«برلين السينمائى» يكشف اللحظة الساحرة لانتحار رومى شنايدر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«برلين السينمائى» يكشف اللحظة الساحرة لانتحار رومى شنايدر

رسالة برلين ـ خالد محمود:
نشر في: السبت 24 فبراير 2018 - 9:22 ص | آخر تحديث: السبت 24 فبراير 2018 - 9:22 ص

• «3 أيام فى كيبورن» سيرة ذاتية لآخر حوارات النجمة التى تحولت إلى رمز

• أداء مبهر لـ«مارى بومر» يدعوها للفوز بالدب الذهبى.. وأجواء الابيض والاسود تستدعى زمنا وصورة استثنائية

تبقى حياة النجمة الالمانية ــ الفرنسية «رومى شنايدر» التى شكلت دوما حلما كبيرا لعشاقها من الجمهور، مصدر إلهام المخرجين لإعادة قراءتها على شاشة السينما، وخاصة الايام الاخيرة التى شهدت انتحارها الصادم فى عام 1982، وهى فى سنوات المجد والالم، فشكلت تلك الفترة من عمرها دراما إنسانية ساحرة.

على شاشة مهرجان برلين السينمائى الدولى عاش الجمهور 115 دقيقة بأجواء الابيض والاسود، مع قصة من واقع رومى شنايدر عبر الفيلم الالمانى الفرنسى «3 ايام فى كيبورن» سيناريو واخراج إيملى عاطف، بعرضه العالمى الاول يذكر الفيلم بإحدى لحظات حياتها وأكثرها إحباطا فى عام 1981، عبر قصة المقابلة الصحفية الاخيرة فى حياتها، حيث تقضى نجمة العالم ثلاثة أيام مع صديقتها هيلد فريتسش فى منتجع بريتون الصحى الصغير فى كيبيرون بالسواحل الفرنسية للاستمتاع بقليل من الراحة قبل مشروعها السينمائى القادم، وعلى الرغم من تجاربها السلبية مع الصحافة الألمانية، فإنها توافق على مقابلة مع مراسل مجلة «ستيرن» مايكل جورجز، والمصور روبرت ليبيك، لتبدأ لعبة القط والفأر لمدة ثلاثة أيام بين الصحفى والفنانة الاستثنائية، وذلك بفضل «هيلد» صديقة رومى شنايدر التى تجعلها تتورط أكثر وأكثر فى الحكاية.. من صراع إلى لحظات حميمية.

يطرح الفيلم جزءا من سيرة ذاتية لرزمى تنتهى بانتحارها عام 1982 عن عمر 43 عاما، وخلاله نرى صور روبرت ليبيك لرومى والتى أصبحت بعد ذلك مشهورة عالميا، وتشكل المقابلة والصور بالابيض والاسود أساسا لهذا الفيلم الذى يلتقط الاجواء الخاصة لهذه الايام الثلاثة فى حياة بطلته، التى تفاعلت فيها مع الشرب والسجائر والرقص حتى مع المعجبين، وكان من أعظم المشاهد عندما ذهبت للسهرة والعشاء فى أحد المطاعم، وحضر إليها رجل عجوز يدعى شاعر الصيادين، معجب يسألها بخفة دم: مدام سيسى؟ ـ وهى اسم الشخصية التى حققت لها أول نجاح عالمى وجسدت خلالها دور امبراطورية النمسا ـ تفاعلت شنايدر مع العجوز وسمعت أشعاره ورقصت معه رقصة بالحياة، كما لو كانت تريد أن تهرب إلى السعادة.
صور روبرت ليبيك لرومى شنايدر فى هذا اللقاء مشهورة عالميا، وهى تلتقط وتسجل طبيعة هذه الممثلة المتناقضة، بحزنها وآلامها، بينما تشكل المقابلة والصور بالابيض والاسود أساس هذا الفيلم الذى يكشف الجو الخاص لروح شنايدر بهذه الأيام الثلاثة، فى حين نرى هيلد يائسة لحماية صديقتها من نفسها، والتى بدأت تتأثر من أسئلة الصحفى الساخرة عن امها وابيها واطفالها، وبدت صادقة للغاية فى إجابتها والتى كشفت عن صور متعددة الاوجه للممثلة، ومرحلة حياتها المهنية، ويبدو أنها قد كسرت شيئا بداخلها.

السيناريو بأسلوبه السردى، تكاد تكون مشاهده مألوفة لكنه فى كل لقطة تتصاعد الاحاسيس والمواقف دراميا، فدائما هناك غرفة جيدة المظهر يقام بها الحوار، ومشهد بحر تقف رومى على قارعته، ومن المشاهد الاخرى العظيمة فى الاداء عندما تعبت رومى، وطلبت من المصور أن ينام بجوارها لتشعر بدفء حضنه من الوحدة، ثم تطلب منه أن يصورها وهى على فراشها مبتسمة، وكأنها تواجه الالم النفسى بذلك.

المخرجة توجه هذا الشعور بالذنب الجماعى تجاه نجمة أسعدت الجميع إلا نفسها، حيث عاشت حياة خاصة مضطربة، مع بريق نجومية بأعمال كبيرة قدمتها مع مخرجين كبار منهم اوسون وليز، وفيسكونتى وكلود شابرول، وايف مونتان.
ولم تتوقف عنها الشائعات، بل نالت جزءا كبيرا منها فى الفيلم تكشف رومى للصحفى عن أحداث حقيقية تلح عليها للبوح بها مثل تأثرها من انتحار زوجها الأول، الممثل الألمانى المخرج هارى ماين، وانفصالها حديثا عن الرجل الثانى فى حياتها دانيال باسينى، وقالت إنها تقاتل من أجل حضانة ابنها ديفيد البالغ من العمر 14 عاما، كما تعانى من مشاكل صحية، منها ربما سرطان بالكلى، وتعبها من الاعتماد على حبوب منع الحمل، وعدم النوم، وأنها استعانت بصديقتها هيلد لتقديم الدعم المعنوى.

وخلال الحوار الصحفى نشعر بمدى علاقتها الطيبة مع المصور، بينما الصحفى يبدو شخصية صدامية، مما يثير دائما مقابلة النجوم له، فهو لديه أسئلة تطفليه وذكية وتلاعب بالصيغة، وهو ماجعل شنايدر شخصية منقلبة المزاج فى لحظة، بينما تصاب بالاكتئاب مع مكالمة من ابنها لم تستطع ان ترد عليه.

تجسد دور رومى شنايدر الممثلة (مارى بومر) التى ابدعت فى مشاهد عديدة، واذابت بتلقائيتها وخبرتها واندماجها كثيرا من اللحظات والمواقف المركبة، وأضفت روحا خاصة على الشخصية، بل وفى كثير من الاحيان وكأنها بالفعل رومى شنايدر التى نكتشف الخط البيانى لنبضات حياتها من مشهد لآخر، ونجحت فى أن تجعل قصة تلك الفترة من حياة شنايدر تكبر، بل وتصبح نجمتنا رمزا.

بينما جسدت دور صديقتها هيلد (بيرجيت مينيشماير) والمراسل مايكل جورجز (روبرت غويزديك) والمصور روبرت ليبيك (شارلى هوبنر) دينيس لافانت (شاعر الصيادين).



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك