قادة الدول ورؤساء الحكومات والمسئولين الدوليين بهدف مناقشة الأوضاع على الساحة الدولية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن سبل دفع التعاون الثنائي، وتعزيز التنسيق في الأطر متعددة الأطراف، ويحرص العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على التعرف على رؤية مصر والقارة الإفريقية تجاه العديد من القضايا، إدراكا منهم لثقل مصر الإقليمي ودورها الرائد في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وهو ما يؤهلها لطرح رؤى موضوعية تجاه قضايا المنطقة تهدف إلى معالجة الأزمات التي تواجهها.