رحلة على متن «جانج فوياجر» تكشف أسرار نهر الجانج المقدس في الهند - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحلة على متن «جانج فوياجر» تكشف أسرار نهر الجانج المقدس في الهند

د ب أ
نشر في: الإثنين 24 فبراير 2020 - 12:26 م | آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2020 - 12:26 م

عندما يشوش ضباب الصباح على معالم القوارب والعبارات والأرصفة؛ عندما تبدأ كومة من الخشب بإطلاق الدخان وهي تحترق أسفل جثمان مغطى بالقماش في مكان ما على الشاطئ؛ عندما تشق قوارب الصيد طريقها عبر الضوء الخافت في المساء... إنها لحظات ينسى خلالها المرء أن نهر الجانج هو في الأساس مجرى قناة صرف صحي ضخمة.

نهر الجانج هو نهر يجري من منطقة الجبال الهندية إلى خليج البنغال. للاقتراب بدرجة أكبر من النهر والبدء في فهم الجوانب الروحية، يمكنك أن تستقل السفينة جانج فوياجر.

تبدأ جولة السفينة التي تستمر ستة أيام في كلكتا، وتقطع مسافة 350 كيلومترا شمالا عبر شرق الهند الريفي ذهابا وإيابا.

يعمل بيسواناث آري، وهو مهندس، في غرفة محرك السفينة. في مكان عمله، لديه مقصورة خشبية صغيرة تضم صور معبودات مثل جانيشا، حيث يقف ليغني ويصلي أمامها كل صباح. ووضع الهندوسي الملتزم أكاليل زهور وبرتقالة وتفاحة وثمرة مانجو وعملة معدنية أمام الصورة.

لكن الشيء الأكثر أهمية، حسبما يقول، هو الماء المقدس من نهر الجانج. يملأ بانتظام إبريقا صغيرا ويرطب رأسه بقطرات من الماء. ويقول آري: "هكذا أشعر بالأم جانجا"، في إشارة إلى إلهة الجانج، ويضيف: "إنها مليئة بالطاقة الإيجابية".

ولكن من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل تلوث النهر، وخاصة في كلكاتا التي يبلغ عدد سكانها 5ر4 مليون نسمة. تطفو النفايات البلاستيكية متراكمة، جنبا إلى جنب مع الرغوة والغطاء النباتي وجيف الحيوانات الصغيرة النافقة.

يتجمع الناس على الضفاف من أجل الصلاة صباحا، والاستحمام وغسيل ملابسهم. ولكن آري يقول إنه لا يخاف من شرب المياه من نهر الجانج. ويرى أن قوة الإيمان تبدو أقوى من الجراثيم.

أما خارج كلكاتا، فإن المشهد يتحول إلى اللون الأخضر. البيوت الريفية واهية اللوان والأكواخ المقامة على ركائز والمداخن المبنية من الطوب تصطف على طول الضفة.

يحافظ قبطان السفينة على سرعة تصل إلى 10 عقدة، ويتحرك حول الأعشاب والجزر الغابية قبل أن يتوقف عند مجمع مسجد هوجلي إيمامبارا. وينقل زورق صغير الزائرين إلى الشاطئ، حيث ترعى الأبقار التي تعتبر مقدسة في العقيدة الهندوسية على ضفة النهر.

أما المحطة التالية فهي بلدة كالنا الصغيرة، حيث يقوم سائقو عربات الريكشة بنقل السائحين إلى مجمع يضم 108 معابد للمعبود الهندوسي شيفا. في الجوار، ويوجد على مقربة مجمع أكثر شمولا، يضم معبد براتابيسوار وديكوراته الطينية المعقدة.

وعند العودة مرة أخرى على متن السفينة، يقود نهر الجانج السائحين عبر أشجار النخيل وبساتين الموز وحقول اليقطين والأرز والقنوات وقوارب الصيد. وعلى طول النهر، يلوح الناس للسفينة ويرحبون بهم عبر المياه.

الوقت يمر ببطء على النهر. الماء أنظف بشكل ملحوظ باتجاه المنبع، حتى أننا نرى دولفين يقفز من الماء. أقصى نقطة شمالا في رحلتنا هي باراناجار، موطن معبد شار بانجلا، الذي بُني عام 1755، وهناك، تم تصوير الأم جانجا مع تمساح.

سواء كانت الرحلة توفر لك مفتاحا للفهم الحقيقي للنهر المقدس أم لا، فإنها تصل بك إلى بلدات وقرى نائية تفتح أبوابها وقلوبها لك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك